الجنوبيون يحرّرون بلداتهم ويمنعون العدو من إدامة احتلاله
حسن حردان
أثبت الجنوبيون بالأمس قدرتهم على تحرير بلداتهم وقراهم بدمائهم والعودة إليها رغماً عن جيش الاحتلال الذي رفض تنفيذ اتفاق وقف النار والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية بعد انقضاء مهلة الستين يوماً.. وبرهنوا مجدّداً انّ الأرض لا تتحرّر إلا بالمقاومة الشعبية، وانّ المعادلة الماسية، شعب وجيش ومقاومة، التي تعمّدت بدماء أهل الجنوب وجنود الجيش اللبناني، وحدها التي تمنع العدو من إدامة احتلاله، والتي تعيد تحرير أرضهم، كما حصل في أيار عام 2000…
كما أنّ الجنوبيين أسقطوا رهانات وخطط العدو لإعادة فرض مشيئته وتغيير المعادلات التي فرضتها المقاومة، وصولاً إلى الضغط على الداخل اللبناني لربط انسحابه بنزع سلاح المقاومة شمال الليطاني… وتناغم معه في هذا الأمر بعض القوى التي سوّقت لذلك بذريعة انّ سلاح المقاومة لم يعد له فائدة! زاعمين انّ المقاومة ورّطت لبنان في حرب دعماً لغزة وأدّت إلى تدمير الجنوب والبقاع والضاحية، مردّدين مجدداً ان لا سبيل لتحرير المناطق التي احتلها العدو إلا عبر القرار 1701 والدبلوماسية وانّ القوات الدولية والمجتمع الدولي هم من يحمي لبنان إلخ…
لكن ها هي التجربة تؤكد من جديد، خلال مهلة الستين يوماً الماضية، وبعد انقضائها، أنّ القرارات الدولية لم تحم لبنان ولم تعِد له أرضه المحتلة، وانّ الاحتلال لا يرحل الا بالمقاومة الشعبية، الحاضنة الأساسية للمقاومة المسلحة، وانّ من راهن على تفكك معادلة الشعب والجيش والمقاومة، للنيل من المقاومة وسلاحها، أصيب أمس بالخيبة والخذلان، وتهاوى منطقه أمام مشهد الجنوبيين وهم يعبّدون بروحهم الاقتحامية الاستشهادية طريق تحرير بلداتهم، مؤكدين بذلك انّ دماء الشهداء، وفي المقدمة سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله، أثمرت نصراً جديداً عزيزاً، وانّ شعب المقاومة كان ولم يزل وفياً لشهدائه، وحامياً للسيادة والكرامة الوطنية…
هكذا حول الجنوبيون يوم 26 كانون الثاني 2025 الى عرس وطني وجعلوا منه يوم التحرير الثالث، في مشهد تُرفع فيه تحيات الافتخار والاعتزاز لنساء وشيوخ وشباب البلدات الجنوبية الذين كسروا ارادة المحتلّ وأجبروه على الرحيل عن أرضهم مدحوراً يجرّ وراءه أذيال الخيبة والمرارة، فيما قادة العدو أصيبوا بالصدمة والدهشة لما شاهدوه من إرادة وروح اقتحامية من قبل أهل الجنوب، الذين لم ترهبهم دبابات العدو ولا رصاصه الغادر الذي وُجّه إلى صدور الجنوبيين العزل إلا من إرادتهم.
على أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية رأت في ما جرى، تأكيداً على أنّ “الهدف الرئيسي للحرب كما حدّده مجلس الوزراء وهو العودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم لم يتحقق، وما حصل اليوم (أمس) في جنوب لبنان فشل”، وأشارت إلى أنّ “سكان جنوب لبنان أصبحوا مجدّداً بالقرب من الحدود مع إسرائيل يعودون رافعين أعلام حزب الله وهذا ما كان يخاف منه”.
وما يعزز فشل أهداف الحرب “الإسرائيلية” على لبنان، أنّ أهالي الجنوب عادوا إلى بلداتهم، فيما المستوطنون الصهاينة لم يعودوا حتى تاريخه إلى المستعمرات التي نزحوا عنها…