أخيرة

القبّرة والفيل في مشاهد ثلاثة

 

المشهد الثاني
(…) القبّرة، هذا الطائر الصغير الحجم، أخذت المبادرة. تواصلت القبّرة مع رفقائها الطيور، فتداعوا إليها، وقرّروا مواجهة الفيل، والنّيل منه. حوّموا فوق رأسه، وراحوا ينقرون عينيه إلى أن فقد بصره.
طارت القبّرة إلى جماعة الضفادع، فروَت لهنّ ما ساءها من الفيل، وطلبت منهنّ أن ينققْنَ في وهدة لا ماء فيها، حتى إذا عطش الفيل توهّم أنّ في الوهدة ماءً، فيتوجه إليها، ويسقط فيها.
سقط الفيل في الوهدة، وقبل أن ينفق طارت القبّرة، وفي الطيران علوٌّ واعتزاز، فوق رأسه لتعلن انتصارها رغم صغر حجمها وضخامة حجمه.
والمشهدان يؤكدان أنّ في الاتحاد قوّةً، وأنّ التعاون أمر طبيعي للمحافظة على النوع، وأنّ قوة العقل وحسن التدبير هما السبيل إلى الانتصار، وأنّ رفرفة القبّرة فوق الفيل إعلان لانتصار الحق على الباطل، والعدالة على الظلم، والإرادة على التردّد، والشجاعة على الخنوع.
وإلى غدٍ في المشهد الأخير.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى