أولى

إلى ظافر الخطيب في الذكرى 49 لاستشهاده

 

 معن بشور

 

من الصعب أن يمر شهر يناير/ كانون الثاني، وهو المليء بالأحداث الكبيرة والخطيرة، دون أن نتوقف أمام ذكرى استشهاد بطل من أبطالنا هو المناضل الكبير ظافر أنور الخطيب ابن النائب والوزير الراحل العروبي أنور الخطيب وشقيق المناضل المتميّز النائب والوزير السابق زاهر الخطيب، الذي عبّر مع زميله نجاح واكيم عن وقفة العز اللبنانية برفض اتفاق 17 أيار عام 1983، الذي يحاولون اليوم فرضه بأسماء جديدة وأشكال جديدة.
حين جاءنا خبر استشهاد ظافر وهو الطالب المتميّز في الجامعة الأميركية والمؤسس في «رابطة الشغيلة» خلال الحرب اللعينة التي عرفها لبنان والثورة الفلسطينية، تساءلنا ما الذي دفع بهذا الطالب المتفوّق أن يحمل السلاح دفاعاً عن عروبة لبنان ووحدته وعن المقاومة الفلسطينية.
ولكن حين تعرّفنا إلى شقيقه النائب آنذاك زاهر الخطيب وترافقنا في محطات نضالية عديدة، منها الوطني والقومي والاجتماعي، وحين عرفنا عن قرب التاريخ الوطني والأخلاقي الساطع لوالده أنور الخطيب، فهمنا أنّ سيرة الشهيد ظافر العائلية وبيئته الإقليمية (نسبة إلى إقليم الخروب) هي بيئة وطنية وقومية وأخلاقية تدرك تماماً ما معنى الوطنية والعروبة والأخلاق بل تنبذ كلّ من يتسم بالغدر وقلة الوفاء من أبنائها.
ولقد جاء بالأمس «طوفان العودة» في غزّة وجنوب لبنان، وبعد 15 شهراً على «طوفان الأقصى» ليؤكّد سلامة الخيار المقاوم الذي اختاره الراحل ظافر الخطيب قبل أكثر من نصف قرن، كما يؤكّد أنّ حملة المبادئ لا يبيعون ولا يشترون، لأنّ الدماء الطاهرة لا تقدّر بثمن.
فتحية لدمائك يا ظافر وتحية لوفاء أخيك زاهر ورفاقك في رابطة الشغيلة الذين اعتبروا دماءك عهداً في أعناقهم ما زالوا يعبّرون عن التزامهم به، بأشكال متعددة وأطر متنوعة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى