حفل استقبال للسفارة الإيرانية ومشاركة وفد من قيادة «القومي» / أماني: إيران تصنع سياساتها وتسهم بتشكيل مستقبل المنطقة والعالم
![](https://www.al-binaa.com/wp-content/uploads/2025/02/watan01-issue-3777.jpg)
أحيت السفارة الإيرانية الحفل الرسمي لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية – العيد الوطني في فندق «لانكستر إيدن باي» الرملة البيضاء.
حضره ممثل الرؤساء الثلاثة النائب محمد خواجة، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ نائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعميد الخارجية غسان غصن وعميد الإعلام معن حمية وعضو المجلس الأعلى – أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح. كما حضر نواب ووزراء حاليون وسابقون، فاعليات اجتماعية وسياسية ودبلوماسية ومدراء عامون، وممثلون عن القوى الأمنية والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وإعلاميون مهتمّون.
بداية النشيدين الوطنيين اللبناني والإيراني، ثم ألقى السفير الإيراني مجتبى أماني كلمة قال فيها:
نجتمع في هذه الأمسية الطيبة التي نحيي فيها الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المؤزرة في إيران. إنّ حضور هذا الطيف الواسع من الشخصيات الرسمية والسياسية والروحية والدبلوماسية والحزبية والثقافية والإعلامية والاجتماعية، يعكس عمق الروابط التي تجمعنا والمحبة الصادقة التي نتشاركها مع الشعب اللبناني الحبيب وسائر الدول الصدِيقة والشقيقة.
أضاف: إنّ ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران هي بلا شك واحدة من أعظم المحطات التاريخية التي شهدتها البشرية في العصر الحديث، بسبب ما أحدثته من تحوّل عميق في بلدنا، وفي المنطقة والعالم ككلّ. ففي مثل هذه الأيام من العام 1979، انتفض الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني الراحل ضدّ عقود من الاستبداد والطغيان، مسقطاً النظام البهلوي العميل لقوى الاستكبار. بهذا المعنى فإنّ الثورة الإسلامية مثّلت صرخة مُدَوّية ضدّ الظلم، وانتصاراً لإرادة الشعب الإيراني التَوَّاق نحو الحرية والإستقلال.
وها هي إيران اليوم تقف عزيزة شامخة بين الأمم كدولة رائدة في العلوم والتكنولوجيا والطب والفضاء، قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في شَتى أصناف الصناعات. هذه النجَاحات هي ثمرة عقود من العمل الجاد والاعتماد على الذات، مستندة إلى مبدأ «نحن قادرون»، الذي زرعه الإمام الخميني، وأكده قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي.
كما نقلت إيران من موقع التبعية للاستكبار العالمي إلى موقع الداعم الرئيسي لحركات التحرر في المنطقة.
إنّ النجاح الباهر الذي حققته الثورة لهو دليل واضح على أنّ محاولات إضعاف إيران وعزلها لم تفلح، فإيران اليوم ليست دولة تَتَلَقى القرارات، بل هي دولة تصنع سياساتها بنفسها، وتسهم في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم، ومشروعها هو مشروع بناء ونهضة، وليس مشروع ضعف.
وهنا، لمن يتحدثون عن «هيمنة إيرانية»، نسأل: هل دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه ومقدساته هو هيمنة؟ وهل الوقوف إلى جانب لبنان في تحرير أراضيه المحتلة وحمايته من الأطماع الإسرائيلية هو تدخل غير مشروع؟ إذا كان هذا هو تعريف الهيمنة، فبماذا نسمّي أولئك الذين دعموا الكيان الإسرائيلي في ارتكاب المجازر في غزة ولبنان خلال أكثر من عام؟ وكيف نصف أولئك الذين يزوّدون الكيان المجرم بالأسلحة الفتاكة، ويوفرون له الغطاء السياسي في المحافل الدولية لحِمَايَتِهِ من المساءلة القانونية؟ أليس من الأجدر أن تتم مساءلة هؤلاء، بدلاً من توجيه الاتهامات التافهة إلى من يقف في صف الحق والعدالة؟
وتابع السفير أماني: لطالما اعتبر الكيان الصهيوني، أنّ القتل والدمار معيارٌ للنصر، لكن هذا النهج الدموي يعكس فكره المتوحش الذي لا يمتّ إلى الإنسانية بصلة.
وفي هذا السياق، حاول أعداؤنا القضاء على روح المقاومة باغتيال عدد من كبار قادتها، وعلى رأسهم سماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله فاتح عهد الإنتصارات، الذي سنكون بعد أيام على موعد مع مشهد تأبينه الرسمي والشعبي المهيب مع خليلِهِ سماحة الشهيد السيد هاشم صفي الدين تعبيراً عن عميق الامتنان لما قدّماه من عطاءات وتضحيات جسيمة في سبيل بلدهما وأمتهما وقضاياها العادلة، وما يحمِلُهُ لهما الشعب اللبناني وسائر الشعوب من عاطفة ومحبة تعجز عن وصفها الكلمات.
لقد فات المجرمين أنّ المقاومة لم تكن يوماً مشروعاً مادياً يمكن القضاء عليه، بل هي فكر ومدرسة، خَرّجَت أجيالاً من الأبطال، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر. هذه المقاومة ليست مجرد سلاح أو تنظيم، بل هي عقيدة وإيمان.
وختم بالقول: إنّ لبنان العزيز، قلب المقاومة وجسدها النابض، الذي تربطه بنا أواصر ثقافية وإنسانية ضاربة في جذور التاريخ. فإننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نبارك له انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تَحظَى بتوافق وطني عريض، آملين أن يكون ذلك بداية لمرحلة جديدة من الازدهار لهذا البلد الحبيب. وكما كانت إيران دائماً إلى جانب لبنان، حكومة وشعباً في أصعب الظروف، فإننا نجدّد استعدادنا الكامل لدعمه في مسيرة النهوض الاقتصادي وإعادة الإعمار، بما يعزز مناعته ويحقق تطلعات أبنائه. ونحن في إيران على ثقةٍ بأن لبنان، كما هزم الاحتلال وأحبط كلّ محاولات الفتن، قادر اليوم على تجاوز كلّ التحديات ليكون أقوى وأقدر على تمتين مناعته وتحقيق تطلعات شعبه.