فخامة الرئيس العماد جوزف عون بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية بعد التوافق: خطاب القَسَم: • قانون انتخاب • اللامركزية الموسعة • استقلال القضاء • عودة النازحين • استراتيجيّة دفاعيّة • مداورة الفئة الأولى • أموال المودعين • إعادة إعمار الجنوب / برّي: لبنان والجنوب ينتظران العهد… ورعد: حمينا التوافق كما كنا حماة الأرض
كتب المحرّر السياسيّ
دخل لبنان مرحلة جديدة مع انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية من الجلسة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بعدما فشلت الدورة الأولى بإنجاز العملية الانتخابية، حيث كان العماد عون مرشحاً وحيداً، لكنه لم ينل الـ 86 صوتاً التي يحتاجها للفوز لكونه قائداً للجيش في الخدمة ولم تمضِ على مغادرته المؤسسة العسكرية المهلة القانونيّة المنصوص عليها في المادة 49 من الدستور. ونجحت الدورة الثانية بمنح العماد عون 99 صوتاً بعدما قرّر ثنائي حركة أمل وحزب الله منحه أصوات كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، وجاء ذلك بعد مشاورات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسؤولين عرب ودوليين، ومشاورات بين قادة أمل وحزب الله مع المبعوثين العرب والأجانب المقيمين في لبنان، وتوّجت كل هذه المشاورات بلقاء جمع العماد عون بكل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، قالت عنه أوساط متابعة إنه انتهى إلى التوافق الذي تحدث عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بعد نهاية الجلسة بقوله إن المقاومة أظهرت أنها تحمي التوافق بعدما قامت بحماية الأرض، بينما قال الرئيس بري مهنئاً الرئيس عون: إن لبنان والجنوب ينتظران العهد الجديد.
في خطاب القَسَم حدّد الرئيس عون مهمة الرئيس بأن يكون الحَكَم العادل بين المؤسسات متعهداً بالعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء، وهيكلة الإدارة العامة وتطبيق المداورة في وظائف الفئة الأولى في الإدارات والمؤسسات العامة، وفيما أكد عون على حق الدولة في احتكار حمل السلاح. كدولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانيّة ويُطبّق القرارات الدوليّة ويحترم اتفاق الهدنة ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور، دعا إلى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجيّة أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردّ عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية، متعهداً بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان بشفافية.
تعهّد الرئيس المنتخب بحل مسألة النازحين السوريين لما لها من تداعيات وجوديّة على الكيان اللبناني والتعاون مع الأخوة السوريين والمجتمع الدولي لمعالجة هذه الأزمة، بعيداً عن الطروحات العنصرية أو المقاربات السلبية، والسعي مع الحكومة المقبلة والمجلس النيابي الكريم إلى وضع آلية واضحة قابلة للتنفيذ الفوري تعيدهم إلى وطنهم. كما التزم بالعمل على تطوير قوانين الانتخابات بما يعزز فرص تداول السلطة والتمثيل الصحيح والشفافية والمحاسبة وتعهد «أن أعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة بما يخفف من معاناة المواطنين ويعزز الإنماء المستدام والشامل»، وإيلاء الاهتمام اللازم بالمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية والضمان الاجتماعي وحماية أموال المودعين.
أنهى انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون عامين وشهرين وتسعة أيام من الشغور الرئاسي الثقيل. وحمل خطاب قَسَمه، عناوين عدة للمرحلة فأعلن التمسك بالاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون، وأكدّ أنّه لن يتهاون في حماية أموال المودعين. وتعهّد «أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال «سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً».
إثر فوزه في الدورة الثانية بعد حصوله على 99 صوتاً في الدورة الثانية خلال جلسة حضرها جميع النواب الـ128، وبعد القَسَم على الدستور، قال الرئيس عون في خطاب القَسَم «شرّفني النواب بانتخابي رئيساً وهو أعظم وسام أناله». وأشار الى أن «لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوّتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً». ورأى عون أنه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان»، وقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحَكَم عادل بين المؤسسات». أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإن علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال». ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». وتابع: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنيّة كأداة أساسيّة لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه». وأكد عون أن «عهدي أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجيّة لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكد عزمنا لتولي أمن المخيّمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعياً الى بدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
وتقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم «الأمة اللبنانية واللبنانيين بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الحرجة وبخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرّض أهلكم هناك لأبشع وأشد قساوة من أي حرب أخرى، لذلك لبنان في حاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا في انتظار العهد الجديد». وتوجّه بري الى عون: «باسم العهد الجديد أتقدّم بالتهنئة فخامة الرئيس».
وقال رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، من مجلس النواب: تحية لأرواح الشهداء المقاومين الذي حموا البلد لكي تنعقد الجلسة من أجل أن يتحقق الوفاق الوطني في هذه الفترة الصعبة. واضاف: أردنا من خلال تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل الرسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد.
وبعد الانتخاب وتلقي التهاني في البرلمان، توجّه الرئيس المنتخب الى قصر بعبدا، في حين عمت الاحتفالات لبنان ومسقط رأس الرئيس عون في العيشيّة. بعد تلقيه التهاني بانتخابه، غادر رئيس الجمهورية بعبدا على أن يستأنف نشاطه الرئاسي الرسمي صباح اليوم في القصر. وفي المعلومات أن الاستشارات النيابية تبدأ مبدئيًا الأسبوع المقبل، ويوم غد الجمعة يبدأ النشاط بدءًا من الساعة 9:30 صباحًا باستقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يقدّم استقالته لرئيس الجمهورية.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من المجلس النيابي الحكومة قامت بجهد كبير خلال السىنتين الفائتتين ونجحت على الأقل في الحفاظ على هيكلية الدولة. وعما إذا كان سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة قال: هناك استشارات نيابية في القصر الجمهوري الأسبوع المقبل، وفي ضوئها تتحدد الأمور. وعما إذا كان مستعداً لتولي المسؤولية مجدداً قال: أنا بحاجة الى فترة راحة، ولكن إذا كانت هناك أي ضرورة فأنا دائماً في خدمة البلد في أي موقع أكون فيه.
وقال: لم يتم التوصل الى» ديل كامل»، ولكن الأكيد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاحترام الكامل للدستور، تطبيق القوانين كاملة وتطبيق القرارات الدولية. هذا هو الاتفاق الحاصل. أما موضوع الأسماء وشكل الحكومات وتركيبتها. فهذا أمر سابق لأوانه.
وهنأ رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» أسعد حردان في تصريح، العماد جوزاف عون «بانتخابه رئيساً للجمهورية»، متمنياً له «النجاح في مسؤولياته على رأس الدولة، تفعيلاً لدور مؤسسات الدولة وتعزيزاً للوحدة الوطنية وتحصيناً للاستقرار الداخلي على الصعد كافة، وتمسكاً بالثوابت والخيارات الوطنية دفاعاً عن أرض لبنان وسيادته وكرامة اللبنانييين».
وقال: «لقد ثبت أن التوافق الداخلي، هو من أهم الشروط لحل المعضلات وإنجاز الاستحقاقات ومعالجة المشاكل والأزمات»، مشدداً على أن «ينسحب هذا التوافق الذي سعى إليه الرئيس نبيه بري، التفافاً حول رئيس الجمهورية المنتخب، لمواجهة كل التحديات، خصوصاً العدوانية الصهيونية المتمادية، وترجمة هذا التوافق من خلال الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، تتحمّل مسؤولياتها الكاملة تجاه البلد والناس».
وأشار الى ان الرئيس عون، «آتٍ من قيادة مؤسسة الجيش اللبناني، وهذه المؤسسة العسكرية شكلت وتشكل صمام أمان يصون وحدة لبنان واللبنانيين. وما نأمله للبنان بكل قواه، أن تتعزّز فيه روحية العمل الدؤوب من أجل تفعيل المؤسسات وتحصين الوحدة وحماية الاستقرار والسلم الاهلي على قاعدة الثوابت والخيارات الوطنية».
وأجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالاً برئيس الجمهورية جوزاف عون مهنئاً بانتخابه، ومثنياً على خطاب القَسَم وما أورده فيه من وعود تعزز الآمال بالانطلاق نحو لبنان الجديد. وشكر الرئيس عون جنبلاط على مواقفه الوطنية وعلى الدور الذي لعبه في سبيل تحقيق الإنجاز الرئاسي.
وأشار رئيس «التيّار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل إلى أنّ «الآن أصبح جوزاف عون رئيسًا للبلاد، ونتعاطى معه بكلّ إيجابيّة واحترام، وكلّ عمل لن نوافق عليه سنعارضه بهدف تصحيحه»، لافتًا إلى «أنّنا سنرى المرحلة الجديدة ماذا ستتطلّب وسنتعاطى معها على هذا الأساس. لا يوجد تعاطٍ سلبي أو إيجابي بالمطلق، وسنعطي كلّ ما يمكننا لنجاحها».
وفي أول موقف دولي، أكد الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين ان انتخاب جوزيف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان. ووجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تهنئة إلى الرئيس جوزاف عون، وقال: «جوزاف عون سيوفّر قيادة حاسمة بينما ينفذ لبنان و»إسرائيل» وقف الأعمال العدائية بالكامل ويحظى بثقتي وأعتقد اعتقادًا راسخًا أنّه الزعيم المناسب».
وتلقى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية وجدّد له دعم فرنسا للبنان، وشدد ماكرون على أنّ الانتخاب «تمهيد لطريق الإصلاحات».
وشدّدت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، على ضرورة «الإسراع في تكليف رئيس للوزراء وتشكيل حكومة دون أي تأخير، إذ إنّ المهام الملقاة على عاتق الدولة اللّبنانية ضخمة للغاية ولا تحتمل المزيد من إضاعة الوقت». وأضافت: «حان الوقت لكلّ صانع قرار أن يضع مصلحة لبنان في المقام الأول، فوق كافة الاعتبارات الشخصية أو السياسية.»
وأشارت إلى أنّ انتخاب رئيس جديد يبعث الأمل مجددًا، ويمثّل فرصة لتمهيد الطريق نحو تحقيق تقدّم في ترسيخ وقف الأعمال العدائية وضمان أمن واستقرار البلاد، بما في ذلك تعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللّبنانية ودفع عجلة الإصلاحات الشاملة والمستدامة. وأكّدت أن الأمم المتحدة تتطلّع للعمل مع الرئيس عون والسلطات المعنيّة لدعم لبنان في ما يتخذه من خطوات ملموسة ومجدية لتحقيق تلك الأهداف.
واعتبرت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان أن «انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية اللبنانية مناسبة لإجراء إصلاحات في لبنان».
وهنأ الملك سلمان وولي العهد السعودي، الرئيس جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان. وبارك أمير قطر تميم بن حمد، للرئيس عون انتخابه رئيسًا جديدًا للجمهورية، كما بارك للشعب اللبناني، مشيرًا إلى «أننا نرجو أن تمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر ستظل دائماً داعمة للبنان الشقيق وسيادته، وأنها مستعدة لتقديم المساعدة وكافة سبل الدعم الممكنة للبنان بما يضمن استقراره، ويعزز من قدرته على مواجهة التحديات، بحيث يبدأ لبنان مرحلة جديدة ينعم فيها بالأمن والاستقرار.
وهنأ رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد نظيره اللبناني جوزف عون بانتخابه رئيساً للبنان، وأضاف رئيس الإمارات عبر حسابه على منصة «اكس»: «أتطلع إلى العمل معه لما فيه خير شعبينا وأمن المنطقة واستقرارها».