أولى

اليمن رأس الحربة

 

منذ إعلان بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان وحتى بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة، أي خلال شهرين تقريباً ما بين 27 تشرين الثاني 2024 و19 كانون الثاني 2025، بقي اليمن الجهة الوحيدة في محور المقاومة التي تقدّم الإسناد الناري لغزة، بعدما خرج العراق أولاً وتبعه لبنان، بينما لم تنفذ إيران الوعد الصادق 3 وسقطت سورية.
ظهرت فاعلية التدخل اليمنيّ بقوة مع حجم التهديدات التي وجّهت الى قيادته، وما تبعها من إعلان حرب أميركية بريطانية وإسرائيلية عليه، ترجم غارات جوية واستهدافات صاروخية مكثفة، وحشود بحرية شملت ثلاث حاملات طائرات وعديداً من السفن الحربية.
صمد اليمن بوجه التهديد والاستهداف، وواصل تقديم الإسناد الناري لغزة بكثافة أعلى من قبل، فوصلت الصواريخ اليمنيّة الفرط صوتية إلى تل أبيب مراراً، ومثلها الطائرات اليمنيّة المسيّرة، وتسبب ذلك على مدى أسابيع وأيام بنزول مئات آلاف المستوطنين الى الملاجئ بصورة شبه يوميّة، وصار التخلص من التحدي اليمني بمثابة استعصاء بلا حل، وله طريق واحد حدّده اليمن هو الذهاب الى اتفاق مع المقاومة في غزة لوقف إطلاق النار، وليس خافياً أن أحد أسباب الذهاب إلى الاتفاق مع غزة كان الضغط اليمني المتواصل وما سببه من إرباك للاحتلال وحلفائه.
مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالجحيم بعد إعلان المقاومة في غزة تعليق عمليات تبادل الأسرى حتى ينفذ الاحتلال التزاماته بإدخال المعدات الثقيلة والبيوت الجاهزة وسواها من المواد الإنسانية، سارع قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي إلى الإعلان عن جهوزية اليمن للعودة إلى الحرب وإسناد غزة، ووجّه كلامه لترامب بالقول «الجحيم لك أنت وأمثالك من الطغاة والظالمين والمجرمين والمستكبرين»، مضيفًا «لا يمكن أن يقبل إخوتنا المجاهدون في فلسطين بأن يخرجوا كل من لديهم من أسرى العدو دون إتمام عملية التبادل للأسرى». وأوضح أنّه «إذا اتجه الأميركي ومعه الإسرائيلي إلى التصعيد فمعنى ذلك أن المنطقة ستذهب إلى مشكلة كبيرة»، مشددًا على «أننا سنتجه على الفور عسكرياً في حال اتجه الأميركي والإسرائيلي بناء على تهديد الطاغية ترامب للعدوان في يوم السبت أو قبله أو بعده على قطاع غزة»، وقال: «لن نتردّد في استهداف العدو الإسرائيلي والأميركي معاً، وسوف نرقب مسار تنفيذ الاتفاق».
عن مخطط التهجير لسكان غزة، قال السيد الحوثي «إذا اتجه الأميركي والإسرائيلي لمحاولة تنفيذ الخطة بالقوة أو اتفقوا مع الأنظمة العربية لتنفيذها سنتدخّل حتى بالقوة العسكرية»، مؤكدًا «أننا سنتدخل بالقصف الصاروخي والمسيّرات والعمليات البحرية وغيرها إذا اتجه الأميركي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير بالقوة».
مفاجأة اليمن التي أظهرها طوفان الأقصى، لا تزال تصيب الأصدقاء والأعداء بالذهول.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى