بشّور: لتفعيل المقاطعة للعدوّ وداعميه وجبهة عالميّة لمناهضة الإمبرياليّة والصهيونيّة
طالبَ الرئيس المؤسّس لـ»المنتدى القوميّ العربيّ» معن بشّور إلى تفعيل المقاطعة للعدوّ الصهيّونيّ وداعميه «باعتبارها تُلغي كلَّ اتفاقات التطبيع القائمة» كما دعا إلى إقامة جبهة عالميّة لمناهضة الإمبرياليّة والصهيونيّة والعنصريّة.
مواقف بشّور جاءت خلالَ لقاء في «دار الندوة» في بيروت في إطار «حديث فلسطين»، بعنوان «ملحمة طوفان الأقصى: أسئلة مطروحة وأجوبة مطلوبة»، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي سماح مهدي وشخصيّات وممثّلي قوى المقاومة وأحزاب وهيئات شعبيّة. استهلّ اللقاء بالوقوفِ دقيقةَ صمت إجلالاً لشهداء غزّة والمقاومة في فلسطين ولبنان وجبهات الإسناد، وألقى الدكتور هاني سليمان كلمة باسم «الدار»، أعلن فيها عودة «الدار» إلى نشاطها «وستبقى وفيّةً لأصدقائها ولتطلّعاتها داراً للحوار والثقافة والعلوم وفلسطين والمقاومة بأشكالها كافّة»، تبعته كلمة لرئيسة «المنتدى» بالإنابة الدكتورة نشأت الخطيب رحبّت فيها بالحضور، ثمَّ قدّم لبشّور الأستاذ المشرف في معهد الدكتوراه في الجامعة اللبنانيّة وعضو مجلس أمناء المنتدى الدكتور أيّاد عبيد.
بعدها تحدّثَ بشّور، فعدّدَ تسعة أسئلة يطرحها اليوم العديدُ من المواطنين والإعلاميين والسياسيين «بعضهم من موقع الحرص على القضيّة والمقاومة وبعضهم من موقع المشكّك الذي يتغلغل اليأسُ في فكره ولا يستطيع أن يصدّقَ أن في أمّته رجالٌ قادرون على صنع المعجزات، بالإضافةِ إلى من اختارَ الارتباط بالأجندات الأجنبيّة التي لا تريدُ الخيرَ لبلادنا والنصرَ لفلسطين».
وركّزَ على أنَّ «الانتصار في غزّة، كما هو في لبنان قد تجلّى في التصريحات والتحليلات التي أطلقها مسؤولون ومحلّلون وإعلاميون صهاينة وأميركيون»، معتبراً أنَّ «عملية «طوفان الأقصى» كانت دفاعاً عن الشعب الفلسطينيّ ومقدّساته بعد عدوان صهيونيّ يمتدُّ منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917، وتواصل في حروب واعتداءات واعتقالات وتعذيب وهدم ودمار، إلى الاعتداءات المستمرّة التي شهدتها المقدّسات».
وسأل «هل كان العدوّ يحتاجُ إلى عذرٍ ليغزو لبنان ويحتلّ عاصمته عام 1982 كادعائه أنَّ تنظيماً معارضاً لمنظمة التحرير قد قام بمحاولة اغتيال سفير الكيان في لندن؟ وهل احتاجَ العدوّ إلى مبرّرٍ لاحتلالِ 500 كلم مربع من الأرض السوريّة في 8/12/2024 على الرغمِ من أنَّ الإدارة الجديدة للحكم في سورية لم ترتكب أيَّ فعلٍ أو كلامٍ ضدّه؟». ورأى أنَّ «الأثمانَ الباهظة التي دفعناها في هذه الملحمة هي أثمانٌ دفعت أضعافَها كلُّ شعوب العالم من أجل حريّتها وكرامتها وحقوقها».
أضاف «وحول اليوم التالي الذي طالما تحدّثَ الصهاينة وداعموهم عنه، فقد ظهرَ على حقيقته يوم وقف حرب الإبادة في 27 نوفمبر 2025 حين خرج أهل غزّة وفي مقدّمهم رجالُ «حماس» والمقاومة ممتشقين سلاحهم ليقولوا إنَّ اليوم التالي هو يومٌ فلسطينيٌّ بامتياز، بل هو يومٌ يُعلن فيه الفلسطينيون رفضهم لأيّ تدخّل خارجيّ، بل هو يومٌ لقواهم الفلسطينيّة الموحَّدة على قاعدة المقاومة والتكامُل بين الفعل المقاوم والعمل الديبلوماسيّ»، معتبراً أنَّ «هذا الانتصار يعكسُ هزيمةً لتل أبيب وتراجعاً في النفوذ الأميركيّ» ودعا الأنظمة العربيّة الرسميّة «لمراجعة مواقفهم وحساباتهم والاعتذار من الشعب الفلسطينيّ عبرَ الانخراط السريع والكامل في إعادةِ إعمارِ غزّة».
واعتبرَ أنَّ على «اللبنانيين جميعاً أن يدركوا أنّهم على الرغمِ منَ الخسائر الباهظة التي دفعها لبنان وآلاف الشهداء وفي مقدّمهم شهيدُ الأمّة السيّد حسن نصر الله، انتصروا في هذه الحرب لأنَّهم أفشلوا العدوّ من تحقيق أهدافه والتقدّم داخل الأرض اللبنانيّة أكثر من كيلومترات عدّة، فيما كانَ يتوعّدُ بالوصول الى بيروت كما كان الأمر عام 1982».
ورأى أنَّ «العهدَ الجديدَ الذي يشهده لبنان مع رئيسِ للجمهوريّة، حازَ على ثقة أغلبيّة اللبنانيين الساحقة ورئيس مكلّف لتشكيل الحكومة معروف بنزعته الإصلاحيّة ودوره في المحافل الدوليّة وآخرها محكمة العدل الدوليّة ونقائه السياسيّ، هو فرصةٌ ليكون العهدُ جديداً بالفعل، وملتزماً بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة التي عبّر عنها الرئيس جوزاف عون بقوله «شعبٌ ودولة»، فالمقاومة جزءٌ من الشعب والجيش جزءٌ من الدولة، كما أنَّ العهدَ لن يكون جديداً بالفعل إذا لم ينطلق في محاربة الفساد والهدر الذي تغوّلَ في البلاد على حساب المواطن اللبنانيّ وودائعه وحقوقه وتطلّعه إلى حكم القانون».
وعن إعلان العدوّ نيته بتمديد احتلاله واعتداءاته في الجنوب لأسابيع جديدة، قال «عليه أن يُدرك أنَّ احتلاله يعني بالنسبة للبنان المقاومة وهو الأدرى بكلفة المقاومة ضدّه».
وطالب بعودة النظام الرسميّ العربيّ «إلى كلّ القوانين وثوابت العمل العربيّ المشترَك وتطبيق كلّ المعاهدات والاتفاقات بين الدول العربيّة في ميادين الدفاع والاقتصاد والثقافة والإعلام ولاسيَّما في مجال تفعيل المقاطعة للعدوّ وداعميه، باعتبارها تُلغي كلَّ اتفاقات التطبيع القائمة، كما إلى اعتبار اليمن قدوة لكلّ الدول العربيّة في أداء قوّاته المسلَّحة وبقيادته في هذه الحرب الذي على الرغمِ من ظروفه الصعبة كان شريكاً أساسيّاً في ملحمة «طوفان الأقصى» وقد أعطاها بعداً دوليّاً خصوصاً في مجال الملاحة والتجارة العالميّة والحصار على العدوّ والغرب حتّى اللحظة الأخيرة».
وعالميّاً، طالبَ بشور بـ»بناء المؤسَّسات والهيئات القادرة على استثمار هذا التأييد الشعبيّ العارم الذي عمَّ القارات الخمس في العالم تنديداً بالكيان وتأييداً لفلسطين، عبر العمل على إقامة جبهة عالميّة لمناهضة الإمبرياليّة والصهيونيّة والعنصريّة».