أخيرة

ما بعد بعد الطوفان…

 

الإعلان الذي حرص الشهيد محمد الضيف على أن يكون بصوته، لم يكن فقط مبادهةً تكتيكية تحقق هدفاً تكتيكياً وتنتهي، لقد كان تدشيناً لعمل سينتهي بالضرورة بزوال الكيان، لقد بدأ الزوال في السابع من أكتوبر عام 2023…
سوف تخبو وتيرة القتال قليلاً في بعض المراحل، ثم ستستعر في مراحل أخرى، ولكنها ستبقى متواصلةً حتى زوال الكيان، لقد طُويت صفحة قيادات ليس لها مثيل، كانت تتمتع بالرّويّة وبالحكمة وبالصبر الاستراتيجي، فحلّ محلّها جيل جديد اكتسب كلّ خبراتها، ولكنني أعتقد انّ هذا الجيل «بصلته حامية»، كما يُقال في الدارج، وهو لا يضمر في طيات ذاكرته سوى هذه المجازر التي اقترفها عدوّ بلا ضمير، وبلا أخلاق، ولا سبيل إلى التعايش أو السلام معه، والأحرى اقتلاعه من دون رحمة، ومن دون صبر استراتيجي، وسيبدع هذا الجيل ايّما إبداع، وسيجد طريقه إلى إبطال أفاعي بني إسرائيل من تكنولوجيا قتل مبتكرة، وذكاء صناعي مهما بلغ تطوره…
سيخرج العدو كل ما في جعبته من الأحابيل والتكنولوجيا والذكاء الصناعي الذي تفتّق عنه العقل الغربي والعقل الصهيوني، وسنخرج من جعبتنا كلّ أنواع البطولة والفروسية والإيثار والأخلاق ونكران الذات…
الكيان مثله كمثل من سقط بعد ضربة الطوفان في رمال متحرّكة، وهو كلما تحرك وحاول انتشال نفسه من مستنقع الرمال، كلما غطس أكثر، وكلما تضاءل الأمل في خروجه حيّاً من هذا المستنقع، بالكثير سنتان، وسنزفّ إلى كلّ مَن في الأرض ومَن في السماء، ومَن في البرزخ، خبر الزوال، زوال هذا الكيان الشيطاني التلمودي المعادي للبشرية جمعاء…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى