قصة التنين والسياسيين
فيما لبنان منشغل بتأليف الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون، عاد إلى ذاكرتي ما كتبه «أمير توايكو»:
«إنّ كنيسة القرون الوسطى كانت تعتبر أنّ الضحك هو من الشيطان لأنه يحرّر الإنسان من الخوف. ومتى تحرّر الإنسان من الخوف، ما عادت به حاجة إلى الله».
قلت:
كذلك السياسيون في لبنان، زرعوا الخوف في عيوننا، صادروا ابتساماتنا، وآمالنا في أن يكون لنا دولة مدنية بامتياز، وهم يتهافتون للحصول على حصصهم في الوزارة المنوي تشكيلها، يحاصروننا بالخوف، ويعيدون، بتكرار مملّ، قصة التنين ذي الرؤوس المتعددة، الذي يطلب في كلّ موسم صبيّة، فإن لم يفعلوا ابتلع التنّين المدينة، وإن فعلوا وقدّموا له أضحية انسحب، وفكّ الحصار بانتظار موسم آخر، وأضحية أخرى، وسنوات لا تنتهي من الخوف والإحباط والتردد والخضوع.
تُرى أيّ تنين يتحدث عنه السياسيون في لبنان، وقد صاروا هم التنين، كلّما قطعت رأساً من رؤوسه نبت آخر، إلى أن سكن الخوف، جنباً إلى جنب، مع أحلامنا الجهيضة، وتحوّل حكّامنا إلى آلهة، وخلت عقولهم من الإبداع؟