أخيرة

مهمات قذرة

 

بطريقة أو بأخرى وبّخ وزير خارجية الصين المخضرم وانغ يي، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الجديد، ذا الأصول الكوبية ماركو روبيو، حينما قال له ما يمكن أن يُفهم منه، تهذّب، أو، عليك أن تتكلم بطريقة لائقة…
مشكلة الشخصية الأميركية بصفة عامة، هي عدم المقدرة على التمييز بين أن تكون صريحاً تقول الحقيقة، وبين أن تكون وقحاً فظاً، وبين أن تكون شجاعاً مقداماً، أو أن تكون عدوانياً مارقاً، والمشكلة الأخرى التي ابتُليت بها الشعوب بسبب التركيبة الديموغرافية العجيبة لهذا الكيان العملاق، هي أنّ بعضاً من الأقليات العرقية، مثل السود، أو ذوي الأصول اللاتينية، يُستخدمون من قبل الرجل الأبيض للقيام بالمهمات القذرة، وهم الذين كان قميناً بهم أن يكونوا أكثر تعاطفاً مع الشعوب التي عانت الأمرّين من هذه الامبراطورية العدوانية، لأنهم هم أنفسهم عانوا الظلم الفادح على مرّ الزمان من وحشية وعنصرية ولاإنسانية الرجل الأبيض!
كولن باول، الذي كان خادماً مطيعاً لـ جورج دبليو بوش، وتصدّى للمهمات القذرة وبالذات في الشرق الأوسط، كونداليسا رايس وفوضاها الخلاقة التي أغرقت الشرق الأوسط بالدماء والدمار والضياع، باراك أوباما، الذي قدّم للكيان اللقيط ما لم يقدّمه أي رئيس آخر قبله. ليندا توماس غرينفيلد، رئيسة الوفد الأميركي في مجلس الأمن ونائبها روبرت وود، اللذان رفعا أيديهما مراراً وتكراراً لإحباط وقف إطلاق النار في غزة، ولتستمرّ المجازر الجماعية ضدّ شعبنا الفلسطيني من قبل الكيان القاتل، وأخيراً وليس آخراً لويد أوستن وزير دفاع الامبراطورية الظالمة، والذي وقف من دون تحفظات مع الكيان القاتل، وقدّم كلّ أنواع المساعدات له للقيام بكلّ تلك الإبادة الجماعية ضدّ شعبنا المظلوم، ولم يفتأ يردّد في كلّ مناسبة بأنّ هذا القتل الجماعي، والإبادة الموصوفة لأطفالنا ونسائنا ومدنيينا، «ممارسة مشروعة للدفاع عن النفس»؟!
متى تستيقظ هذه الأقليات العرقية، أو بعض من المارقين منها، على حقيقة أنهم يُستخدمون من قبل الرجل الأبيض للقيام بالمهمات القذرة نيابة عنه؟

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى