ترامب يعلن الحرب على أوروبا، دون انتظار السلام في أوكرانيا
عن اضطرار الاتحاد الأوروبي إلى تحمّل أعباء أوكرانيا، كتب يفغيني أوميرينكوف، في «كومسوموسكايا برافدا»:
توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوروبا، منذ فترة طويلة، بأنها لن تحصل على أي شيء جيد ما لم تزد من إنفاقها الدفاعي. ولكن من الواضح أن «الحديقة المزهرة» لم تكن تتوقع مثل هذه السهولة في انتزاع الأموال منها، وهو ما أظهره الرئيس الأميركي الجديد فور توليه السلطة. فقد نقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن فريق ترامب، أنه سيطلب من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن الجدير أن نتذكر هنا ما قاله رئيس الدبلوماسية الأوروبية السابق جوزيب بوريل في نوبة من الصراحة، عما كانت ترتكز عليه رفاهية أوروبا لسنوات عديدة. فأشار إلى ثلاثة مكونات: الغاز الروسي الرخيص، والسلع الصينية الرخيصة، والحماية العسكرية الأميركية. وهذا يعني أن الأوروبيين كانوا يتمتعون بمزايا واضحة في تحسين حياة مواطنيهم من خلال مصادر خارجية.
وهكذا، فأولا، تخلى الاتحاد الأوروبي بنفسه عن الغاز الروسي الرخيص تحت ضغط واضح من الولايات المتحدة؛ وأما المكون الثاني للازدهار الأوروبي- السلع الرخيصة من الصين- فقد دمرته الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى، ثم في عهد بايدن؛
والآن يقوم الأميركيون بقطع العمود الثالث الذي كانت تقف عليه «الحديقة المزهرة»، ويطالبونها بزيادة الإنفاق العسكري عدة مرات، على حساب خفض الإنفاق على بنود أخرى. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن غالبية ميزانيات الدفاع الأوروبية ستذهب إلى الولايات المتحدة، لشراء الأسلحة الأميركية.
ولكي لا يترك أي شك حول نواياه تجاه أوروبا، أعلن ترامب في اليوم الأول من رئاسته أنه سيجبر دول الاتحاد الأوروبي على تغيير الميزان التجاري لمصلحة الولايات المتحدة.