أنشطة قومية

وفد من قيادة «القومي» يتقدّمه نائب الرئيس يُعزي «الشعبية» بالقائد المناضل أبو أحمد فؤاد: باقٍ بيننا نهجاً ونضالاً

الدنان: آمن القائد الراحل بأنّ المقاومة بكلّ أشكالها وفي مقدّمها المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين

 

تقبّلت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان التعازي بالقائد اللواء داود مراغة (أبو أحمد فؤاد) النائب السابق لأمين عام الجبهة، وأحد أبرز القادة العسكريين للثورة الفلسطينية، وذلك في نقابة الصحافة – بيروت.
وقدّم التعازي بالراحل الكبير، وفد مركزي من الحزب السوري القومي الإجتماعي تقدّمه نائب رئيس الحزب – رئيس مجلس العمُد وائل الحسنيّة، وضمّ رئيس المكتب السياسي المركزي سمير عون، عميد الخارجية غسان غصن، عميد العلاقات العامة الدكتور فادي داغر، العميد وهيب وهبي، ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي، عضو المجلس الأعلى بطرس سعاده، عضو المجلس الأعلى الدكتور جورج جريج، وعضو المجلس الأعلى – الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربيّة قاسم صالح.
ودوّن ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي كلمة في سجل التعازي باسم الوفد القومي جاء فيها:
«رفقاء السلاح في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
برحيل الرفيق المناضل أبو أحمد فؤاد تفقد الأمة كلها، وجنوبها – فلسطين على وجه الخصوص، واحداً من خيرة أبنائها الذين نذروا أنفسهم في سبيل تحرير الأرض.
الرفيق أبو أحمد غادرنا جسداً، لكنه باقٍ بيننا نهجاً ونضالاً بعد أن سلّم الراية لرفقاء أشدّاء سيتابعون المسيرة حتى رفع راية النصر فوق العاصمة التاريخيّة والأبديّة لفلسطين – مدينة القدس».
كما حضر سفراء عدد من الدول، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان، ووزراء ونواب سابقون وحاليون، وشخصيات اعتبارية ووطنية لبنانية وفلسطينية، وفصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ورؤساء أحزاب فلسطينية ولبنانية، وممثلون عن الاتحادات والنقابات العمالية والطالبية والنسوية، وإعلاميون ومؤسسات تقافية وتربوية واجتماعية، وأطباء ومهندسون، وحشود جماهيريّة من مخيمات لبنان.
وكانت كلمة باسم الجبهة الشعبية ألقاها نائب مسؤولها في لبنان عبد الله الدنان، قال فيها:
نلتقي اليوم في وداع رجلٍ آمن بالفكرة، وقاتل دفاعاً عنها حتى الرمق الأخير. من بين أزيز الرصاص كان يعبر حقول الموت، ثائراً وقائداً وحدوياً، عمل بكلّ جدّ وإخلاص من أجل تحرير أرضه ومستقبل شعبه. هو القائد الذي كان يرفض المساومة وأنصاف الحلول، والمؤمن بأنّ المقاومة بكلّ أشكالها، وفي مقدّمها المقاومة المسلحة، هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.
لم تمنعه سنوات العمر من مواصلة كفاحه، واستمرّ في مشواره النضالي الطويل مسؤولاً لمكتب العلاقات العربية في الجبهة حتى تاريخ رحيله، في العاصمة السوريّة دمشق، ليوارى جسده الطاهر الثرى في جبانة شهداء فلسطين في مخيم اليرموك.
ونحن نودّع اليوم قائداً ورفيقاً عزيزاً وغالياً، أحبّه كلّ من عرفه وعمل معه، يحتفي شعبنا في كلّ أماكن تواجده، لا سيما شعبنا الصامد الصابر في قطاع غزة، بانتصار كبير تحقق في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني، بعد حرب إبادة وتطهير عرقي قلّما شهد التاريخ المعاصر مثيلاً لها. فعلى امتداد أكثر من 15 شهراً، استهدف خلالها جيش العدو الأطفال والنساء والشيوخ، ودمّر المنازل والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، وكلّ ما يمتّ للحياة الإنسانية بصلة. دماءٌ وأشلاء، وجرحى ومعوقون، وجوعى وعطشى ونازحون، قَتَلَ وجرحَ عشرات الآلاف، ورغم كلّ ذلك، عجز العدو عن تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة وكسر إرادة شعبنا الذي خرج بشيبه وشبابه، بنسائه ورجاله وأطفاله، رافعاً رايات الحرية والانتصار رغم الألم والوجع.
471 يوماً من الصمود والثبات والعزيمة والإصرار، سطَّر خلالها شعبنا أروع ملاحم البطولة والفداء، واستطاعت المقاومة أن تلحق بجيش الاحتلال الهزيمة، وأن تمرّغ أنف قادته وجنود العدو الصهيونيّ في وحل الهزيمة في شوارع وأزقة مدن وبلدات وقرى ومخيمات القطاع الحبيب. أكثر من 471 يوماً والمقاومة تواصل كيل الضربات النوعيّة لجيش الاحتلال وتلحق به أفدح الخسائر، حتى أُجبر على الخضوع لشروط المقاومة، والموافقة على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح الأسرى.
وأضاف الدنان إننا في هذه الأيام المصيرية من تاريخ شعبنا وثورتنا، وفي الوقت الذي يلملم فيه شعبنا جراحه، نؤكد:
إنّ هذا الإنجاز إنما تحقق بفضل صمود شعبنا وثباته، وببركة دماء الشهداء، وبفعل المقاومة الأسطورية لمقاتلي شعبنا، واستناداً إلى دعم وتضامن كلّ الأحرار والشرفاء في أمتنا والعالم، ولا فضل لسواهم في هذا الإنجاز.
نبارك لشعبنا هذا النصر، ونتوجّه بالتحية إلى عوائل الشهداء، ونعاهدهم بأن دماءهم لن تذهب هدراً.
في الوقت الذي نبارك فيه لشعبنا ومقاومتنا هذا الانتصار، فإننا ندعو وبصدق كل قوى شعبنا إلى الوحدة الفورية، والتعالي عن كل الخلافات الفئوية والتنظيمية، وتوحيد الجهود في مواجهة الاحتلال، ونحذّر من محاولة الاحتلال بث الفرقة، وإشعال الفتن بين مكوّنات شعبنا وقواه الحية، للنفاذ من خلالها إلى جبهتنا الداخلية، في محاولة لتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الميدان.
نؤكد التزام شعبنا ومقاومتنا بما تمّ الاتفاق عليه بضمانات الوسطاء، طالما التزم الاحتلال، ونحذر من محاولات التسويف والمماطلة، مؤكدين حق شعبنا في الردّ على أي خرق أو اعتداء.
اليوم التالي للحرب هو قرار فلسطيني بامتياز، ولا يحق لأي كان التدخل في رسم وتقرير مستقبل الشعب الفلسطيني، فمن قدّم كل هذه الدماء والتضحيات هو وحده من يقرّر مصيره ومستقبله.
ملحمة طوفان الأقصى إنما هي معركة في سياق الحرب المفتوحة والصراع الوجودي مع الكيان الغاصب، وطالما بقي الاحتلال جاثماً على أيّ شبر من أرضنا الفلسطينية، فإن المقاومة حق مقدس ومشروع، وستستمر مهما بلغ الثمن ومهما كانت التضحيات، حتى استعادة كامل حقوق شعبنا المشروعة.
نعرب عن ارتياحنا أن يتزامن الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، مع الإعلان عن اتفاق يُنهي الأحداث المؤسفة التي وقعت في مخيم جنين مؤخراً بين أبناء الصف الواحد، ونؤكد ضرورة الوحدة في مواجهة الاحتلال، ونثمن دور كل القوى والفصائل، ورجال الإصلاح الذين ساهموا بالتوصل إلى هذا الاتفاق.
نتوجه بتحية اعتزاز وإكبار إلى شركاء النصر في جبهات الإسناد، التي قدّمت عظيم التضحيات إسناداً لغزة، وتحية حب ووفاء لشهدائها من القادة والمقاومين، وإلى سيّد شهداء المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله، وعهدنا أن نحتفي وإياكم بالنصر قريباً في ساحات ومدن وبلدات فلسطين من بحرها إلى نهرها.
وختم قائلاً: «إلى صاحب الذكرى الرفيق القائد أبو أحمد فؤاد، نجدّد لك ولكلّ شهداء شعبنا وأمتنا، ولكلّ من ارتقى شهيداً في مواجهة الظلم والاحتلال والاستبداد والعدوان في هذا العالم عهد الوفاء بالاستمرار على الدرب ذاته، لتحقيق كامل الأهداف التي قاتلتم من أجلها واستشهدتم في سبيلها. نرفع رايات الكفاح والمقاومة حتى التحرير والنصر، وشكر باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قيادة وكوادر ومناضلين الحضور، والشكر لكلّ من أبرق واتصل معزياً بالشهيد الكبير أبو أحمد فؤاد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى