مقالات وآراء

معضلة اليوم التالي في غزة ولبنان!

 

 عمر عبد القادر غندور*

 

رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة مع تلازمه بإطلاق الرهائن يبدو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس واثقاً من استمرار وقف إطلاق النار. وتتباين التحليلات والآراء والتكهّنات بشأن مدى صلابة هذا الاتفاق الذي جاء بعد أعتى حرب إجرامية خلّفت آلاف الضحايا والمصابين والمفقودين وهل تندمل الجراح ويستمرّ وقف إطلاق النار في مراحله التالية بعد 471 يوماً من الإبادة؟
ويُخشى أن تتعثر المساعي في المراحل المقبلة حين يتعلق الأمر باليوم التالي الذي يُصرّ فيه الصهاينة على رحيل حماس، وهو أمر دونه جدال وتعقيد قد يستلزم تدخلاً دولياً، وفي ذلك امتحان للرئيس ترامب! في ضوء الانحياز الأميركي التاريخي للجانب «الإسرائيلي»!
ما يعني انّ مرحلة وقف إطلاق النار في غزة أمام امتحان عسير بين الحرب والهدنة الطويلة…
ويقول المعلق الأميركي: «ربما لا تكون مهتماً بالتاريخ اليهودي أو بتاريخ العرب لكن الأمّتين تتطلعان إليك اليوم لأنّ الشرق الأوسط يولد من جديد كمنطقة قوية تنعم بتطبيع العلاقات والتداول التجاري أو يتفتت الى دول وطنية قوية معدودة ومن حولها مناطق شاسعة تموج بالاضطراب حيث يحط النقود في جانب أمراء الحرب.
وبحسب الاتفاق المقرّر في غضون ستة أسابيع تسليم حوالي 33 من أصل 90 رهينة لا تزال في غزة، وتقول صحيفة «التايمز» البريطانية إنّ الدولة اليهودية خسرت الحرب وهذا ما يفزع «الإسرائيليين».
وادّعى ترامب انه يتمتع بتفويض لتغيير مسار ما وصفه «الخيانات البشعة» وهاجم ما أطلق عليه «المؤسسة المتطرفة والفاسدة» التي قال إنها استحوذت على السلطة والثروة من المواطنيين الأميركيين.
وكان يجلس خلف ترامب وهو يلقي خطاب مجموعة من أغنى وأقوى قادة الشركات في العالم.
وبرغم الخطاب الطويل لترامب وبعد أن ودّع سلفه الرئيس بايدن عاد الى المنصة، وقال انّ انتخابات 2020 كانت مزوّرة.
وفي الساعات الماضية كانت محادثة هاتفية أولى بين ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو أول زعيم عربي يتحدث اليه الرئيس ترامب، وربما يقوم بالزيارة الخارجية الأولى الى السعودية، وستكون زيارة في غاية الأهمية لما لها من امتدادات على دول الخليج.
ولكن ما هو الأفضل لترامب الذي يحيط به عدد من المقرّبين الذين يهمسون في أذنه ومن بينهم مريام اديلسون التي تنتمي الى المعسكر الصهيوني وتريد ضمّ الضفة الغربية بأكملها، ولا شكّ انّ حكومة نتنياهو المتشددة ستحاول الاستفادة الكاملة .
وكان ولي العهد السعودي أبدى رغبة بلاده في استثمار 600 مليار دولار في الاتصال الهاتفي مع ترامب، وقد تحدث الرئيس الأميركي وطلب من محمد بن سلمان الذي وصفه بالرائع ان يرفع المبلغ الى تريليون دولار، كما طلب من المسؤول السعودي أن يعمل لخفض تكلفة أسعار النفط.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى