عهد استعادة الأمل والثقة والنهوض…
أحمد بهجة
الانطباع العام الذي يمكن تلمّسه لدى اللبنانيين جميعاً بعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية هو استعادة الأمل بأنّ بلدنا مُقبل في الأيام الآتية على انطلاقة جديدة نحو استعادة الثقة بأننا قادرون على تجاوز كلّ الأزمات مهما كانت صعبة ومعقدة.
وقد تعزّز هذا الانطباع العام عند سماع خطاب القسم الذي جاء مُفعَماً ومليئاً ليس بالوعود فقط إنما أيضاً بتأكيد القدرة على تنفيذ هذه الوعود التي تشكل خارطة طريق للعهد الجديد الذي يقوده رجل يعرف جيداً كيف يدير مؤسسات الدولة وهو صاحب الخبرة الكبيرة والنجاحات الباهرة في قيادة مؤسسة الجيش اللبناني، والتي تمثل مصدر فخر واعتزاز للمواطنين بأسرهم.
ولعلّ الإنجاز الأول الذي تحقق بانتخاب الرئيس عون هو إنهاء مرحلة الفراغ المستمرة منذ سنتين وشهرين، مع التأثيرات الكبيرة لذلك الفراغ على عمل المؤسسات الأخرى، حيث الحكومة تصرّف الأعمال في نطاقها الضيق، ومجلس النواب لا يستطيع القيام بدوره كاملاً في التشريع والمراقبة في غياب رئيس الجمهورية ووجود حكومة غير مكتملة الصلاحيات، وبالتالي فإنّ إنهاء الفراغ يفتح الأبواب واسعة أمام تشكيل حكومة جديدة تقوم بدورها الكامل بالتنسيق مع المجلس النيابي على قاعدة تعاون السلطات وتوازنها كما ينص الدستور، وذلك بإشراف الرئيس العماد جوزاف عون الذي أقسم اليمين التزاماً بحسن تطبيق الدستور.
وبالعودة إلى خارطة الطريق الواردة في خطاب القسم فهي أتت عامة وشاملة بشكل يعكس توجّهاً حازماً في إدارة شؤون الدولة، وتحقيق الإنجازات النوعية من خلال البدء بمعالجة الأزمات المتراكمة منذ سنوات عدة، في كلّ النواحي السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، وهنا كانت لافتة جداً إشارة الرئيس عون إلى موضوع المصارف والودائع التي يجب أن تعود إلى أصحابها.
كذلك أكد الرئيس عون على ما تمّ التوافق عليه مع الثنائي الوطني لجهة قيام الدولة بواجباتها في حفظ الحدود وعدم السماح للعدو «الإسرائيلي» بأن يبقى في أيّ شبر من الأراضي اللبنانية (وهو الإبن البارّ لجنوبنا الغالي والقائد المقدام للمؤسسة العسكرية التي يلتزم بشعارها الكبير «الشرف والتضحية والوفاء»).
وأيضاً تأكيده على مسألة إعادة إعمار وبناء كلّ ما تهدّم وتضرّر نتيجة العدوان الإسرائيلي البربري والهمجي على الجنوب والضاحية والبقاع، وذلك رغم محاولات الحصار التي يقوم بها بعض الخارج ومعه بعض الداخل خلافاً للقوانين، كما حصل مع تفتيش الطائرة الإيرانية في مطار بيروت، وهو الأمر الذي لن يتكرّر أبداً كما أوحى خطاب القسم حين أكد أكثر من مرة على فرض الالتزام التامّ بالقوانين على الجميع.
قد لا يتسع المجال هنا للحديث تفصيلياً عن كلّ ما ورد في خطاب القسم وما يأملُه اللبنانيون من العهد الجديد، ولنا عودة إلى كلّ هذه الأمور تباعاً في أوقات لاحقة، المهمّ اليوم أنّ الاستحقاق الرئاسي قد أنجز كما يجب، وبات لدينا رئيس نعتزّ ونفخر به، وكلنا ثقة بأنه سيبذل كلّ الجهد اللازم لكي يحقق ما التزم به، وهو الذي عوّدنا بأنه رجل قول وفعل…