مشهد الحدود وكاتس والطائرات المسيّرة

– فشلت الخطة الإسرائيلية بالرهان على البقاء في شريط حدوديّ تحوّل إلى كتلة من الدمار، بعد تفجير المنازل ضماناً لعدم تفكير الأهالي بالعودة، وكانت الخطة قد أعلنت عشية بدء الحرب البرية في أول تشرين الأول 2024 على لسان قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال تحت شعار ضمان منع عمليات التسلل المفترضة لقوات الرضوان في حزب الله إلى شمال فلسطين المحتلة، فقال إن الهدف هو عمليّة خاصة على عمق ثلاثة كيلومترات لتدمير البنى التحتية للمقاومة، وكتبت الصحف الإسرائيلية تفاصيل الخطة التي تعتمد على سياسة الأرض المحروقة لضمان إخلائها من السكان.
– كان الرهان الإسرائيلي على تمديد متواصل لمهلة الانسحاب برعاية أميركيّة بذرائع مختلفة استناداً إلى أن الجيش اللبناني لا يستطيع الدخول في مواجهة عسكريّة مع جيش الاحتلال، وأن حزب الله محاصر بمناخ لبناني داخلي يحمّله مسؤولية العودة بلبنان إلى الحرب إذا ما قام بالردّ على الاحتلال لخرقه الاتفاق، خصوصاً إن تحرّك حزب الله في جنوب الليطاني يُعدّ خرقاً مباشراً للاتفاق، الذي يحرص حزب الله والحكومة اللبنانية على إثبات أن “إسرائيل” هي مَن يقوم بخرقه.
– جاء زحف أهالي القرى الحدودية واقتحام القرى والبلدات المدمّرة والدخول في مواجهة مع قوات الاحتلال باللحم العاري وسقوط شهداء وجرحى، مفاجأة غير سارّة لقوات الاحتلال، تأتي من خارج صندوق التوقعات، تحقق اختراقاً في عمق القرى المعنية يسقط الخطة الإسرائيلية، حيث أجبر على الانسحاب من أغلب القرى الحدودية ويناور لكسب الوقت بعدها وهو يعلم أن لا خيار أمامه سوى الانسحاب، بينما المسيرات الشعبية السلمية تتجدد أسبوعياً.
– أمس، خرج وزير الحرب في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس يتحدّث عن معادلة إحراج جديدة من خارج الصندوق، فقال إن الطائرات المسيّرة تخترق باستمرار الأجواء في فلسطين المحتلة، معبراً عن الغيظ من الفشل في احتواء هذه الظاهرة والسيطرة عليها بلغة تهديد يعرف أنها تفوق طاقة كيانه وجيشه، فقال إن لا طائرات مسيّرة بعد الآن أو لا حزب الله، ملوّحاً بالعودة الى الحرب، لكنه يعلم أن قرار الحرب ليس بالخفة التي تحدّث فيها، وأنه ربما عليه مراجعة حساباته والتفكير أيضاً من خارج الصندوق، بمعادلة من نوع تقديم عرض بوقف انتهاك الأجواء اللبنانية بطائرات الدرون أو الطائرات الحربية مقابل وقف هذه الطائرات المسيّرة التي لم يتحدث عنها أحد سواه؟

التعليق السياسي