هل سيُعرقل نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى مع حماس؟
![](https://www.al-binaa.com/wp-content/uploads/2024/08/حسن-حردان-نيو-اولى-720x470.jpg)
حسن حردان
عادت النقاشات بشأن احتمالات إقدام رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو على عرقلة استكمال تنفيذ اتفاق تبادل الاسرى مع حركة حماس في المرحلة الثانية منه، والتي تنص على وقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال بالكامل من القطاع، مقابل مبادلة الأسرى الدسمين من الضباط والجنود الصهاينة لدى فصائل المقاومة بأعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين.. على أنّ ما يثير التساؤلات بهذا الشأن المعلومات «الإسرائيلية» المسرّبة عن نية نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق من خلال محاولة طرح مرحلة جديدة بين المرحلتين الأولى والثانية تضمن له مبادلة المزيد من الأسرى الصهاينة بأسرى فلسطينيين، من دون أن يؤدي ذلك إلى التزامه بوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة.. الأمر الذي يمكّنه من تفادي أزمة داخل حكومته قد تؤدّي إلى تفجيرها، وسط تهديد الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالاستقالة إذا تمّت الموافقة على وقف الحرب…
التوقعات بشأن ما إذا كان بنيامين نتنياهو، سيعود إلى عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، أم سيُكمل تنفيذه، تعتمد على عدة عوامل أبرزها:
العامل الأول، الداخل الإسرائيلي: قد يتأثر قرار نتنياهو بالضغوط السياسية الداخلية، بما في ذلك مواقف الأحزاب الائتلافية اليمينية المتطرفة وفي مقدمها سموتريتش.. إذا شعر نتنياهو أنّ استكمال الاتفاق سيضرّ بموقفه السياسي أو يقود إلى انهيار وتفكيك حكومته، فقد يختار التردّد والعرقلة.
العامل الثاني، موقف عائلات الأسرى والرأي العام الإسرائيلي، إذا كان هناك تحرك، وضغط كبير غير مسبوق من عائلات الأسرى والرأي العام لعدم التراجع عن الالتزام بتنفيذ الاتفاق فإنّ ذلك قد يؤثر على قرار نتنياهو ويدفعه إلى الامتناع عن عرقلته.
العامل الثالث، الأمن الإسرائيلي: يعتبر أمن الكيان الإسرائيلي أولوية قصوى لنتنياهو وكلّ أطراف حكومته. إذا رأى أنّ استكمال الاتفاق سيشكل تهديداً لأمن «إسرائيل»، فقد يعرقل ويلجأ إلى التعطيل.. وعلى العكس، إذا اعتبر أنّ الاتفاق يعزز الأمن، فقد يدعم الاستمرار في تنفيذه.
العامل الرابع، الضغوط الدولية: الضغوط من المجتمع الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، قد تلعب دوراً في قرار نتنياهو. إذا كانت هناك ضغوط قوية لاستكمال الاتفاق، ولا سيما من الرئيس دونالد ترامب الذي كان له دور مؤثر في دفع نتنياهو لقبول الاتفاق، فقد يضطر إلى الموافقة على الاستمرار بالاتفاق، والعمل للحصول، مقابل لذلك، على حزمة من المساعدات العسكرية والمالية والاقتصادية إلى جانب تعهّد من ترامب بمنع اعمار غزة إذا لم يتمّ الاستجابة للشروط الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة وعدم مشاركة حماس في إدارة غزة، بما يسهم في تعزيز وضع نتنياهو السياسي، ويحافظ على تماسك حكومته.
العامل الخامس، موقف المؤسسة العسكرية: انّ تقييم مؤسسة الجيش الإسرائيلي للموقف على الأرض سيكون عاملاً حاسماً. إذا رأت القيادة العسكرية أنّ وقف الحرب سيؤدّي إلى استقرار أفضل، فقد يوصون باستكمال الاتفاق.. ومعروف انّ الجيش كان من الضابطين بقوة لتوقيع الاتفاق.. خصوصاً أنه وصل إلى طريق مسدود في السعي لتحقيق أهداف الحرب، وتعرّض لخسائر فادحة بالأرواح والعتاد…
في النهاية، فإنّ قرار نتنياهو سيكون نتيجة لتقييم شامل لهذه العوامل وغيرها. لكن قد يكون من الصعب التنبّؤ بالنتيجة النهائية، غير أنه من المرجح أنّ أيّ قرار يتخذه سيكون مرتبطاً بمدى تأثير العوامل الآنفة الذكر، سلباً أو إيجاباً، على وضع نتنياهو السياسي والائتلاف الحكومي، وهذه العوامل عبارة عن مزيج من الاعتبارات الأمنية والسياسية والدولية.