أولى

كيف تعامل ترامب مع العرب؟

 

الذين واكبوا تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما بعد خطاب التنصيب، الذي لم يأت على كلمة تتصل بالقضية الفلسطينية والتعهد بالعمل لاستقرار المنطقة والتوصل إلى حل سلمي لهذه القضية، لفت انتباههم بعض المواقف الصادرة عن الرئيس الأميركي.
وقع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً لإلغاء عقوبات كان سلفه الذي لا يقل عنه حباً لـ”إسرائيل”، جو بايدن المفتخر بصهيونيته علناً، والعقوبات التي ألغاها ترامب وفرضها بايدن تطال أربعة من المستوطنين الذين يمتلئ سجلهم بالجرائم العنصري. وكان بايدن قد قرر عقوباته عليهم لتخفيف وطأة الدعم الذي يقدمه لجيش الاحتلال خلال حرب غزة وما فيه من جرائم، بالإيحاء إنه إيضاً يعاقب مستوطنين عنصريين.
خطوة ترامب وما تمثله من استخفاف بمشاعر العرب والفلسطينيين، والتي تأتي لكسب ود الشرائح الأشد تطرفاً لصالح “إسرائيل”، تفضح المكانة الوضيعة التي يمثلها العرب بعيون ترامب.
تحدث الرئيس الأميركي معلقاً على سؤال عن إعادة إعمار غزة، فكان كل ما تعنيه له كلمة غزة هو أنها منطقة عقارية جذابة للمضاربة وإقامة مشاريع مربحة، متناسياً أنها أرض مليوني فلسطيني مشرد بلا مأوى، وأن قضية إعادة الإعمار هي قضيّة إنسانية وليست مجرد تحسين عقاري؟
عندما سئل الرئيس الأميركي عن احتمال تكرار قيامه بتخصيص السعودية بزيارته الأولى، كما فعل في المرة السابقة فقال إنه قد يفعل ذلك إذا قام السعوديون برفع قيمة المبلغ الذي دفعوه له آخذين بالاعتبار وجود تضخّم.
العرب بالنسبة لترامب هم دم مهدور لمستوطنين يريد كسب ودّهم، وهم فرصة عقارية جذابة يمكن الاستثمار فيها لجني الأرباح، وهم أصحاب مال عليهم أن يدفعوا الكثير ليحصلوا على القليل من الاهتمام.
صناعة هذه الصورة ليست مسؤولية ترامب ولا سواه من المسؤولين الأميركيين بل هي ثمرة ما صنعه العرب لأنفسهم من صورة في عيون ترامب وسواه من المسؤولين الأميركيين.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى