مانشيت

الوفود الروسية والأميركية إلى السعودية وقريباً ترامب وبوتين لمفاوضات أوكرانيا / بعد نجاح غزة بفرض إرادتها يوم السبت… تفاهم أميركي إسرائيلي على العرقلة / قاسم: • الطائرة الإيرانية مُنعت بطلب إسرائيلي • على الاحتلال الانسحاب الكامل غداً

 

كتب المحرّر السياسيّ

 

أكد مبعوث واشنطن الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن وفداً أميركياً وصل إلى السعودية أمس، لإجراء محادثات مع ممثلين روس بشأن التسوية الأوكرانية، وقال إن هناك أملاً في تحقيق تقدم جيد. وقال ويتكوف في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “أغادر إلى هناك مع مستشار الأمن القومي. وسنعقد اجتماعات بتكليف من الرئيس، وآمل أن نحقق تقدماً جيداً في مسألة روسيا وأوكرانيا”. وفي سياق متصل صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المملكة العربية السعودية “قريباً جداً”. وقال ترامب للصحافيين، رداً على سؤال حول موعد اللقاء المحتمل مع الرئيس بوتين في السعودية: “الوقت لم يُحدّد بعد، ولكن قد يحدث ذلك قريباً جداً”. وذكّر ترامب بأن روسيا دولة قوية، مشيراً إلى أنها “هزمت هتلر وهزمت نابليون”. وأضاف: “لقد كانوا يقاتلون منذ زمن بعيد، وفعلوا ذلك منذ فترة طويلة”. وأكد ترامب أنه لا يصدّق على الإطلاق الادعاءات حول نيّة روسيا إثارة حرب مع حلف الناتو، رداً على سؤال حول ذلك قائلاً: “لا، أنا لا أتفق مع ذلك.. لا أصدق ذلك على الإطلاق”.
في المنطقة كان الاتجاه معكوساً، حيث حملت زيارة وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو إلى كيان الاحتلال جرعة دعم للتلاعب الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، بعدما فرضت غزة ومقاومتها على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الالتزام بموعد وشروط تبادل الأسرى يوم السبت الماضي، ليعود الغموض ويخيّم على مستقبل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث امتنع الاحتلال عن السماح بدخول الآليات الثقيلة والمنازل الجاهزة، كما ينص الاتفاق، ما يفتح احتمال امتناع المقاومة عن إنجاز عملية التبادل المقررة السبت المقبل. هذا إضافة لتعقيدات مفاوضات المرحلة الثانية التي أكد مبعوث الرئيس الأميركي أنها سوف تبدأ، لكن كل المؤشرات تقول إن التوصل خلالها إلى اتفاق يبدو شبه مستحيل مع التطابق الأميركي الاسرائيلي حول مضمون شروط الوقف النهائي للحرب وربط ذلك بالقضاء سياسياً وعسكرياً على حركة حماس، حيث يجري التداول إسرائيلياً بتمديد المرحلة الأولى والضغط لجلب حركة حماس إلى صيغة لمرحلة لا يُعلن فيها عن نهاية الحرب، كما يقول الاتفاق عن توصيف المرحلة الثانية، ويجري خلالها تبادل أعداد إضافية من الأسرى الأحياء، تحت شعار منح وقت كافٍ لمناقشة قضايا “اليوم الثاني” المرتبطة بوقف الحرب.
في لبنان خلفية ثقيلة تحضر في علاقة المقاومة بالحكومة بعد قرار حظر هبوط الطائرة الإيرانية في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت، والتظاهرات الاحتجاجية والاعتصام السلميّ الذي دعا إليه حزب الله، وكيفية تعامل الجيش اللبناني مع الاعتصام رغم إدانة حزب الله لأعمال الشغب التي سبقت الاعتصام بيوم وتعرّضت خلالها قوات اليونيفيل لاعتداءات المتظاهرين، في ظل ضعف التبريرات المقدمة حول منع الطائرة الإيرانية وربط ذلك بمعايير السلامة والاتفاقيات اللبنانية الأوروبية، وهو ما بدا سبباً لا يُقنع أحداً بينما الطائرات الإيرانية تهبط في مطارات دول مثل السعودية وتركيا والإمارات، وتقلع منها، حيث المعايير أعلى والعلاقات بأوروبا أعرق وأعمق، ومثله تبرير قيام الجيش بقمع الاعتصام السلمي بذريعة قطع الطرق، وهو ما كان ممكناً معالجته بالتواصل مع منظمي الاعتصام، عدا عن سوابق تساهل الجيش مع عمليات قطع الطرق خلال تظاهرات 17 تشرين الأول 2019، وهي تظاهرات كانت تنادي برئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية العماد جوزف عون لتولي الحكم، وكانت الشتائم خلالها تستهدف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وكان الناشطون الذين يقفون اليوم في خندق الدفاع عن العهد والحكومة يقولون إن قطع الطرق وشتم الرؤساء والهجوم على مجلس النواب كمؤسسة عامة بهدف اقتحامه أمور مشروعة بل واجبة.
على هذه الخلفية تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وكان خطابه هادئاً داعياً للتوافق والتفاهم، مؤكداً دعم رئيس الجمهورية والانفتاح على دور الحزب في الحكومة لإنجاح مسيرتها، كاشفاً أن منع الطائرة الإيرانية كان نتيجة تلقي رئيس الحكومة اتصالاً ينقل تهديداً إسرائيلياً، داعياً الحكومة إلى تحدي التهديد وعدم الخوف وإلا تحول لبنان الى ساحة للهيمنة الاسرائيلية، وعن استحقاق الانسحاب الإسرائيلي غداً قال الشيخ قاسم إن على “إسرائيل” الانسحاب الكامل وان على الدولة اللبنانية تحمل مسؤولياتها كاملة على هذا الصعيد، معتبراً أنه بخلاف ذلك فسوف نكون أمام مرحلة جديدة فيها احتلال، ومعلوم كيف يعامل الاحتلال.

تعقد الحكومة اللبنانية جلسة خاصة يوم الاثنين لمناقشة وإقرار البيان الوزاري، الذي سيحدد أولوياتها للمرحلة المقبلة، قبل عرضه على المجلس النيابي لنيل الثقة. ومن المتوقع أن تبدأ جلسات مناقشة البيان والتصويت على الثقة يوم الأربعاء أو الخميس.
إلى ذلك وقبل الموعد المحدد لنهاية المهلة الممدة لانسحاب “إسرائيل” في 18 شباط وتشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله في 23 منه، أكدّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجوب إنسحاب “إسرائيل” بشكل كامل في الثامن عشر من شباط. وتوجّه برسالة للإسرائيلي بالقول “سنتعامل مع بقاء الجيش الإسرائيلي في أي نقطة كمحتل ولن نقول لكم كيف يتمّ التعامل مع المحتل، ولكن الجميع يعلم كيف يكون ذلك”. واعتبر الشيخ قاسم في كلمة متلفزة أنّ على “إسرائيل” الانسحاب بالكامل من لبنان يوم الثلاثاء المقبل، مؤكداً أنّ “لا ذريعة لها، لا بنقاط خمس ولا أي تفاصيل أخرى”، مشيراً إلى أنّ “مسؤولية الدولة اللبنانية أساساً وحصراً في هذه المرحلة أن تعمل بكل جهد سياسي ودبلوماسي لجعل “إسرائيل” تنسحب”. تحدث قاسم عن مساهمة الثنائي في صناعة مشهد الوفاق الوطني، وبدا هادئاً بالتوجّه للحكومة بلغة التمني “للتعامل بحكمة وإعادة الطيران الإيراني إلى لبنان”.
على خط آخر اعتبر أنّ “الثنائي الوطني كمّل صناعة مشهد الوفاق الوطني، وبأنّ دور حزب الله وحركة أمل كان أساسيًا في عملية تسهيل إنجاز الحكومة، وقبله سعينا من أجل أن تنتظم المؤسسات والكلّ يشهد أن الثنائي الوطني هو الذي كمّل انتخاب الرئاسة”، مع تأكيد أنّ “الثنائي مرتاح لإنجاز الحكومة لأنها استحقاق دستوري ضروري، والبلد لا يُعمّر إلّا بتعاون جميع الأطراف ونحن حاضرون لذلك ولإقرار الإصلاحات الضرورية”. وتطرّق قاسم إلى موضوع التعيينات الإدارية مقترحاً “أن تكون التعيينات الإدارية وفق مباريات لاختيار الأفضل للإدارة بعيدًا عن المحاصصة”.
وتطرّق إلى أزمة الطائرة الإيرانية، وسأل: “ما هي المبررات التي تمنع هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت الدولي؟ والمشكلة ليست سلامة المدنيين في مطار بيروت بوقت صعب، المشكلة في التنفيذ لأمر إسرائيلي”، معتبراً أنّ “رئيس الحكومة نواف سلام اتخذ القرار بمنع هبوط الطائرة الإيرانية تحت عنوان سلامة الطيران والمدنيين، وهذا تنفيذ للقرار الإسرائيلي”، داعياً “الحكومة اللبنانية لأن تعيد النظر في قرار منع الطيران الإيراني وأن تعبّر عن موقفها السيادي وتتعامل مع الموضوع بحكمة”. وأكد “نحن ضدّ الاعتداء على اليونيفل”.
وأمس، تواصل رئيس الحكومة نواف سلام اليوم مع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء الأردني جعفر حسان، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بصفته ممثلاً الدول العربية في مجلس الأمن، بهدف حشد الدعم للموقف اللبناني الداعي لإتمام الانسحاب الإسرائيلي في موعده المتفق عليه من دون أي تأخير.
في المقابل، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو إلى أنّ “إسرائيل” ملتزمة بوقف إطلاق النار، واعتبر خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنّه “يتوقع من الحكومة اللبنانية أن تلتزم بدورها بذلك، ونزع سلاح حزب الله بالكامل، ويُفضل أن يتم ذلك بواسطة الجيش اللبناني”.
بدوره قال روبيو “يجب أن تكون الدولة اللبنانية قوية وقادرة على نزع السلاح من حزب الله”، ولفت إلى أنّه “لا أعتقد أن هناك حليفاً لـ”إسرائيل” أفضل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
وفيما استعدّ الجيش اللبناني أمس، للدخول إلى بلدة حولا برفقة سيارات الدفاع المدني لانتشال جثمان الشهيدة خديجة عطوي التي سقطت برصاص قوات العدو الإسرائيلية عند دخول الأهالي إلى بلدتهم، وكذلك إلى سحب عدد من الجرحى من داخل البلدة، ورغم المحاولات إلا أنّ الجيش الإسرائيلي رفض دخول الجيش اللبناني والصليب الأحمر إلى بلدة حولا من أجل انتشال جثمان الشهيدة عطوي وتحرير المواطنين المحاصرين فيها وهم عشرة مواطنين مدنيّين من أبناء البلدة.
وبعد أن تعرقلت عمليّة دخول الجيش للبلدة، ناشدت بلديّة حولا المعنيّين والمسؤولين في الجيش اللّبنانيّ وقوّات الطّوارئ الدّوليّة والصّليب الأحمر الدّوليّ “التّدخّل السّريع والمباشر، والعمل الحثيث والجدّيّ لتسهيل عمليّة الإجلاء الفوريّ والسّريع، كي لا يبقى المواطنون هذه اللّيلة في العراء”.
وكانت قوات العدو الإسرائيلية اختطفت 5 أشخاص من حولا بينهم مسعفون، ثم أفرجت عن 3 منهم. واعتبرت وزارة الصحة هذا العمل “انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، التي تحمي الطواقم الطبية والإسعافية أثناء قيامها بواجبها”. وطالبت بـ”الإفراج الفوري عن المسعفين”.
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفاً أطراف بلدة حربتا وبوداي ووادي الزينة بغارتين، وغارة ثالثة على بلدة حلبتا في البقاع الشمالي. واستهدف القصف المدفعي طريق السلوقي المؤدية الى مستشفى ميس الجبل الحكومي بين بلدتي ميس الجبل وحولا. كذلك عمدت قوات العدو إلى استهداف الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة حولا بقصف مدفعي عنيف.
كما نفذت قوات العدو الإسرائيلي تفجيراً كبيراً في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، وهدمت منزلاً على الطريق بين كفرشوبا وشبعا. وقبلها نفذت عملية تفجير ضخمة بين كفرحمام والهبارية في قضاء حاصبيا. يأتي هذا فيما انسحبت في المقابل القوات الإسرائيلية من حرج سدانة في كفرشوبا بعد توغلها إليه صباحاً وقامت خلال انسحابها بجرف ثلاثة منازل.
في سياق آخر، أكدت قيادة الجيش أنّه تم التنسيق مسبقًا مع منظمي الاعتصام لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أن عددًا من المحتجين عمد لاحقًا إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن، والتعدي على آلياتها، ما أدى إلى إصابة 23 عسكريًّا، بينهم 3 ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخل لمنع التعدّي على عناصرها وفتح الطريق.
وقالت قيادة الجيش: لقد جاء تدخل الجيش تطبيقًا لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفظًا على الأمن والاستقرار.
وأعلن رئيس منظمة الطيران المدني الايرانية حسين بور فرزانه، أنه في ضوء القضايا الأمنية التي تسود مطار بيروت حالياً، فقد تم إلغاء كل الرحلات إلى لبنان، حتى الثامن عشر من الشهر الحالي كحد أدنى.
وفي تصريح للصحافيين اليوم الأحد، علّق بور فرزانة على خبر تهديد “إسرائيل” “باستهداف الطائرات الإيرانية المتجهة الى لبنان”، قائلاً: إنني لم أسمع كلمة التهديد، ولكن في ضوء ما دار خطياً بين منظمة الطيران المدني الإيرانية ولبنان، فقد طلب الجانب اللبناني منّا، أنه نظراً للظروف الأمنية الخاصة في بيروت وإلغاء كل الرحلات الخارجية، تعليق الرحلات الإيرانية المتجهة الى بيروت حتى 18 شباط، وعليه سوف تتوقف عمليات نقل الركاب الإيرانيين في غضون هذه الفترة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى