النسر السوري يغتسل بدموع الأمهات
بدأت الجدّة حكايتها لأشبال التفّوا حولها، ينتظرون حكاية أخرى من حكايا وقفات العزّ:
في إحدى المرّات أصيب النسر السوري بجرح في واحد من جناحيْه. كانت معركة قاسية خاضها النسر مع طيور جارحة جاءت جماعاتٍ جماعاتٍ من كلّ مكان. وعلى الرغم من فداحة الجرح لم تهنْ للنسر عزيمة. لم يتهاوَ. لم بفقد بصره ولا بصيرته. لم يتنازل عن كبريائه، ولا عن وقفات عزِّه.
وهل مات النسر؟ سألها واحد من الأشبال.
النسر السوري لا يموت يا بنيّ، إنّه منذ سبعة آلاف من الأعوام يجوب سماءنا، ويحرسها بعينيه، إنه هنا وهناك وهنالك. في قاسيونَ. في الجولان. في جبل الأقرع يستعدّ لاستقبال إسكندرون بعد أن طال غيابها. في فلسطين يغتسل بماء زهرها ودموع أمّهات غزّة.
وما السرُّ في ديمومته؟ سأل شبل آخرُ.
إنّهم الشهداء… كلّ شهيد من شهداء الشام صار جزءاً من خوافي النسر وقوادمه.
وسكتت الجدّة عن الكلام، وتفرّق الأشبال من حولها، وعاد النسر إلى جولاته الصباحية يرشّ العطر على شقائق النعمان.