أخيرة

جاء دور شعب الأردن المقاوم للإسناد

 

أريدَ لمشهد الضفة الغربية أن يطغى على ذلك المشهد المفرط في إبهاره، والمتمثّل بمئات مقاتلي المقاومة الفلسطينية في غزة، بكامل هندامهم، وبسياراتهم اللامعة تجوب شوارع غزة، وبسيطرتهم المحكمة على الشارع بوليسياً وعسكرياً وتنظيمياً، والهتافات المدوية لعشرات الآلاف تكريساً للانتصار الذي لا تعتريه شائبة واحدة، وتأييداً وإكباراً للمقاومة الحماسيّة الجهادية وبكافة فصائلها…
لقد كان المشهد مرعباً للكيان، وكان لا بدّ من القيام بشيء ما يجذب الأنظار بعيداً عن هذا الانتصار الباهر، والأدهى والأمرّ، ذلك الانتصار الآخر المقبل في بضعة أيام بالتبادل الأكبر، والصفقة الأوسع بين عدد أكبر من أسرى الكيان مقابل أسرانا المحكومين أحكاماً عاليةً،
ولعل المسألة الأخرى التي حسم أمرها، ولم تعد تستدعي الكثير من التأويلات، هي مسألة اليوم التالي، فلقد حُسم الأمر وأصبح أكثر جلاءً، فاليوم التالي لن يكون إلا فلسطينياً مقاوماً حماسياً جهادياً.
الأكثر تأهيلاً لإسناد الضفة الآن هو الشعب الأردني، فهو في تواصل وتماس مع شعب الضفة الغربية، ويبدو أنّ الساحة تتهيّأ لأنهار من الدماء، وتلال من الأشلاء، فالمعركة الكبرى بدأت تدق الأبواب، والأجدى ان نكون مستعدين لذلك، فهذا عدو فقد عقله وفقد إنسانيته وتحوّل إلى حيوان سافك الدماء، ولن يرعوي إلا بالإزالة…
كان تبرير التقاعس والتخاذل وحتى التواطؤ مع العدو بالنسبة للعرب المبطوحين وجامعتهم الخائبة المزرية وسلطة أوسلو هو انّ حماس قامت بالهجوم على «إسرائيل»، من دون توخّي التبعات التي قد تطرأ نتيجة لذلك، فما تبرير تقاعسهم وانبطاحهم الآن، والعدو هو من يهاجم مدن الضفة، ويعمل فيها تقتيلاً وتدميراً وتجريفاً، سيلتزمون الصمت كالعادة، ويقومون بدفن رؤوسهم بالتراب، وسيستمرون بانبطاحتهم السرمدية…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى