لماذا اقتصرت التظاهرات الرافضة لتهجير الغزاويين على معبر رفح؟؟
![](https://www.al-binaa.com/wp-content/uploads/2024/07/عمر-غندور-نيو.jpg)
عمر عبد القادر غندور*
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فظاً عندما تحلق حوله عدد من الصحافيين في البيت الأبيض وقالوا له: مصر والأردن لا يرغبان في استقبال الغزاويين في بلادهما.. فما كان منه إلا أن أشار بقبضته قائلاً بحزم: «لا… سيقبلان»!
وكانت الولايات المتحدة أوقفت كلّ مساعداتها المالية باستثناء «إسرائيل» ومصر.
والمعلوم انّ ديون مصر في البنك الدولي ارتفعت من 42 مليار دولار في بداية عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عام 2014 إلى 153 مليار دولار في العام 2024 بسبب تراكم الفوائد على الديون!
وعندما يؤكد الرئيس ترامب أن مصر والأردن سيستقبلان الغزاويين فـ على ماذا يعتمد؟
الواضح أنّ مزاج الشعب يتعاطف جداً مع القضية الفلسطينية ولا يسلّم بتهجير الغزاويين الى الأردن ومصر، ويعتبر ذلك خيانة لقضية العرب والمسلمين والتسليم بـ «دولة إسرائيل».
وما تلك الاحتجاجات المصرية في الأيام الماضية على معبر رفح إلا «بروباغندا» مركبة لإفهام البيت الأبيض انّ مصر متألّمة جداً من فظائع القتل والتطهير العرقي وقتل النساء والأطفال خاصة، وتدمير غزة وجعلها أرضاً غير صالحة للحياة، وكلّ ذلك يحفر في صدور المصريين.
ويقول المتابعون إنّ الرئيس السيسي باستطاعته أن يضبط حركة المتظاهرين المصريين الرافضين لاستقبال الغزاويين ويسيطر على تحركهم، بينما لا يمكنه ان يترك للمصريين حرية التعبير عن موقفهم لو اندفع الملايين الى الساحات وفقد السيطرة عليهم وهو ما يشكل خطراً على السلطة الحاكمة.
ويُقال انّ الرئيس السيسي اراد ان يلوّح بالتظاهرات شرط ان يبقى مسيطراً عليها.
وكلّ من يراقب الأوضاع في مصر يتضح له انّ ثمة غضبا يأكل الأخضر واليابس، وهو ما يعبّر عنه الناس كافة من غير تحفظ على وقع ضائقة اقتصادية من معالم صورتها انّ الحدّ الأدنى للأجور لا يزيد عن الأربعة آلاف جنيه مصري، علماً انّ كلّ خمسين جنيهاً تساوي دولاراً واحداً!
حمى الله مصر وشعب مصر…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي