جحيم ترامب واتفاق غزة
– بسبب تركيزه على رسم صورة هالة إعلامية للرجل القوي أطلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تهديداً بجحيم سوف يطال الشرق الأوسط ما لم يتمّ إنهاء ملف الأسرى في غزة قبل دخوله إلى البيت الأبيض، ليصبح الموقف عبئاً على الرئيس الذي لا يمكن له أن يدخل البيت الأبيض بصورة الفشل ويحافظ على المهابة التي لا يساوم عليها.
– واقعياً التهديد الموجّه لحركة حماس لا يُخيفها ولا يُغيّر في مواقفها لأن الجحيم الذي يتحدّث عنه ويهدّد به هو الحال القائم اليوم في غزة فليس من جحيم بعد هذا الجحيم، وما تملكه واشنطن لتمنحه لجيش الاحتلال قد منحته أصلاً، والمرونة التي تستطيع حماس تقديمها في إدارة ملف التفاوض لم تبخل بها لأنها صاحبة مصلحة بالتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، لكنها لن تفرّط بالأسرى دون ضمان إنهاء الحرب وضمان الانسحاب الكامل من غزة.
– منذ مطلع العام عرف ترامب محدوديّة تأثير تهديده وبدأ فريقه بالبحث عن مخرج لائق يضمن الوصول إلى اتفاق ويضمن دخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وقد تحقق طلبه بإنهاء ملف الأسرى فيحفظ له صورة الرجل القويّ ويبدو وكأن تهديداته هي التي صنعت الاتفاق.
– وصل موفد ترامب ستيف ويتكوف لمواكبة المفاوضات كوسيط مساعد إلى جانب مستشار الرئيس جو بايدن بيرت ماكغورك، والتقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لطلب المساعدة في إنهاء الملف قبل العشرين من الشهر الحالي موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض.
– تقول التقارير الواردة من الدوحة حيث تجري المفاوضات إن التقدم الحاصل في مسار التفاوض كبير جداً ويجعل الاتفاق قاب قوسين أو أدنى، وتؤكد مصادر حركة حماس أنّها منفتحة بإيجابية على إنهاء المفاوضات وإبداء المرونة اللازمة لهذا الغرض عبر قبول مقترحات تعيد جدولة مراحل التنفيذ وتضمن تسهيل الحصول على موافقة حكومة كيان الاحتلال، لكن على قاعدة أن الثوابت التي تتصل بضمان أن يكون الاتفاق طريقاً لإنهاء الحرب وضمان الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة ليست موضوعاً للتفاوض إلا من زاوية مواعيد اكتمالها.
– ما تنقله الصحف ووسائل الإعلام في الكيان عن اجتماعات مكثّفة على أعلى المستويات برئاسة نتنياهو حول ملف التفاوض بالتزامن مع وصول وفد كامل التمثيل للمؤسسات الأمنيّة والعسكريّة ورئاسة الحكومة إلى الدوحة تأكيد أن الاتفاق بات وشيكاً جداً.
– مصير المقاومة وسلاحها ليس على الطاولة. وهذا له معنى واحد أن المقاومة انتصرت.
