عون عرضَ مع زوّاره الأوضاع: حلحلة غالبيّة العِقَد الحكوميّة
أكّدَ رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون أنَّه «على توافق وتشاور مستمرّ مع رئيس الحكومة المكلّف نوّاف سلام في سبيل التوصُّل إلى تشكيلة حكوميّة تراعي المعايير والمبادئ التي وضعناها»، آملاً أن تكون الأمور قد اقتربت من خواتيمها.
وقالَ عون خلال استقباله أمس في قصر بعبدا، رئيس «جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة» في بيروت الدكتور فيصل سنّو على رأسِ وفدٍ من الجمعيّة هنّأه بانتخابه رئيساً للجمهورية «إنّي مستعجلٌ على تشكيل الحكومة في أسرعِ وقتٍ ممكن، لأنَّ أمامَ لبنان فرصاً كثيرة في هذه المرحلة في ظلّ الاستعداد الذي يبديه العديد من الدول لمساعدته وكلُّ ذلك بانتظارِ التشكيل»، موضحاً «أنَّه على تشاورٍ وتوافقٍ مع الرئيس المكلّف للتوصُّل إلى صيغة حكوميّة تراعي المبادئ والمعايير التي وضعناها». وأمل «أن تكون الأمور قد اقتربت من خواتيمها بعد حلحلة غالبيّة العِقَد».
وأعادَ تأكيد «أنَّ مسؤوليّة النهوض بالبلد مشترَكة ويتحمَّلُها الجميعُ لا رئيس الجمهوريّة أو رئيس الحكومة وحدهما»، مضيفاً «آن لنا بناء دولة قائمة على العدالة والكرامة والحياة الهانئة لكلِّ المواطنين»، معتبراً «أنَّ الأمرَ ليس بصعب في ظلِّ توافرِ الإرادة والنيّات الحسَنة».
واستقبلَ رئيس الجمهوريّة رئيسَ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعرضَ معه الأوضاعَ العامّة، خصوصاً التطوّرات الأخيرة في الجنوب، إضافةً إلى بعض المسائل المتعلّقة بتصريف الأعمال.
كما عرضَ عون الأوضاعَ في الجنوبِ خلالَ استقباله السفيرَ الفرنسيّ في لبنان هيرفيه ماغرو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الفرنسيّ غيوم بونشان في حضورِ الملحق العسكريّ الفرنسيّ في بيروت الكولونيل برونو كونستانتان.
وخلالَ اللقاء، طلبَ عون من السفير ماغرو دعم بلاده لموقف لبنان الداعي إلى الانسحاب الكامل للقوّات «الإسرائيليّة» من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024 ولا سيَّما لجهة استمرارها في تدمير المباني ودور العبادة في القرى الجنوبيّة الموازية للحدود. كما طلبَ من الجانبِ الفرنسيّ الضغط لتنفيذ الاتفاق بإطلاق الأسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحدَّدة في 18 شباط الحاليّ.
من جهةٍ أخرى، أكّدَ عون، خلالَ استقباله نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجيّة الأوروبيّة في سلوفينيا تانيا فاجون «أنَّ لبنانَ يتطلّع إلى وقوف دول الاتحاد الأوروبيّ إلى جانبه في المطالبة بتطبيق بنود الاتفاق الذي تمَّ التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الفائت، والذي ينصُّ على انسحابِ القوّات الإسرائيليّة من الأراضي اللبنانيّة التي احتلّتها في الجنوب خلال الحرب الأخيرة»، مشيراً إلى «أنَّ البندَ المتعلّق بإطلاق الأسرى اللبنانيين المحتجَزين في إسرائيل، يدخلُ ضمنَ الاتفاق الذي تنتهي المهلة المحدَّدة له في 18 شباط الحاليّ».
وشدّدَ على «أنَّ الاتفاق ينصُّ أيضاً على احترامِ القرار 1701، ولبنان ملتزم بتطبيق هذا القرار الدوليّ ويجبُ على إسرائيل أيضاً احترامه».
وشكرَ عون الوزيرة فاجون على «الدعم الذي قدّمته وتقدّمه بلادها للبنان في مجلسِ الأمن خلال عضويتها غير الدائمة فيه والتي تستمرُّ حتّى نهاية العام الحاليّ»، لافتاً إلى «أنَّ الأولويّة بعد تشكيل الحكومة اللبنانيّة، ستكون إعادة إعمار ما هدّمه العدوّ الإسرائيليّ خلالَ الحرب الأخيرة، في مختلف المناطق اللبنانيّة ولا سيَّما في الجنوب، وأنَّ الدعمَ الذي يقدّمه الاتحاد الأوروبيّ سيكونُ موضعَ ترحيبٍ وتقديرٍ من قِبل لبنان».
من جهّتها، أكّدت الوزيرة السلوفينيّة دعمَ لبنان في توجّهه وتطلّعها إلى مساعدته، مشيرةً إلى أنَّها «ستنسّق مع دول الاتحاد الأوروبيّ لهذه الغاية، وأنَّ بلادها ستتابع في مجلس الأمن كلَّ ما يمكن أن يُساند لبنان للنهوض وتجاوز الصعوبات التي تعترضُه».
وفي قصر بعبدا، الأمينُ العام لوزارة الخارجيّة السفير هاني شميطلّي والقائد السابق للجيش العماد جان قهوجي.
وكانَ القصرُ الجمهوريّ قد شهدَ تسلّمَ رئيسِ الجمهوريّة أوراق اعتماد ثلاثة عشر سفيراً جديداً معتمَدين في لبنان.