عربيات ودوليات

مشاركة عربية متزايدة في الاحتفال بعيد الربيع الصيني

 

قبل أقلّ من شهرين، أدرجت منظمة اليونسكو عيد الربيع على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، واصفة إياه بأنه يمثل ممارسات اجتماعية للشعب الصيني في الاحتفالات برأس السنة الصينية التقليدية، ويضمّ مجموعة واسعة من الطقوس والعناصر الثقافية الفريدة التي يشترك فيها جميع أطياف المجتمع الصيني.
وفي السنوات الأخيرة، ومع تعزيز التبادل الثقافيّ بين الصين والعالم العربي، يتزايد الحضور العربي في الاحتفال بعيد الربيع الصينيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قُدّمت الأغنية المصرية “طلعت يا محلا نورها” على مسرح حفل مهرجان عيد الربيع لعام 2023، الذي يمثل إحدى أهم فعاليات الاحتفال بعيد الربيع بالنسبة للصينيين في أنحاء العالم.
وأقيم مؤخراً في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية مهرجان عيد الربيع على مدار يومين، حيث تمّ خلاله تقديم عروض ثقافية صينية ومعارض للتراث الثقافي غير المادي مثل كونغ فو شاولين وأوبرا سيتشوان وأنواع متعدّدة من الموسيقى الشعبيّة إلى جانب الأطعمة الصينية، ما منح المشاركين فرصة للتعمّق في قيم الثقافة الصينية. كما أقام مطار دبي الدولي يوم الأربعاء الماضي احتفاليّة بمناسبة عيد الربيع الصيني.
وعلاوة على ذلك، يختار المزيد من الصينيين الدول العربية كمقاصد سياحيّة لقضاء عطلة عيد الربيع التي ستستمر لمدة ثمانية أيام ابتداء من 28 يناير الحالي هذا العام، حيث أظهرت بيانات صادرة عن منصة “مافنغوه” الصينية لخدمات السياحة والتواصل الاجتماعي، أن مصر جاءت ضمن الوجهات السياحية العشر الأكثر شعبية من حيث السياحة الخارجية خلال العطلة المرتقبة. كما أصبحت السعودية مقصداً سياحياً لكثير من الصينيين بفضل مواردها السياحية الخاصة والإجراءات المتخذة لتسهيل السفر إليها.

 

لمّ شمل العائلة: قيمة مشتركة بين الثقافتين الصينية والعربية

 

يعتبر الاهتمام بالعائلة إحدى القيم المشتركة في الثقافتين الصينية والعربية، ففي كلتا الثقافتين تعتبر الروابط العائلية من أهم الركائز التي يستند إليها المجتمع. وبالنسبة للصينيين، يعد عيد الربيع أهم فرصة للمّ شمل العائلة.
فأينما كانوا سيبذل الصينيون قصارى جهدهم للعودة إلى ديارهم وقضاء هذا العيد المهم مع أهاليهم.
ومع اقتراب عيد الربيع كل عام، تشهد الصين أكبر موجة هجرة بشريّة في العالم، والتي تعرف أيضاً باسم “تشونيون”، حيث من المتوقع أن يبلغ عدد رحلات الركاب تسعة مليارات رحلة خلال موسم ذروة السفر السنوي المستمر لمدة 40 يوماً خلال الفترة ما بين يومي 14 يناير الحالي و22 فبراير المقبل.
وسواء كان الأمر يتعلّق بالاستمتاع بمأدبة عامرة بأشهى المأكولات في ليلة رأس السنة الجديدة أو القيام بعادات مثل زيارة الأقارب وتقديم التحيّات وما يُعرف بالصينية بـ”هونغباو” وهي عبارة عن أظرف حمراء تعتبر بمثابة “العيدية” التي يقدّمها العرب في عيد الفطر أو عيد الأضحى، فإن عيد الربيع يمثل مناسبة شديدة الأهميّة للتأكيد على التماسك العائلي والانسجام المجتمعي والتعبير عن أطيب التمنيات والتطلعات للمستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى