قاسم يطالب بالتراجع عن قرار منع هبوط الطائرات الإيرانية: سنتعامل مع بقاءِ الجيش «الإسرائيلي» في أيّ نقطة كمحتلّ

مسيرةَ القادةِ الشهداء واحدة وهي مسيرةُ المقاومة… واستشهاد القادة لا يعني تراجع المسيرة بل يؤدّي إلى تطوّرها ونموّها بفضلِ تضحياتهم
ندعو لأوسع مشاركة الأحد المقبل في تشييع السيدين الشهيدين نصرالله وصفي الدين بأعلى درجات الانضباط وعدم إطلاق النار
أكّدَ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنَّ المقاومة “ماضية في مسيرتها، مستندةً إلى نهج قادتها الشهداء الذين رسموا طريق الصمود والعزّة بدمائهم”.
وأشارَ في كلمةٍ متلفزةٍ له مساءَ أمس، لمناسبة الذكرى السنويّة لقادة حزب الله الشهداء، إلى الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، داعياً إلى التمسُّك بالوحدة الوطنيّة.
وتوقّفّ عند مسيرة القادة الشهداء، مستذكراً “دور الشهيد الشيخ راغب حرب الذي كان شخصيّة جماهيريّة وشعبيّة، يجتمعُ حوله الناس من مختلف القرى، وكان من أوائل من وقفوا بشجاعة في وجه الاحتلال الإسرائيليّ”. وأكّدَ أنَّ “الاجتياح الإسرائيليّ عام 1982 لم يكن يهدفُ فقط إلى اقتلاع المقاومة الفلسطينيّة، بل إلى إنهاء المقاومة في لبنان والمنطقة، إلاّ أنَّ النتائج جاءَت معاكسة لما أرادَ العدوّ”.
كما استعرضَ شخصيّة الأمين العام السابق لحزبِ الله الشهيد السيّد عبّاس الموسوي “الذي جسّدَ نموذج القائد المجاهد، فكان حاضراً في صفوف المقاومين، يودّعهم عند ذهابهم إلى الجبهات، ويرسّخ فيهم روح النصر، حيث كان يردّد: اقتلونا فإنَّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر”، موضحاً أنَّ “استشهادَ القادة لا يعني تراجع المسيرة، بل يؤدّي إلى تطوّر المقاومة ونموّها بفضلِ تضحياتهم”.
ولفتَ إلى أنَّ “الشهيدَ عماد مغنيّة كانَ قائداً أمنيّاً وعسكريّاً مبدعاً تحكمُه الروحيّة الإيمانيّة التي انعكسَت في توجيهه للمجاهدين، ما جعلَه من أبرز صانعي الانتصارات”، مشيراً إلى “أنَّ مسيرةَ القادةِ الشهداء كانت واحدة، وهي مسيرةُ المقاومة الإسلاميّة، التي لا ترى بديلاً عن الجهادِ لكسرِ الباطل ومواجهة العدوّ الإسرائيليّ، الذي كان أولويّة لديهم”.
وتطرّق إلى المخاطر الإقليميّة والموقف من تهجير الفلسطينيين، معتبراً أنَّ “مواقف الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب تجاه القضيّة الفلسطينيّة بالغة الخطورة، وتهدفُ إلى إنهاء فلسطين وشعبها”. ووصف هذه المواقف بأنَّها “شكلٌ من أشكال الإبادة السياسيّة، بعدَ فشلِ واشنطن وتلّ أبيب في تحقيق مخططاتهما خلال معركة طوفان الأقصى”.
وأكّد إدانة حزب الله لأيّ محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ورفض تهجيرهم إلى الأردن أو مصر أو السعوديّة، منبّهاً أنَّ كلَّ ما تقومُ به “إسرائيل” يجري بإدارة أميركيّة مباشرة. ودعا الدول العربيّة والإسلاميّة إلى اتخاذ موقف واضح وحازم ضدَّ هذا المخطَّط، محذّراً من خطورة المشروع الأميركيّ على المنطقة بأسرها. وشدّدَ على أنَّ حزبَ الله مستعدّ للمساهَمة في أيّ خطّة عربيّة أو إسلاميّة تهدفُ إلى التصدّي لتهجير الفلسطينيين.
وفي الشأنِ الداخليّ، أكّدَ قاسم “ارتياح الحزب لإنجاز تشكيل الحكومة”، معتبراً أنّه “استحقاقٌ دستوريّ ضروريّ”، مشدّداً “على ضرورةِ أن تنتظمَ المؤسّسات الدستوريّة. وأوضحَ أنَّ “الثنائيّ الوطنيّ لعب دوراً أساسيّاً في إتمامِ انتخاب رئيس الجمهوريّة”.
وعن الانسحاب “الإسرائيليّ” المحدّد في 18 شباط، الحاليّ، شدَّد قاسم على أنَّه “لا يوجدُ أيّ مبرّر لبقاء الاحتلال في أيّ جزء من الأراضي اللبنانيّة”، داعياً الدولة “إلى اتخاذ موقف صلب وحاسم وعدم القبول بأيّ تسويات، مثل ما يُعرف بالنقاط الخمس” وقال “سنتعامل مع بقاء الجيش الإسرائيليّ في أيّ نقطة كمحتلّ”.
وأشارَ إلى مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة في إعادة إعمار ما دمّره العدوان “الإسرائيليّ”، مؤكّداً “أنَّ حزبَ الله لن يتركَ الناسَ، سواء في الإيواء أو الترميم أو إعادة الإعمار، وأنَّ المنازل ستعودُ أفضل ممّا كانت عليه”.
واقترحَ قاسم على الحكومة أن تعتمد آليّة التعيينات الإداريّة عبر مباريات لاختيارِ الأكفأ “بعيداً عن المحاصَصة السياسيّة، لتعزيزِ كفاءة الإدارة اللبنانيّة”.
وعن قرار رئيس الحكومة منع هبوط طائرة إيرانيّة في بيروت، لفتَ قاسم إلى “أنَّ هذا القرار جاء تنفيذاً لقرار إسرائيليّ تحتَ غطاء سلامة الطيران والمدنيين”. ودعا الحكومة إلى إعادة النظر في هذا القرار، واتخاذ موقف سياديّ حقيقيّ. وأكّدَ رفضَ حزب الله الاعتداء على “يونيفيل”.
وأضاف “سنشيّع في 23 شباط الأمينين العامين السيّد حسن نصرالله والسيّد الهاشمي (هاشم صفيّ الدين)، وسيشاركُ في التشييع الكبير أشخاصٌ من دول عربيّة وإسلاميّة وعربيّة ومن طوائف وجهّات مختلفة”.
ودعا الجماهير إلى أوسعِ مشارَكة وأعلى درجات الانضباط وعدم إطلاق النار خلالَ التشييع.