مانشيت

إنجاز اتفاق غزة والإعلان اليوم والنص مطابق لمبادرة بايدن التي رفضها نتنياهو / سلام رئيساً مكلفاً بـ 84 صوتاً بعد انقلاب مواقف الكتل بعد الظهر على التوافق / الثنائي لم يقم بتسمية أحد طارحاً ميثاقية التكليف والتأليف… ورعد يلمّح للمقاطعة

 

كتب المحرّر السياسيّ

 

أشارت نوعية وطبيعة الاتصالات التي شملت أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وتبادل التهاني بتقدّم المفاوضات حول اتفاق غزة، إلى أن الاتفاق صار بحكم المنجز. وقالت مصادر متابعة لمسار التفاوض إن الإعلان عن الاتفاق سوف يتم اليوم على الأرجح، بعدما تمّ حل كل القضايا العالقة وتسلم الطرفان لوائح الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم وأبلغ الوسطاء بموافقتهما. وأضافت المصادر أن المقاومة نجحت بإدارة المفاوضات بما ضمن لها الحصول على التزام صريح وواضح بانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء الحرب وليس الاتفاق على هدنة مؤقتة، وهي ثوابت المقاومة في التفاوض، بينما أبدت المقاومة مرونة في جدولة الانسحاب وتوقيت إعلان إنهاء الحرب، لكنها احتفظت دائماً بجعل الخطوة الأخيرة عندها، وهي تحتفظ بعدد من الأسرى مع النهايات سيتم الإفراج عنهم كضمانة لالتزام الاحتلال بالاتفاق.
لبنانياً، انتهت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة بمفاجأة تسمية رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام بـ 84 صوتاً، بعدما حدث تبدّل مفاجئ في تصويت النواب والكتل عند ظهر أمس، بما بدا أنه تدخل مكثف وسريع هبط على النواب كالوحي. وقد لفتت مصادر نيابية إلى أن توقيت الساعة الثانية بعد الظهر موعد بدء المرحلة الثانية من الاستشارات هو السابعة صباحاً بتوقيت واشنطن، وأن عدد الأصوات التي نالها سلام هي مجموع الأصوات التي نالها الرئيس جوزف عون في الدورة الأولى مع أصوات التيار الوطني الحر (84=71+13)، وكان اللافت موقف كل من كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني اللتين كانتا مع التصويت للرئيس نجيب ميقاتي، وتراجعتا ظهراً عن القرار، بتفسير لا يتحدث عن حدوث شيء جديد، بل عن اكتشاف صفات في القاضي سلام، وكانت الحصيلة أن ثنائي حركة أمل وحزب الله الذي كان طرفاً في اتفاق مع رئيس الجمهورية والوسطاء السعوديين والفرنسيين والأميركيين ضمناً، يقوم على مضامين تتصل بالقرار 1701 وإعادة الإعمار وتطبيق اتفاق الطائف، على أن تتولى تنفيذ هذه التعهدات حكومة متفق عليها، تم الاتفاق أن يترأسها الرئيس ميقاتي، وتقول المصادر إن الثنائي بات يخشى أن يكون الانقلاب المفاجئ على الاسم المتفق عليه مبرراً للتنصل من كل الاتفاق، والسؤال هو ماذا سيفعل الرئيس المكلف مع فرضية كسر الميثاقية بنيل التكليف دون أي صوت شيعي والقيام بالتأليف بتجاهل الكتلتين النيابيتين اللتين تحتكران التمثيل النيابي الشيعي في مجلس النواب، ما يعني نيل الثقة دون أي صوت شيعي أيضاً، والميثاقية لا يحققها وجود وزراء شيعة بل نيل الثقة بأصوات عابرة للطوائف والمكونات. والسؤال الثاني ماذا سيفعل رئيس الجمهورية، فهل سوف يقبل التوقيع على تشكيل حكومة لا تحقق هذا المفهوم العميق للميثاقية أم سيرتضي اجتهادات سطحية حول الميثاقية لتغطية الإقلاع بحكومة مشوهة وعرجاء في أول عهده، وهو الذي تمّت إطاحة اتفاق كان طرفاً فيه، وكانت بداية عهده عملية تصدّع وطني لا مبرر لها، لا تبدو بعيدة عن النيل من إقلاع عهده بإيجابية رغم كل الكلام المعسول الذي يقوله أصحاب الانقلاب عن إعجابهم وعشقهم لخطاب القَسَم، وهم لم يتورّعوا عن طلاء الصفحة التوافقية البيضاء لليوم الأول للعهد بوحل الخداع والمكر.

وأفضت الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا إلى تكليف القاضي نواف سلام بـ84 صوتاً و9 أصوات لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي و35 لا تسمية، على أن يصل سلام الى لبنان اليوم لتكليفه بشكلٍ رسمي في قصر بعبدا.
وأعلنت رئاسة الجمهورية عن استدعاء الرئيس العماد جوزاف عون للقاضي نواف سلام لتكليفه رسميًا تشكيل الحكومة.
وكانت قد سمَّت كلٌّ من كتلة الجمهورية القوية – كتلة اللقاء الديمقراطي – تكتل لبنان القوي – تكتل الاعتدال الوطني – كتلة الكتائب – كتلة التحالف والتغيير – كتلة التوافق الوطني – كتلة التجدد – كتلة نواب الأرمن – كتلة وطن الإنسان – كتلة اللقاء التشاوري المستقل، النائب عماد الحوت – ونواب مستقلون، فيما سمى تسعة نواب الرئيس ميقاتي من ضمنهم النواب عبد الرحمن البزري وبلال الحشيمي، أما كتلتا الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والتكتل الوطني المستقلّ فلم تسمّ أحداً…
وأشار النائب أيوب حميد بعد اجتماع كتلة «التنمية والتحرير» مع الرئيس عون الى «انه تمت تهنئة الرئيس عون بثقة المجلس النيابي، املين ان يكون عند ثقة اللبنانيين جميعا وان يكون هناك ايجابية، واعلن ان الكتلة لم تسم اي من الاسماء المطروح للتداول، لأنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك». فيما أشار النائب محمد رعد باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» من قصر بعبدا، الى أن «لقاءنا مع الرئيس جوزاف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية»، ولفت رعد، الى أنه «مرة جديدة يكمن البعض من اجل الإلغاء والإقصاء، والآن نقول من حقنا ان نطالب بحكومة ميثاقية». وقال «ومن حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية».
ولوحِظ أن رئيس مجلس النواب نبيه بري غادر القصر الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية إثر الاستشارات النيابية الملزمة، بدون الإدلاء بأي تصريح، وقد بدت على وجهه علامات الامتعاض والغضب.
وكانت الاستشارات النيابية الملزمة انطلقت صباح أمس في قصر بعبدا حيث توالت الكتل النيابية والنواب للقاء مع رئيس الجمهورية وتسمية الرئيس المكلف، حيث سمى تكتل» لبنان القوي» السفير نواف سلام، وقال النائب جبران باسيل باسم التكتل: «اننا نرى فيه وجها اصلاحياً، وتابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من اسرائيل». اضاف «مثلما سميّنا سلام في المرّة السابقة أعدنا الكرّة هذه المرة مع اكتمال عناصر إيصاله إلى رئاسة الحكومة»، مشيرا الى الامل في التغيير».
بدورها أعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطي تسميتها نواف سلام لرئاسة الحكومة، وقال النائب تيمور جنبلاط باسم الكتلة: «نتمنى له التوفيق في تشكيل الحكومة». أما كتلة» الاعتدال الوطني» فعدَلت بعد الظهر عن موقفها المؤيد لميقاتي وسمت نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وأعلن عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النّائب وليد البعريني، أنّه «تماشياً مع الظّروف، قرّرنا ككتلة مع النّائب إيهاب مطر، تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة»، مؤكّداً «»أنّنا نسير باتجاه ما يريده الشّعب، لننجح جميعًا بإنقاذ البلد».
وكان النائب فؤاد مخزومي انسحب من السباق لصالح سلام بعد اتفاق اطياف المعارضة على تأييده، «لأفسح المجال للتوافق بين كلّ من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام»، وفق ما قال مخزومي.
وتمنى رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال دردشة مع الصحافيين في قصر بعبدا بعد انتهاء الاستشارات، أن «يكون التأليف سلسًا وبأسرع وقت لأن فرصاً كبيرةً تنتظرنا».
وفيما ألمحت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله بوجود انقلاب بعض القوى السياسية على التفاهمات التي حصلت قبيل انتخاب رئيس الجمهورية، بالتوجه الى تسمية سلام من دون التشاور والتوافق المسبق مع الثنائي والرئيس نبيه بري، لفتت المصادر لـ»البناء» الى أنّ ما حصل أشبه بـ»تهريبة» من خارج سياق التفاهمات والتوافقات الوطنية، ففي حين كانت أغلب الكتل النيابية تتجه لتسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة، تبدّلت مواقف واتجاهات أكثر من كتلة نيابية وصبّت أصواتها لسلام، ما ينطوي على قرار محلي بإيحاء خارجي بخلق شرخ داخلي في هذا الاستحقاق الأساسي والمحوري، بعد تجاوز قطوع استحقاق رئاسة الجمهورية بتوافق وطني. ونبّهت المصادر الى أنّ ما حصل قد يأخذ البلد الى أزمة ميثاقية تتعلق بتشكيل الحكومة وتمثيل الطائفة الشيعية فيها والحفاظ على الشراكة في الحكم والتوازنات السياسية والطائفية والديمقراطية التوافقية»، وفضّلت المصادر التريّث والانتظار حتى يأتي الرئيس المكلف ويتم تكليفه رسمياً ويلتقي الرئيسين عون وبري ويلقي خطاب التكليف ويجري الاستشارات النيابية للبدء بتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي سياق ذلك، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، الى انه مع تسمية القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة يدخل البلد مرحلة جديدة من التوازنات المشدودة، والعين على تعزيز وطنية لبنان وتأكيد شراكته الميثاقية، ومحور الجدل سيادي ووطني بامتياز، والقضية لبنان، ومهمّ جداً مَن يحكم وطبيعة تكوين الحكومة وبيانها والبلد إلى أين، واللعبة السياسية اليوم بذروتها، وواقع البلد منقسم بشدة، والعصف الدولي يضرب صميم البلد، ولبنان شراكة ميثاقية، ولا يمكن أبداً تجاوز الميثاقية الوطنية والتجارب القريبة مُرّة للغاية، وقيمة لبنان مرتبطة بشراكته التكوينية للدستور وطبيعة تمثيله النيابي وتجاوز التوافق الميثاقي يضع لبنان بقلب فوضى الأمم ولعبة الخراب، والمطلوب من نواف سلام حماية توازنات البلد حتى لا يضيع لبنان».
واعتبر وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تصريح له، أن مشكلة لبنان عند من يدّعي السيادة ليست بالتدخل الخارجي، ولكن وفق من هو المتدخل، فإنْ كان مشغلهم فلا بأس. وانْ تأخر هو بالتدخل يقومون باستدعائه لتقديم الولاء له، او انتظار أمره او الاجتماع مع معلمه الأميركي، أما المسمّى الجديد دون ترشح فيذهب لفرنسا لأخذ التعليمات قبل استلام المنصب.
ووفق معلومات «البناء» فقد عبّر الكثير من الكتل والنواب عن تفاجئهم بتبدّل مواقف كتل أخرى باتجاه تسمية سلام بعدما كان ميقاتي يتقدّم في عدد الكتل والنواب المؤيدين له. ولفتت أوساط كتلة الاعتدال الوطني لـ»البناء» الى أنها كانت تتجه لتسمية ميقاتي قبل أن تجري مشاورات وتغيّر موقفها بعدما وجدت أنّ أكثر من كتلة نيابية لا سيما اللقاء الديمقراطي ولبنان القوي تتجه لتسمية سلام، وبالتالي لا تريد خرق التوجه العام. وتحدثت الأوساط عن قطبة مخفية داخلية أو خارجية أطاحت بالاتفاق السابق بين الكتل لتسمية ميقاتي. فيما علمت «البناء» أنّ كتلة اللقاء الديمقراطي كانت قد قرّرت تسمية ميقاتي قبل عقد اجتماعها مساء السبت، فغيّرت موقفها باتجاه سلام.
وفيما أفادت أجواء سياسية بأنّ موقف التيار الوطني الحر بتسمية سلام جاء رداً على موقف الثنائي أمل وحزب الله بتسهيل فوز قائد الجيش برئاسة الجمهورية، لفتت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن لا علاقة لموقفنا في التكليف بما حصل في رئاسة الجمهورية، والدليل أننا كنا قد سمّينا في وقت سابق السفير نواف سلام عندما تمّ تكليف الرئيس ميقاتي منذ أكثر من عامين، ونرى فيه رجل إصلاح وتغيير، وكنا قد تواصلنا مع السفير سلام وجرى حوار حول المرحلة المقبلة»، ولفتت المصادر الى أنّ التيار سيقرّر المشاركة في الحكومة بعد لقائه الرئيس المكلف وسيبدي التعاون معه ومع العهد الجديد»، كاشفة أنّ اللقاء مع رئيس الجمهورية كان أكثر من جيد وأكدنا له التعاون مع العهد وحكوماته من أجل المصلحة الوطنية»، وشدّدت المصادر على أنّ التيار كان وسيبقى داعماً للوحدة الوطنية ولحفظ حقوق الطوائف والأحزاب الممثلة لها في السلطة والحكم ويرفض كسر أو عزل أي مكون لبناني».
وفي السياق أوضح النائب باسيل في حديث تلفزيوني أن «نواف سلام خيارنا الأوّل ولكن لا يمنع اننا كنّا موافقين على أسماء اخرى، ولمن يعتقد أنّ هناك مؤامرة أقول إنّ هناك ديناميكية لبنانية أدّت الى وصول رئيس صناعة وطنية، ولو أتى رئيس لم نكن موافقين عليه لم نكن سنشارك في الحكومة، لكن وصول الرئيس سلام سيدفع حتماً الى التفكير باتجاه المشاركة الجدية»، واعتبر بأنّ «الافضل أن يكون هناك وزراء يمثّلون الأحزاب للتمكن من محاسبتهم، لكن يجب ان يكونوا أصحاب كفاءات وضليعين في الملفّات ولا يوجد اليوم غالب ولا مغلوب، وهناك 3 محاور أساسية يجب على الحكومة العمل عليها وهي موضع 1701 واتفاق وقف اطلاق النار ومندرجاته، بالإضافة الى موضوع النازحين وتداعياته والملف الأصعب وهو موضوع الإصلاح»، وقال: «طُويت صفحة الانتخابات الرئاسية في لحظتها واللقاء اليوم مع الرئيس جوزاف عون دليل على ذلك».
من جهته، لفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى أنّ «القوات اللبنانية» ستكون خارج ايّ حكومة تلحظ في بيانها الوزاري معادلة «جيش، شعب، مقاومة» او تضمّ وزراء عليهم اي شبهة، انما ستشارك في حكومة تشبه صفات رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف.
وإذ دعا جعجع حزب الله الى «إعادة النظر بموقفه، ولا سيما اننا بحاجة الى حكومة تغييرية»، دعا أيضاً الرئيس نبيه بري الى «أن يتمتّع بالإيجابية، اذ اننا جميعا مررنا بظروف مشابهة وهذه هي الصيغة اللبنانية، لذا يجب القبول بها، من أجل قيام دولة فعلية في لبنان، وهذا هو مشروع الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، وبالتالي هذه المعادلة ليست تحدياً لأحد».
في المواقف الخارجية، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع استكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل،
في النشاط الرئاسي، استقبل الرئيس عون، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وفدا عسكريا اميركيا برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين.
خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدّمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعدّ لهذه الغاية. وشكر الرئيس عون الجنرال كوريلا على زيارته منوها بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره. ثم انضمّ الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.
وفي وقت عقد مجلس الامن جلسة لمناقشة اتفاق وقف النار أمس، نفذت قوات جيش العدو الاسرائيلي عملية تمشيط داخل الأحياء في ميس الجبل وحولا في حين عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على البحث عن جثامين شهداء في عدد من بلدات القطاع الغربي بمواكبة الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل». وأطلق جيش العدو سراح مربيي نحل من بلدة شويا قضاء حاصبيا كان اقتادهما للتحقيق، بينما كانا يتفقدان قفران النحل خاصتهما في وادي خنسا في سهل الماري. وقامت قوة إسرائيلية معززة بالدبابات والآليات بتمشيط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل. كما قام بإحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع حتى الآن اكثر من 15 تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة، وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر المعادي وتحركات لآليات ودبابات وجنود اسرائيليين.
وتمكنت فرق البحث والإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني من انتشال أشلاء عشرة شهداء من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى أشلاء شهيد من بلدة شمع، وذلك ضمن العمليات الجارية للبحث عن المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وتم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، بما فيها فحوصات الحمض النووي (DNA)، لتحديد هويات الشهداء. وأكدت على “استمرارها في تنفيذ عمليات البحث بالتنسيق مع الجيش اللبناني وفق الخطة المقررة، وذلك حتى استكمال عمليات المسح والعثور على كافة المفقودين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى