المقاومة في غزة زادت قوة
تكشف الصحافة الأميركية عبر تقاريرها عن خيبة أمل إسرائيلية كبيرة من نتائج الحرب على غزة، حيث لم تعد المقاومة بحاجة لخطوط إمداد لامتلاك صواريخ ثقيلة كانت هي السلاح الوحيد الذي تستورده المقاومة أو تستورد بعض أجزائه، بينما تقوم بتصنيع كل احتياجاتها من قذائف مضادة للدروع وعبوات في منشآت بقيت تعمل رغم ضراوة الحرب وتنتج أكثر من حاجة المقاومة لحرب تمتد إلى سنوات.
نجحت المقاومة وفقاً للتقارير بإعادة هيكلة تشكيلاتها وفقاً للتقسيمات الجديدة التي فرضها انتشار قوات الاحتلال، بين شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، كما نجحت بإعادة توصيف استخدامها شبكات الأنفاق المتصلة والمنفصلة وفقاً لحاجات القتال ووضع ما بقي من شبكات الأنفاق صالحاً للاستخدام، ونجحت بإعادة تنظيم مجموعاتها وفقاً لحاجات العمل المقاوم بمجموعات صغيرة لا مركزية، لديها خطط أهداف عامة تقوم هي بتحويلها إلى خطط عملية، وفقاً لما يقوله الميدان، كما تقول التقارير.
المفاجأة الأهم التي تقولها التقارير الأوروبية والأميركية، وتنقلها الصحف الإسرائيلية هي أن المقاومة نجحت بتطويع عدد يعادل ضعف من خسرتهم من صفوفها من قادة ومقاتلين، واستوعبت العدد الجديد على دفعات أتاحت دمجه بالجسم المقاتل الذي تأقلم قديمه مع جديده، وتقول التقارير إن حجم المستعدّين للانضمام إلى تشكيلات المقاومة يزيد عن مئتي ألف شاب فلسطيني يشعرون أن خطر الموت ينتظرهم سواء كانوا يقاتلون أم لا، وهم بلا عمل وبلا سكن وربما بلا طعام ولا دواء، بينما لم تستطع المقاومة أن تستوعب أكثر من ثلاثين ألفاً منهم فقط، وهي تواصل الاستيعاب بصورة يوميّة.
وفقاً لهذه التقارير فإن المقاومة قادرة على مواصلة الحرب لسنوات مقبلة، والسؤال الذي تطرحه التقارير الغربية هو إلى متى تتوهّم “إسرائيل” بأنها تنتظر استعداد المقاومة لتقديم تنازلات تفاوضية لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار، بينما تنتظر المقاومة عملياً أن تصل قوات الاحتلال لهذه اللحظة التي تقترب يومياً مع الاهتراء في الوضعية القتالية لجيش الاحتلال وتراجع الحماس والحافز للقتال عند الجيش وعند الجبهة الداخلية، حيث لم يعد أحد يقتنع بوجود قضية لاستمرار الحرب؟