قاسم: مهلة الـ 60 يوماً انتهت ولا نقبل بتمديدها… وللمقاومة حقّ التصرُّف / لا يمكن لـ «إسرائيل» أن تبقى محتلّة مع هذا الشعب الأبيّ الذي لا يُهزم

تعقيدات التأليف ليست معنا والأمور بيننا وبين الرئيس المكلَّف ورئيس الجمهوريّة سالكة ولا عقبات
أكّدَ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ على “إسرائيل” أن تنسحب من القرى الحدوديّة في جنوب لبنان بعدما انتهت مهلة الـ 60 يوماً، مشدّداً على أننا “لا نقبلُ أيَّ مبررٍ لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة”، موضحاً أنَّ “حزبَ الله تصرَّفَ بحكمة في موضوع انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل الحكومة “لأنَّنا نريدُ بلداً وحكومة. وقد تعاونا مع الرئيس المكلَّف تأليف الحكومة نوّاف سلام وتعقيدات التأليف ليست معنا”.
مواقف قاسم جاءت في كلمة له مساء أمس ولفت فيها إلى “أنَّ نصرَ غزّة هو نصرٌ للشعب الفلسطينيّ ولكل شعوب المنطقة التي ساندت، ولكلّ أحرار العالم الذين أيّدوا ودعموا” وقال “هدفُ طوفان الأقصى تحقَّقَ، وانهزمَ مشروع إسرائيل في محاولة تدمير المقاومة وحركة حماس”.
وباركَ “للشعب الفلسطينيّ المجاهد ومقاومته إنجاز وقف إطلاق النار”، كما باركَ “لشركاء النصر في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة واليمن ولبنان”، وشكرَ “اليمن العزيز الذي قدَّمَ وضحّى وللعراق بشعبه ومرجعيّته وحشده وللبنان الذي قدّمَ سيّد شهداء الأمّة السيد حسن نصر الله”.
وأكّدَ “أنَّ العدوان الصهيونيّ على لبنان كما على غزّة كان عدواناً بدعمٍ أميركيّ غربيّ لا ضوابطَ له”، مشيراً إلى “أنّ أميركا وإسرائيل أرادتا إنهاء المقاومة، وجاءت إسرائيل بخمس فرق بتعداد 75 ألف جنديّ وضابط مع إجرام وقوة مفرِطة من أجل تحقيق هذا الهدف فتصدّت المقاومة بكلّ أطيافها وبثباتٍ أسطوريّ وتصميمٍ استشهاديّ للمقاومين والمجاهدين”.
وقال “الجميعُ رأى من هم أبطالُ المقاومة وتحمَّلَ شعبُنا التضحيات الكبيرة والكثيرة، فبرزَت المقاومة متماسكة وقويّة واستعادت السيطرة وعملت على ملء الشواغر خلالَ عشرة أيام، واستعدنا حضورنا بهذا الزخم الذي أعطانا إيّاه سيّد شهداء الأمّة السيّد حسن نصر الله”.
أضاف “تصاعدت عمليّات المقاومة، ولم يتقدّم الإسرائيليّ على الحافّة الأماميّة إلّا مئات الأمتار وذلك بثبات المقاومين. وكان أهلُنا النازحون يشكّلون بتماسكهم دعماً للمقاومة. والشعب اللبنانيّ بمناطقه وطوائفه المختلفة كان وفيّاً”.
وأوضح أنَّ “الكيانَ الصهيونيّ هو الذي طلبَ وقف إطلاق النار، وحزب الله وافق مع الدولة اللبنانيّة وهذا انتصار”، مُضيفاً أنَّ “قدرة الردع التي راكمناها جعلت الناس يعتقدون أنَّ قوتنا العسكريّة بمستوى أن يكونَ الردعُ قابلاً للاستمرار، ولم يتوقّع جمهورنا أن نخسر هذا العدد من القيادات في فترة زمنيّة قصيرة وبهذه السعة وهذا الانتشار”.
وتابع “الانكشافُ المعلوماتيّ وسيطرة العدوّ على الاتّصالات والذكاء الاصطناعيّ وسلاح الجوّ من العوامل المؤثِّرة في الضربات التي وجهت لنا. وأمام الانكشاف الكبير نُجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعبَر”، مشدّداً على “أنَّ المقاومة قويّة بقراراتها وإرادتها والمؤمنين بها وهي أقوى باستمراريّتها”.
وأشارَ إلى “أنَّ حزبَ الله وافق على طلب المعتدي وقف عدوانه بشروط لأنَّنا لا نريده بالأصل ولم نقرّر الحرب ابتداءً، ولأنَّ الدولة قرّرت التصدّي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل”، معتبراً أنَّ “هذه فرصة لتؤدّي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسيّ”.
وأكّدَ أنّنا “التزمنا وفضَّلنا أن نصبرَ وألاّ نردّ على الخروق الإسرائيليّة على الرغمِ من حالة الشعور بالمَهانة والأعمال الانتقاميّة”، لافتاً إلى “أنَّ مشهدَ العودة الذي كان في 27 تشرين الثاني الساعة الرابعة صباحاً إلى الجنوب والضاحية والبقاع كان مشهد انتصار، فعمَّت احتفالاتُ النصر كلّ المناطق. والمقاومون في الميدان لم يغادروه، ورؤوسهم مرفوعة والمقاومة ثابتة وقويّة”.
وقال “انتصرنا، لأننا رجعنا، ولأن المحتلّ سيخرج وينسحب غصباً عنه”، موضحاً أن “الراعي الأميركيّ للاتفاق هو نفسُه الراعي للإجرام الإسرائيليّ ولم يقم بدوره مع ذلك قرّرنا عدم إعطاء أي ذريعة”، مشيراً إلى “أنَّ المقاومة قرّرت في مرحلة من المراحل الردّ على خرق العدوّ لاتفاق وقف إطلاق النار وقد طُلب منّا الصبر قليلاً على الرغمِ من حالة الإهانة التي اتبّعتها إسرائيل انتقاماً لهزيمتها وخسائرها”.
وشدّدَ على أنَّ ما جرى في خرق الاتفاق يؤكّد حاجة لبنان إلى المقاومة وقال “شُنّت علينا حملة مضادّة حتّى في أثناء الحرب، جزءٌ كبيرٌ منها داخليّ لتصويرنا على أنَّنا مهزومون. البعضُ ربَّما أصيب بنوبة قلبيّة لأنَّ أحلامَه لم تتحقّق بهزيمةِ المقاومة”.
أضاف: “المقاومة وعلى رأس السطح انتصرت. المقاومة انتصرت بهذا الشعب الذي زحفَ إلى القرى الأماميّة على الرغمِ من عدم الانسحاب الإسرائيليّ والمواجهة مع العدو. من يملكُ كرامة يقف ويزحف إلى المواقع الأماميّة ولا تُخيفه سياساتهم والدعم الأميركيّ لهم”.
وأكّدَ أنَّه “لا يمكن لإسرائيل أن تبقى محتلّة مع هذا الشعب الأبيّ الذي لا يمكن هزيمته والاستمرار في احتلال أرضه”، منوّهاً “بثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة التي وضعت حدًا لإسرائيل” ومنعتها من الوصول إلى بيروت وإلى جنوب نهر الليطاني، وهي كالشمس الساطعة وستبقى مشعّة، لكنَّ المشكلة في مَن لا يراها”.
وشدّدَ على وجوبِ انسحابِ “إسرائيل” “بعدما انتهت مهلة الـ60 يوماً، مردفاً “لا نقبلُ أيَّ مبرِّر لتمديد يوم واحد، ولا نقبل بتمديد المهلة”، معرباً عن اعتقاده بأنَّ “الرئيس جوزاف عون لا يمكن أن يُعطي إسرائيل مكسباً واحداً، ولا أحد في لبنان سيقبل مع العدوّ تمديد العدوان على لبنان”.
واعتبرَ أنَّ “أيَّ تداعيات تترتّب على التأخير في الانسحاب تتحمّل مسؤوليتها الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا وإسرائيل”، مشيراً إلى أنَّ “استمرار الاحتلال هو عدوانٌ على السيادة اللبنانية، والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الشعب والجيش والدولة والمقاومة” وقال “نحنُ أمامَ احتلالٍ يعتدي ويرفضُ الانسحاب، والمقاومة لها الحقّ بأن تتصرَّف وفقَ ما تراه مناسباً حول شكل المواجَهة وطبيعتها وتوقيتها”.
ولفتَ قاسم إلى أنَّ “الثنائيّ الوطنيّ أنجزَ الخيار الرئاسيّ التوافقيّ من خلال انتخاب الرئيس جوزاف عون، ولولا مشاركة الثنائيّ لما تمّ انتخاب الرئيس بهذه الصورة المعبِّرة عن الوحدة الوطنيّة وهذه قوّة للثنائيّ الوطنيّ”.
أضاف “نحنُ تصرّفنا بحكمة لأننا نريد بلداً وحكومة، وقد تعاونّا مع الرئيس المكلّف نوّاف سلام، وتعقيدات التأليف ليست معنا. الأمور بيننا وبين الرئيس المكلَّف ورئيس الجمهوريّة سالكة ولا عقبات”.
وشكرَ قاسم لجنة الإعمار و”جهاد البناء” ولجنة “وعد والتزام”، مؤكّداً أنّ “هذه الجهات الثلاث مجتمعةً حققت إنجازًا عظيماً في ملفّ الإيواء والتعويضات”.
من جهّة أخرى، أشارَ قاسم إلى جريمة اغتيال مسؤول منطقة البقاع الغربيّ في حزب الله الشهيد الشيخ محمد حمادي “على الأيدي الغادرة”، لافتاً إلى “أنَّ “التحقيقات لا تزالُ مستمرّة، لكنَّ الأنظار تتّجه إلى الصهاينة”.