أخيرة
أصدقاء الصباح
أبدأ الصباح بدردشة أكتبها، وبكتاب يجالسني، وبكوب من القهوة، ثمّ أتهيأ للخروج في نزهة سيراً على القدمين في شوارع طرابلس، وفي أزقتها، حتى أصل إلى المكان المقصود.
وفي أثناء رحلتي الصباحية هذه، كوّنت شبكة من الأصدقاء لا أعرف أسماءهم، وإنما صارت وجوههم في قلبي وعيوني.
كيف حدث ذلك؟
بكلّ بساطة أمرّ أمام محلاتهم التجارية، وأرمي إليهم تحية الصباح، وابتسامة، فيردّون بمثلهما… وهكذا صار لديّ شبكة من الأصدقاء، لا أعرف أسماءهم، ولا هُوياتهم، ولا طوائفهم، ولا انتماءاتهم.
وإذا حدث، ولم ألتقِ بأحدهم صباحاً، أنتظر صباحاً آخر لأطمئن عنه، وأرمي إليه تحية الصباح.
هؤلاء الأصدقاء صاروا في عيوني، وكسبت ودّهم بكلمتين صغيرتين: صباح الخير، وبابتسامة ترافقهما.