سيلٌ من المواقف المشيدة بمسيرات العودة: سيادةُ لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة
أشادَ الرؤساء الأربعة وأحزابٌ وقوى وشخصيّات وطنيّة وقوميّة بمسيرات العودة إلى القرى الحدوديّة المحتلّة. وفي هذا السياق، شاركَ رئيسُ الجمهوريّة جوزاف عون أهل الجنوب فرحة عودتهم إلى قراهم، مؤكّداً أنَّ» هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنيّة”. ودعا في بيانٍ أهل الجنوب “إلى ضبط النفس والثقة بالقوّات المسلَّحة اللبنانيّة، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم”. وشدَّدَ على أنَّ “سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضيّة على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم”. وقال “الجيش اللبنانيّ معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظلُّ ملتزماً بحمايتكم وصونِ أمنكم”.
وأكّد الرئيس العماد إميل لحّود أنَّ “العدو الإسرائيليّ يحاولُ كعادته، أن ينالَ بالتحايل على الاتفاقات والكذب، وتحت أنظار حلفائه في الغرب، ما لم يتمكّن من تحقيقه في الحرب الشعواء التي شنّها على لبنان”. وقال “كانت نتيجةُ الحربِ واضحةً، على الرغمِ من التشويه الإعلاميّ، بدليل أنّ العدوّ لم يتمكّن من إعادة المستوطنين إلى شمال الأراضي المحتلّة، فلجأ إلى خرق وقف إطلاق النار يوميّاً ودمّر واغتال، لكنَّ ذلك كلّه لم يمنع تكرار المشهد الذي شهدناه في العام 2000، وكنّا حينها شركاء فيه، فعادَ الأهالي إلى قراهم، على الرغمِ من التهديدات الإسرائيليّة، لأنَّ قوّة هؤلاء ليست في سلاحهم فقط، بل في العزيمة الاستثنائيّة التي تدفعهم إلى التوجّه إلى بلداتهم، ولو كانت بعد محتلّة، ليواجهوا الدبّابات وجنود العدوّ بأجسادهم”. وشدّد على أنّ “على الجميع، في الداخل والخارج، أن يدرك بأنّ هذا الشعب، من أبناء الشهيد البطل السيّد حسن نصر الله، لا يمكن سحقه ولو تجمّعت جيوش العالم ضدّه، ففي كلّ يوم يسقط فيه شهيدٌ يولد عشراتُ المقاومين الجدد، وستبقى المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان هي “جيش، شعب ومقاومة” تجاه أيّ عدوّ، وهذه ليست حبراً على بيانات بل إيماناً راسخاً لن يتزعزع”.
وأكّدَ الرئيس العماد ميشال عون أنَّ “الأرضَ لأبنائها، لمن يرويها بدمه، لمن يدافع عنها باللحم الحيّ، لمن يستشهد على طريق العودة إليها. ولا أحد، لا أحد يمكنه اقتلاعه منها. هذا ما يصرخ به مشهد اليوم، فهل يسمع العالم؟”.
بدوره، توجّه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بتحيّةِ إجلالٍ وتقديرٍ لأبناء القرى الحدوديّة اللبنانيّة الجنوبيّة قائلاً: ونحنُ لا زلنا نزفُّ الشهيدَ تلو الشهيد على مساحة الجنوب والبقاع والضاحية وكلّ الوطن، ونقتفي آثار العشرات فلا نجدُ إلاّ أثراً طيّباً لهم وأطيافاً وأحلاماً “بل هم أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون” طوبى لهؤلاء… طوبى للأمَّهات طوبى لكم أيها الجنوبيون يا حراس حدود أرضنا وسيادتنا واستقلالنا وعناوين عزّتنا وكرامتنا وقوتنا، مجدَّداً تؤكّدون أنّكم كما أنتم عظماء في مقاومتكم، كذلك أنتم اليوم تثبتون للقاصي والداني أنكّم عظماء في انتمائكم الوطنيّ وأنَّ الأرضَ هي كما العرض ترخصُ في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وأنَّ السيادة هي فعلٌ يُعاش وليست شعارات تلوكها الألسُن”.
وأضاف “فعلُكم اليومَ أكّد أنَّ مقاييس الوطنيّة والهويّة والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحريّة والتحرُّر هو أنتم وهي الأرض التي تقفون عليها وتذودون بالدفاع عنها بأغلى ما تملكون، مباركةٌ هي الأرض التي تزداد شموخاً اليومَ بحضوركم فوق تلالها وحواكيرها وفوق ركام منازلها المدمَّرة بفعل غطرسة العدوّ الإسرائيليّ وإرهابه، فعلُكم اليومَ يؤكّدُ أنَّ وطناً يمتلك عزيمة كعزيمتكم، وإراده كإرادتكم وحبّاً للأرض كمثل حبكم، ووفاء لا يقاس كوفائكم وبأساً كالجمر لا يداس كبأسكم، هو وطنٌ لا بدَّ أن ينتصر”.
وختمَ الرئيس برّي “إن معموديّة الدم التي جسَّدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساءً وأطفالاً وشيوخاً بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين ارتقوا بالرصاص الحيّ الذي أطلقه جنودُ الاحتلال الإسرائيليّ على المدنيين العزَّل في ميس الجبل وحولا وكفركلا وبليدا وعيترون ويارون ومارون الراس والخيام، يؤكّدُ بالدليل القاطع أنَّ إسرائيل تمعن بانتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وإنَّ دماء اللبنانيين الجنوبيين العزّل وجراحاتهم هي دعوةٌ صريحة وعاجلة للمجتمع الدوليّ والدول الراعية لاتفاق وقف النار للتحرُّكِ الفوريّ والعاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوريّ من الأراضي اللبنانيّة التي لا تزالُ تحتلُّها في جنوب لبنان”.
وأكَّدَ رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي، أنَّ “في هذا اليوم الذي عبّرَ فيه أبناءُ الجنوب الجريح عن تعلّقهم بأرضهم وهويّتهم على الرغمِ من تهديدات العدوّ الإسرائيليّ، نتوجّه بتحيّة إكبار الى أهلنا الصامدين في أرضهم الجنوب أو الذين اضطرّهم العدوان إلى النزوح قسراً عن أرضهم، وخصوصاً الذين قرّروا العودة اليوم، وواجهوا نيران العدوان ببسالة”.
وتوجّه ميقاتي إلى الجنوبيين بالقول إنَّ “وطنيتكم باتت مثالاً يُحتذى به وشهادة بالدم بأن لا حقَّ يضيع ووراءه مطالب”، داعياً “الدول التي رعت تفاهم وقف النار إلى تحمّل مسؤوليّاتها في ردع العدوان وإجبار العدوّ الإسرائيليّ على الانسحاب من الأراضي التي يحتلُّها، وهذا ما أبلغناه إلى المعنيين مباشرةً، محذّرين من أنَّ أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة”.
واتصل رئيسُ الحكومة المكلَّف نوّاف سلام برئيس الجمهورية لمواكبة تطوّرات الوضع في الجنوب، مؤكّداً أنّه يُشاركه الثقة الكاملة “بدور القوّات المسلَّحة اللبنانيّة، وفي مقدّمها الجيش، في حماية سيادة لبنان وتأمين العودة الآمنة لأهلنا في الجنوب إلى قراهم ومنازلهم”. وقال “أغتنمُ هذه المناسبة لأعيدَ تأكيد ما قلتُه في تصريحي الأول بعد التكليف حول أولويّة تأمين شروط إعادة بناء القرى والمنازل المهدَّمة في الجنوب والبقاع وبيروت”، مكرّراً أنَّ “إعادة الإعمار ليست مجرَّدَ وعدٍ بل التزامٌ منّي”.
من جهّته، اعتبرَ رئيسُ “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة أنَّ “أهل الجنوب اليوم هم الرسالة الأقوى للمجتمع الدوليّ ليضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدوليّة”.
وأشار النائب حسن فضل الله فضل الله إلى أنَّ “الاتفاق ينصُّ على انسحاب العدوّ بعد 60 يوماً وبقاؤه هو اعتداءٌ على سيادة لبنان والدولة اللبنانية مسؤولة اليوم عن اتّخاذ قرار تاريخيّ”، مشدّداً على أنَّنا “لن نتخلّى عن عنصر القوّة الحقيقيّ في لبنان وهي المقاومة إلى جانب الجيش والشعب”.فيما رأى النائب حسين الحاج حسن أنَّ “الجنوبيين يدخلون إلى قراهم محرِّرين ومن خلفهم المقاومة والجيش على الرغمِ تهديدات واعتداءات العدوّ”.
ورأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أنَّ “ابناء المناطق الجنوبيّة الحدودية يثبتون مرّة جديدة أنّهم أبناء الأرض، يكتبون تاريخ الوطن الحقيقيّ وطن العزّة والكرامة والسيادة بدماء شهدائهم وجرحاهم وإصرارهم على العودة ومواجهة آلة القتل الصهيونيّة الهمجيّة بارادة صلبة، لدفعه إلى الاندحار”. وقال “أمام هذه المواجهة بعد تنصلّ العدوّ من الالتزام باتفاق وقف العدوان واستمراره باحتلال الأرض، فإنَّ المسؤوليّة تقع على عاتق الراعيين الدوليين الأميركيّ والفرنسيّ والمجتمع الدوليّ لوضعِ حدٍّ للكيان الصهيونيّ والضغط عليه للانسحاب الفوريّ”.
ولفتَ حزبُ الله في بيان إلى أنَّه “يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العزّ والكرامة التي يخطّها شعبُ المقاومة العظيم، الذي أثبت مرّةً أخرى أنه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبّث بكلّ حبّة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني أمام أي تهديد أو عدوان».
أضاف “منذ العام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنَّه القائد الحقيقيّ لمسار الانتصار، بمقاومته البطوليّة يجدّد دحر العدوّ، مؤكّداً أن لا مكان لمحتلّ في هذه الأرض المباركة، التي رويَت كلّ حبة تراب فيها بدماء الشهداء».
ورأى “أنَّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ويؤكّد أنَّ هذا الشعب بإرادته التي لا تقهر وثباته الذي لا يلين يشكل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوّة التي لطالما وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيّد شهداء الأمّة، سماحة السيّد حسن نصرالله) بأنّها “نقطة القوة التي لا يستطيع أن يهزمَها أحد».
وأكد الحزب أنَّ “شعب المقاومة أثبت أنَّه وفِيٌّ لدمائه الزكيّة، وأنَّه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنّهم عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبيّ المبارك الذي رسم بخطواته وإتجاهه طريقاً واحداً، تحرير الأرض ودحر المحتلّ نهائيّاً».
وقال “إنّنا في حزب الله، إذ ننحني إجلالاً أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكّد أنَّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبرا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميّاً، ويجسدّونه بصمودهم وتضحياتهم”. ودعا جميع اللبنانيين إلى “الوقوف صفّاً واحداً مع أهلهم في الجنوب، لنجدّدَ معاً معانيَ التضامن الوطني ولنبني سيادة حقيقيّة عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنَّ المجتمع الدوليّ، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب اليوم بتحمُّل مسؤوليّاته أمامَ انتهاكات العدوّ الإسرائيليّ وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا».
وتوجّه بالتحيّة “إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى الذين رسموا بدمائهم طريق التحرير والانتصار”، معتبراً “أنَّ هذه اللحظات العظيمة التي يعيشها وطننا اليوم ليست إلاّ تأكيداً أنَّ لبنان بشعبه ومقاومته وأبنائه الأحرار هو وطن العزّة والكرامة”.
وأشار الوزير السابق وديع الخازن إلى أنَّ “ما حصلَ اليوم من إجرام إسرائيليّ خلال عودة أبناء الجنوب لتفقد أرزاقهم يعكسُ بوضوح الطبيعة العدوانيّة لهذا العدوّ، الذي يصرّ على انتهاك كلّ الأعراف والمواثيق والقرارات الدوليّة، ضارباً عرض الحائط بحقوق المدنيين في العيش بأمان وكرامة”. واعتبرَ أنَّ “هذه الجرائم المستمرّة تُثبت مرّةً أخرى أنَّ الاحتلال لا يعرف إلاّ لغة العدوان، في محاولة بائسة لفرض واقع جديد على الأرض، غير مدرك أنّ إرادة أهل الجنوب لن تنكسر، وأن تضحياتهم ستظلُّ شعلةً تُنير طريق الحريّة والصمود”.
وختمَ بتوجيه “تحيّة إكبار وإجلال لأبناء الجنوب الصامدين، ولشهدائهم الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن، مؤكّدين أنَّ التضحية من أجل الأرض والكرامة هي السبيل الوحيد للانتصار على هذا العدوّ الغاصب”.
وحيّت الأمانة العامّة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة “هبّة أهلنا في الجنوب اللبنانيّ” وترحّمت “على شهداء العودة وجرحى مواكب العزّ والشرف”، معتبرةً “أنَّ مسيرةَ العودة المظفَّرة شكّلت ملحمة بطوليّة شعبيّة تجلَّت بإصرار أهلنا في الجنوب اللبنانيّ للعودة إلى قراهم وبلداتهم وبيوتهم، في تحدٍّ عظيم لقوّات الاحتلال الصهيوني وإجرامه، مؤكّدين تمسّكهم بأرضهم والدفاع عنها”.
أضافت في بيان “وفي المقلب الآخر نشهدُ إصرار أهلنا في غزّة الصمود للعودة إلى بيوتهم المدمّرة رغماً عن أنف الاحتلال في مشهديّة تاريخيّة تؤكّد وحدة الأرض والشعب في لبنان وفلسطين وسائر محور المقاومة ووحدة المسار والمصير”، مؤكّدةً “أنَّ مشاهد مسيرات العودة في الجنوب وغزّة هي استفتاء شعبي لنهج المقاومة التي انتصرت بحاضنتها وشعبها الذين أبوا إلاّ أن يكونوا أوفياء للتضحيات ولدماء الشهداء التي روت أرضَ غزّة والجنوب مهراً لخلاصها من براثن العدوان وتطهيرها منهم”.
وتابعت “لقد شهد العالم اليوم حدثين استثنائيين سجلهما التاريخ :الأول قدرة أهلنا في الجنوب والقطاع على الصمود والانتصار والتمسُّك بالأرض على الرغمِ من أهوال المعارك وفداحة الجرائم وحجم التضحيات. والمشهد الثاني أنَّ هذا العدوّ المتسلّح بأقوى أنواع الأسلحة والمدعوم أميركيّاً وعالميّاً لا يُقيم أيّ وزن للمعاهدات والمواثيق والاتفاقيّات كما لا يُقيم وزناً للحقوق وللإنسانيّة جمعاء. أمّا الدرسُ الأهمّ فهو إيماننا أنَّ أصحاب الحقّ هم المنتصرون أولاً وأخيراً”.
وحمّلَ المؤتمرُ “المسؤوليّة الكاملة للولايات المتحدة والكيان الصهيونيّ في عدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاقات في لبنان وغزّة وما يترتّب على ذلك، كون الولايات المتحدة هي التي رعت هذه الاتفاقيّات”، مجدّداً ثقته بالمقاومة التي أثبتت منذُ انطلاقتها قدرتها على مواجهة التحدّيات والاعتداءت وتطهير الأرض اللبنانيّة والفلسطينيّة من الاحتلال الصهيونيّ الغاشم “.
وختم بتوجيه التحية لشهداء وجرحى مسيرات العودة و”ألف تحيّة لشعبيّ لبنان وغزّة اللذين سطرا البطولات ووقفات العزّ وأرسيا معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي حقّقت الانتصارات والمعجزات”.
وأعلنَ لقاءُ الأحزاب والقوى الوطنيّة اللبنانية في طرابلس في بيانٍ بعدَ اجتماعه في مقرّ الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ في منفذيّة طرابلس بحضور المنفّذ العام، اعتزازه وافتخاره «بملحمةِ التحرير الثالث بالمشهد الأسطوريّ الرائع بعودة اللبنانيين أبناء جبل عامل إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم وبيوتهم على الرغمِ من أنفِ المحتلّين الصهاينة، هؤلاء الأبطال الذين يرسمون اليوم سيرة عظيمة ملؤها الإباء والعزّة والكرامة الوطنيّة وهم يقتحمون بالصدور العارية الحواجز والأسلاك الشائكة والموانع الصهيونيّة، يتقدّمون ويرتقي منهم الشهداء والجرحى في طريق عودتهم إلى دورهم ومنازلهم في بلداتهم وقراهم التي هدّمتها غارات العدوان الصهيونيّ البربريّة على الجنوب اللبنانيّ الباسل».
وإذ أكّدَ اللقاء «أنَّ هذه التضحيات الجسام البطوليّة التي يجسّدُ بها الشعبُ اللبنانيّ حريّته بالسيادة على أرضه وتحرير كلّ شبر من ثرى أرض الجنوب من دنَسِ الإحتلال الصهيونيّ الفاشي الغاشم الذي لا عهد له ولا أمان ولا يفهم إلاَّ بلغة المقاومة لغة الحديد والنار» دعا «السُلطة اللبنانيّة بالاستناد إلى قوّة إرادة شعب المقاومة الصلبة التي لا تلين المصمّمة على الثبات في أرضها، أرض الجنوب، لدعوةِ الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى إلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ الاتفاق بكلّ بنوده بدءاً بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة من دونِ قيدٍ أو شرط».
وأشادَ «بروحيّة أهلنا في الجنوب التي انطلقت على درب سيد الشهداء وقائدهم سماحة السيّد حسن نصر الله وعلى درب كلّ الشهداء على طريق القدس»، ودعا «الشعبَ اللبنانيّ ومختلف القوى الوطنيّة اللبنانيّة إلى المؤازرة والانخراط في مسيرة المقاومة الوطنيّة والإسلامية، ولتتحد الجهود المناضلة في مقاومة الاحتلال حتّى التحرير الناجز».
وقالَ رئيس الحزب الديمقراطيّ اللبنانيّ طلال أرسلان «أمامَ مشهد عودة أبناء البلدات الحدوديّة في الجنوب اللبنانيّ ينكسرُ الطغاة ومشاريعهم التوسعيّة تحت أقدام الشيوخ والنساء والأطفال من أبناء وطننا الحبيب لبنان»، معتبراً أنَّ «عزّةَ النفس والكرامة والشرف وحفظ الأرض والعرض والاستبسال في الدفاع عنهم مكلفة لكن لا يعوّضها شيء».
ورأى رئيس «المنتدى القومي العربيّ» معن بشّور في بيان تعليقاً على توافد الجنوبيين إلى قراهم المحتلّة، أنَّ «المشهد اليوم أعادنا إلى عشيّة التحرير في 25 أيّار 2000 فقام شباب من لبنان يتقدّمهم يومها رئيس تحرير النهار الشهيد جبران تويني وبتشجيع من الرئيس المقاوم إميل لحود باقتحام الارض المحتلة آنذاك من جهة أرنون ونزعوا بأيديهم الشريط الشائك، في إشارة إلى اقتراب موعد جلاء الاحتلال».
واعتبرَ أنَّ “ارتقاء الشهداء وإصابة الجرحى وهم يحاولون العودة إلى قراهم وبلداتهم في الواجهة الحدوديّة في جنوب لبنان، في الوقت الذي يرتقي شهداء في غزّة يحاولون العودة إلى شمال القطاع، له معنى كبير، فهذا التزامن لا يؤكّد وحدة الشعبين في دفاعهما عن أرضهما فحسب بل هو أيضاً رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، الذي يحاول إقناع بعض المسؤولين العرب باستقبال أهالي غزّة في بلادهم لتهجيرهم”. وشدّدَ على أنَّ “الأرض غالية عند شعبنا ويدفع مهرها غالياً من دم أبنائها، بل إنَّ الأرضَ تقاتل مع أهلها كما أهلها يقاتلون من أجلها”.
وحيّت لجنةُ أصدقاء عميد الأسرى في السجون الصهيونيّة يحيى سكاف “الانتفاضة الشعبيّة والموقف المشرف الذي يعبّر عنه أهلنا الجنوبيون الشرفاء”، مضيفةً أنَّ “ما يقومُ به اليوم أبناء الجنوب يجب أن يكون عبرةً لباقي الشعوب التي تخلّت عن دورها بحماية أوطانها، لأنَّ التخلّي عن الدفاع عن الوطن هو خيانة عظيمة”.
وبارك رئيسُ “المركز الوطنيّ في الشَمال” كمال الخير “التحرُّك العظيم والتاريخيّ الذي يقوم به أهلنا في الجنوب رفضاً لبقاء العدوّ الصهيونيّ في بلدات لبنانية عند الحدود مع شَمال فلسطين المحتلة”.
وقال رئيسُ الاتحاد العماليّ العام الدكتور بشارة الأسمر “في هذا النهار الكبير من تاريخ لبنان والذي يُكتب بأحرف من دم يسطره الشهداء والجرحى، ممن يطأ أرض الجنوب المقدّسة اليوم، تحية إكبار وإجلال لأهل الجنوب الصامد الصابر المقاوم الرافض للاحتلال والغطرسة الإسرائيليّة والذي يؤكّد يوماً بعد يوم، بثباته وجهاده وتضامن أهله أنّه هكذا تُبنى الأوطان”.
إلى ذلك انطلقت تظاهرات حاشدة في البقاع تضامناً مع الجنوبيين الذي عادوا إلى قراهم المحتلّة.