أولى

خمسة عوامل تجعل مشروع ترامب غير واقعي ولا يمكن تطبيقه

 

 حسن حردان

 

طرح مشروع الرئيس دونالد ترامب القاضي بامتلاك قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه إلى مصر والأردن، طرح السؤال حول ما اذا كان هذا المشروع واقعياً، ام أنه مستحيل التطبيق؟
أولاً، يجمع المحللون والمراقبون على أنّ فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر أو الأردن، او ايّ مكان آخر، والتي نوقشت في بعض الأوساط السياسية الأميركية المحيط ةبالرئيس ترامب، فكرة غير واقعية وتواجه معارضة شديدة من جهات عدة تجعل من الصعب تطبيقها على أرض الواقع، إن لم يكن مستحيلاً ان ترى النور:

1 ـ معارضة أصحاب الأرض.. الفلسطينيون يرون قطاع غزة والضفة الغربية والقدس جزءاً من أرضهم التاريخية، ولن يقبلوا بالترحيل القسري أو تهجيرهم إلى دول أخرى.. وأيّ محاولة لتنفيذ مثل هذا المشروع ستواجه مقاومة شديدة من الشعب الفلسطيني.. الذي أظهر على مدى الأشهر الـ 15 الماضية من عمر حرب الإبادة الإسرائيلية، مقاومة أسطورية أذهلت العالم وبرهنت على مدى تمسكه بأرضه والدفاع عنه واستعداده لتقديم التضحيات الغالية في سبيل منع تكرار النكبة الفلسطينية التي حصلت عام 1948، مرة ثانية…

2 ـ معارضة قوية من مصر والأردن: لقد سارعت كلّ من مصر والأردن إلى إعلان رفضهما بشكل قاطع أيّ فكرة تتعلق بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.. مصر لديها حدود مغلقة مع غزة منذ سنوات وتعتبر انّ مشروع ترامب خطراً يهدّد الأمن القومي المصري عدا عن كون ايّ قبول به يمثل خيانة قومية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.. اما الأردن الذي يستضيف بالفعل عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود. فيرى انّ ايّ تهجير جديد للفلسطينيين من غزة او الضفة سوف يعني فرض المشروع الصهيوني للوطن البديل للفلسطينيين، على حساب الأردن، وهو أمر يرفضه الشعب الأردني والفلسطيني.

3 ـ انتهاكه الصارخ للقانون الدولي.. انّ نقل او تهجير ايّ شعب من أرضه يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وخاصةً اتفاقيات جنيف التي تحظر الترحيل القسري للسكان في الأراضي المحتلة.. ولهذا فإنّ أيّ محاولة لتنفيذ مثل هذا المشروع ستواجه إدانة دولية واسعة.. وهي بالفعل أثارت انتقادات دولية واسعة وأصابت العالم كله بالذهول والصدمة لمجرد طرح الفكرة..

4 ـ التحديات السياسية الدبلوماسية… سيثير المشروع ويفاقم التوترات في المنطقة، ويحدث اضطرابات ويعكر علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية والحلفاء الإقليميين. كما أنه سيُعقد أي جهود مستقبلية لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. لا سيما أنه يشجع اليمين الصهيوني المتطرف على تنفيذ مشروعه الاستيطاني التهويدي في الضفة الغربية والقدس وتطلعه إلى تهجير الفلسطينيين من غزة..

5 ـ الواقع الديموغرافي والجغرافي.. إنّ وضع قطاع غزة الذي يتميّز بالكثافة السكانية الأعلى في العالم، يحتاج نقل سكانه إلى دول أخرى إلى موافقة هؤلاء السكان أولاً، وهو امر غير متوافر، وثانياً يتطلب موارد هائلة وتنسيقاً دولياً غير متوافر. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أيّ محاولة لتنفيذ هذا المشروع ستواجه تحديات لوجستية وسياسية كبيرة.

باختصار، مشروع ترامب غير واقعي ويواجه عقبات سياسية وقانونية وإنسانية كبيرة تجعله غير قابل للتطبيق عملياً.. في حين برهنت الحرب الصهيونية الأميركية على غزة انّ القوة العسكرية لم تستطع فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني ومقاومته، وانّ ما لم تنجح الحرب في تحقيقه لن تستطيع الألاعيب السياسية الإغراءات في بلوغه، وانّ الحلول الدائمة للصراع لا يمكن أن تتحقق الا من خلاب الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها إقامة دولته المستقلة على أرضه وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شرّدوا منها عام 1948…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى