عربيات ودوليات

ترامب وأوكرانيا.. 50 مليار دولار مقابل السلام الاقتصادي

 

كتب غليب بروستاكوف، في «فزغلياد»:

قدّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامات أوكرانيا تجاه الولايات المتحدة مقابل المساعدات العسكرية والمالية التي قدّمتها لها الولايات المتحدة حتى الآن بنحو 500 مليار دولار. ويبدو أن ترامب مستعدّ لإعادة عُشر هذا المبلغ إلى أوكرانيا مقابل الوصول إلى مصادر المواد التي تهمّه.
إن تطوير استخراج المواد الخام، وكذلك استعادة الإنتاج الزراعي في أراضي أوكرانيا، سيتطلب، أولاً، استثمارات ضخمة، وثانياً، الوقت. وسوف يتطلب كلا الأمرين، بدوره، ضمانات قوية لأمن ممارسة الأعمال في الأراضي التي تجتاحها الحرب حالياً. علاوة على ذلك، فإن النشاط الاقتصادي الطبيعي يتطلب إمدادات مستقرة من الطاقة والغاز للمؤسسات الصناعيّة، وهو أمر مستحيل تماماً من دون روسيا.
وبحسب ترامب، فإن الأعمال المشتركة على وجه التحديد هي التي ينبغي أن تشكّل أساس الاتفاق المستقبلي مع روسيا بشأن أوكرانيا.
الصيغة الأساسية للسلام ستكون التقسيم الاقتصادي لأوكرانيا من دون تقسيمها سياسيًا، بما يشبه تشكيل جمهورية ألمانيا الديمقراطية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن إلى الشرق أكثر، بلا جدار برلين والتقسيم الرسمي للبلاد. فتحتفظ أوكرانيا بدولتها، على الرغم من خسائر كبيرة في أراضيها؛ وتحصل روسيا على دولة محايدة وغير عدوانية وقابلة للسيطرة إلى حد كبير؛ ويخرج الجمهوريون من الصراع من دون أن يخسروا ماء وجههم، ومع احتمال الحصول على المعادن التي يحتاجون إليها.
وفي هذا المخطط، لا تصبح أوكرانيا مجرد خط فاصل ومنطقة عازلة، بل مكان يربط بين الجانبين المتعارضين بمصالح تجارية متبادلة تعمل كصمامات أمان ضد مزيد من تصعيد المواجهة، على الأقل في هذا الجزء من العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى