أميركا تفتقر إلى أدوات الضغط على روسيا
عن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية غير واقعية على المنتجات الروسية، كتب يفغيني نيكتوفينكو، في “أرغومينتي إي فاكتي»:
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا إلى إنهاء عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مهدداً برفع الرسوم الجمركيّة على بضائعنا إلى سويات باهظة إذا لم نفعل ذلك. ولكن على مدى السنوات الثلاث الماضية، وبفضل جهود واشنطن، انكمش حجم التجارة بيننا إلى 3.7 مليار دولار في العام 2024، ولم يعُد للولايات المتحدة أي نفوذ على الاقتصاد الروسي تقريبًا.
وبحسب المحلل السياسي أندريه سوزدالتسيف، “انخفضت صادراتنا إلى الحد الأدنى. لكنها ما زالت تشمل اليورانيوم والمعادن الأرضية النادرة التي تشكّل أهمية كبيرة بالنسبة لأميركا؛ وإلا لكانت واشنطن فرضت عليها عقوبات منذ فترة طويلة وحظرت استيرادها، وهناك إغراء كبير بعدم انتظار فرض التعريفات الجمركية الحمائية. إذا بدأنا بوقف الإمدادات بأنفسنا، فمن شأن ذلك أن يوجّه ضربة ملموسة للاقتصاد الأميركي. حجم صادراتنا في سياق الاقتصاد الروسي ليس كبيراً، ولا يدرّ مبالغ كبيرة الأهمية بالنسبة لنا”.
لكن الاستباق في هذه الحالة، والمبادرة بوقف الإمدادات بأنفسنا دون انتظار عقوبات جديدة، لا يصبّ في مصلحة روسيا.
وأكد سوزدالتسيف ذلك بالقول: “لا نحتاج إلى فسخ العقود ووقف عمليات التسليم إلى الولايات المتحدة. وهنا يجب أن نأخذ في الاعتبار حسابًا آخر: فمن المهم بالنسبة لنا أن نظهر للعالم أجمع، وخاصة للدول الصديقة والمحايدة، أن روسيا شريك تجاري موثوق به، يفي بجميع التزاماته التعاقدية. إذا قامت الولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية على سلعنا بشكل أحادي إلى سويات باهظة، فإنها ستؤدي إلى تحفيز التضخم لديها وفي الوقت نفسه تقدّم نفسها كطرف لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وتفسخ الاتفاقات المتعوب عليها”.
شرح «إنذار ترامب» لروسيا
حول تهديد ترامب بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، إذا لم تتفق مع أوكرانيا، كتب غليب إيفانوف، في «أرغومينتي إي فاكتي».
هدّد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، أمس الأول، روسيا بفرض عقوبات إذا لم يتمّ التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا.
وفي تعليقه على كلام ترامب، أكد السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، مجددًا رغبة روسيا في الحوار. وأضاف أن الكرملين يراقب عن كثب خطاب السلطات الأميركية الجديدة، ويسجل كل التفاصيل الدقيقة فيه.
وبعبارة أخرى، قررت موسكو عدم الرد على الهجوم الحاد الذي شنه ترامب.
وأشار مدير الأبحاث في نادي فالداي الدولي للنقاش، فيودور لوكيانوف، إلى أن “روسيا، على عكس الصين أو أوروبا أو أميركا الشمالية، تتمتع بميزة كبيرة على ترامب: فبلادنا تعيش منذ فترة طويلة تحت العقوبات. لذلك، ليس هناك جدوى من تخويفنا بمزيد منها. ومن غير المرجح أن تؤدي عقوبات جديدة إلى تغيير الوضع كثيرًا.
نقطة ضعف ترامب هي أنه لديه الكثير من الأمور الأخرى التي يتعين عليه القيام بها، ولا يستطيع التركيز على القضية الأوكرانية لفترة طويلة. ولهذا السبب، فهو يحتاج إلى نتائج في أقرب وقت ممكن، وليس إلى مواجهة طويلة من شأنها أن تمتصّ اهتمام الولايات المتحدة وقوتها ومواردها”.
«إذا أردنا تحسين العلاقات، فهناك إيجابيّات وسلبيّات لذلك. ولكن في هذه الحالة فإن السلوك الصحيح هو انتظار انتهاء الهجوم. وحينها ستغدو الأمور واضحة. وفي الوقت نفسه، ربما بذلك نجعلهم يحترمون أنفسهم أكثر”.