مانشيت

الاحتلال ينسحب من القرى مع نهاية المهلة ويحتفظ بالتلال الخمس بموافقة أميركية / البيان الوزاري: تمسّك باحتكار السلاح لدولة تدافع وتحرّر وحوار لاستراتيجية دفاع / عون: السلاح لحوار وطنيّ… وصفا: حزب الله سيعود أقوى وتركيزنا الآن للداخل

 

كتب المحرّر السياسيّ

 

حلّ الموعد المنتظر للثامن عشر من شباط الذي قام الأميركيون بهندسته مع نهاية مهلة الستين يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته وكفلت تنفيذه واشنطن، فمدّدت للاحتلال فرص البقاء في الأراضي اللبنانية بذرائع واهية مع وعد إنجاز الانسحاب الكامل في الموعد الجديد. وها هو الموعد يحلّ والاحتلال يعلن وبتغطية أميركية مجدداً البقاء في التلال المشرفة على القرى الحدودية التي أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إنجاز الانسحاب منها منتصف ليل أمس، مؤكدة بقاء الاحتلال في التلال الخمس، وهي: – تلة العزية: تبعد 2 كلم عن الحدود في خراج دير سريان، وتشرف على كل من مجرى نهر الليطاني، من المحمودية الى زوطر – تلة العويضة: تبعد 1 كلم عن الحدود، وتقع بين العديسة وكفركلا وهي التلة الوحيدة المشرفة على مستعمرة المطلة وباقي المستوطنات الإسرائيلية في إصبع الجليل – تلة اللبونة: تبعد 300 متر عن الحدود وهي على امتداد منطقة خراج علما الشعب والناقورة، وهي عبارة عن مجموعة غابات كثيفة وتشرف على الجهتين اللبنانية والفلسطينية المحتلة. – تلة الحمامص: تبعد 1 كلم عن الخط الأزرق في خراج الخيام وتشرف على مستعمرة المطلة من جهة الشمال. – جبل بلاط: يبعد 1 كلم عن الخط الأزرق بين راميا ومروحين، ويشرف على القطاع الغربي والقطاع الأوسط من الجهتين.
في المسار الحكوميّ أنجزت الحكومة بيانها الوزاريّ الذي تضمّن التزامات إصلاحية مالية واقتصادية، جوهرها قضية الإصلاح المصرفي وضمان عودة الودائع واتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي، وإصلاح إداري يبدأ من بناء السلطة القضائية المستقلة، وتعيينات في الفئة الأولى تحترم المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وتقوم على عدم تخصيص وظيفة لطائفة، لكن القضية الرئيسية التي سوف تحظى بالمناقشة من نص البيان هي مقاربته لمسألة السيادة وسلاح المقاومة، حيث نصّ البيان الوزاري على التمسك بحق الدولة باحتكار حمل السلاح، لكنه أضاف إلى ذلك أن الدولة مسؤولة عن منع الاعتداءات وتحرير الأراضي المحتلة متحدثاً عن عقيدة قتالية لجيش يحرّر ويدافع ويحمي ويخوض الحروب وتمكينه وتجهيزه بما يلزم للقيام بذلك، ودعا إلى مناقشة استراتيجية دفاعية عسكرية ودبلوماسية واقتصادية، بينما كان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون يتحدّث أمام نقابة محرّري الصحافة اللبنانية، معتبراً أن مصير سلاح المقاومة يبحث عبر حوار وطني بين اللبنانيين.
في حديث لقناة الميادين على خلفية التحضيرات لتشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، أكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، أن «قوة حزب الله سترجع أكثر مما كانت وسيكون التركيز الآن على الداخل، وإنما شعلة الإقليم لم تنطفئ بعد».

وأقرّ مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام والوزراء، مسودة البيان الوزاري بعد نقاشات بنّاءة، حيث أدخلت بعض التعديلات عليها، على أن تتوجه الحكومة الى مجلس النواب خلال اليومين المقبلين لتمثل على أساسه لنيل الثقة.
وتضمّن البيان كل المواضيع والمسائل التي تهم اللبنانيين، والموجودة في اتفاق الطائف وخطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية بعد انتخابه في مجلس النواب.
وأشار رئيس الجمهورية وفق وزير الإعلام بول مرقص، الى أن مسودة البيان الوزاري تتضمّن نحو 80% من اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) ونحو 20% من خطاب القَسَم.
وتحدث البيان عن التزام الحكومة ما يلي:
– تحرير جميع الأراضي اللبنانية.
– واجب احتكار الدولة لحمل السلاح وبسط سيادتها على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً.
– التزام الحكومة قرار مجلس الأمن 1701 كاملاً ودون اجتزاء ولا انتقاص.
– التزام الحكومة الترتيبات التي وافقت عليها الحكومة السابقة بتاريخ 27 تشرين الثاني.
– تحييد لبنان عن صراعات المحاور.
– في العلاقة مع سورية: إطلاق حوار جاد، وضبط الحدود، وعدم تدخل كل دولة في شؤون الأخرى، وعودة النازحين السوريين.
– عدم استعمال لبنان منصة للتهجّم على الدول الشقيقة والصديقة.
– العمل لإعادة الإعمار بكل شفافية عبر صندوق دعم لإعادة الإعمار.
– تعزيز مقوّمات العيش الكريم.
– التعاون من اجل تطبيق برنامج صندوق النقد الدولي، مع مناقشات لاحقة ستجري.
– استكمال عودة المهجرين.
– تعزيز التعليم ودور المرأة والمحافظة على البيئة.
– تعزيز المجلس الاقتصادي والاجتماعي عبر الرجوع إليه كما ينص عليه القانون.
– التزام التدقيق الجنائي والمحاسبي على الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة.
– إجراء التعيينات لا سيما في مجالس الإدارة والهيئات الناظمة، وخصوصاً قطاع الكهرباء، قطاع الاتصالات، الطيران المدني، والإعلام (الذي حرصتُ على إضافته مع موافقة مجلس الوزراء). اضافة الى الإعلام اللبناني، أدخلنا موضوع الحريات العامة، وذُكرت هذه العبارة ثلاث مرات في البيان، وبعدها أقرّ البيان الوزاري.
وشدّد وزير الإعلام في رده على أسئلة الصحافيين على أن “موقف الحكومة واضح باتجاه تحرير جميع الأراضي اللبنانية، وسوف تتوخى جميع السبل اللازمة لتحقيق هذا الهدف، كانت هناك اشارة واضحة في البيان الى هذا الأمر وسوف يكون هناك تطبيق من قبل السلطات اللبنانية المختصة، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو غيره بغية الوصول الى هذا الهدف وهو التمسك بتحرير جميع الأراضي اللبنانية”.
وتطرق رئيس الجمهورية الى “موضوعين الأول هو موضوع المطار حيث أكد على حماية التظاهر السلمي دون التعدي ودون إمكانية قطع الطرقات، وقال إن الحفاظ على الوضع الأمني هو خط أحمر، واشار الى ان هنالك موقوفين تجري متابعتهم تحت إشارة القضاء المختص. كما شدد على موضوع الحدود اللبنانية السورية، اذ عبّر رئيس الجمهورية عن موقف الدولة اللبنانية الحازم والواضح للذود عن الحدود، سواء عبر اتصالاته الخارجية او بتوجيهاته التي أعطاها للقوى العسكرية والأمنية المختصة”.
وكان الرئيس عون أبلغ سفراء اللجنة الخماسية أن “الجيش اللبناني قادر وجاهز للانتشار في القرى والبلدات التي سوف ينسحب منها “الإسرائيليون”، وعلى الدول التي ساعدت في التوصل إلى الاتفاق ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في 27 تشرين الثاني الماضي أن تضغط على “إسرائيل” للانسحاب وتنفيذ الاتفاق”.
كما أبلغ الرئيس عون أعضاء اللجنة أنه بعد إنجاز الانسحاب “الإسرائيلي” سوف تبدأ اللقاءات في مقر القوات الدولية في الناقورة للبحث في استكمال بنود الاتفاق وأهمها ترسيم الحدود والبحث في النقاط المختلف عليها في الخط الأزرق.
وشدّد الرئيس عون على أن مهمّة الجيش بعد انتشاره ستكون حماية الحدود في الجنوب، كما يحمي الجيش كلّ الحدود في الشمال والبقاع والحدود البحرية. وقال: “نريد مساعدة دولكم الشقيقة والصديقة فلا عودة إلى الوراء والأمن خط أحمر”.
وكشف عون خلال استقباله وفدًا من نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي عن أننا “نعمل دبلوماسياً لتحقيق الانسحاب “الإسرائيلي” الكامل ولن أقبل بأن يبقى “إسرائيلي” واحد على الأراضي اللبنانية”.
قد أكد رئيس الجمهورية أن الاتفاق الذي وقع في 27 تشرين الثاني يجب أن يحترم، معتبراً أن العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له ونحن متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غداً “وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطني موحّد وجامع”.
وإذ شدد الرئيس عون على أن لا خوف من فتنة طائفية في لبنان او انقسام في صفوف الجيش لأن “مهمته مقدسة”، فإنه اعتبر ان سلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون. وأكد أن الحرية مسؤولية وإذا لم تكن كذلك تصبح فوضى، داعياً الى عدم إثارة النعرات الطائفية او النيل من الدول الشقيقة والصديقة، مشدداً على أن إعادة الإعمار ستشمل كل المناطق التي دمرت “ونحن نرحب بأي مساعدة غير مشروطة من أي جهة أتت”.
بدوره، أشار الرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الى أن “بقاء الجيش الإسرائيلي في التلال الخمس مخالف لاتفاق وقف النار”، مؤكداً أن “العلاقة ستستمرّ بيني وبين بري قوية جداً وستبقى، أقول هذا لأنه مرّت ظروف انقطاع نتيجة الحرب ونتيجة تشكيل الوزارة”.
وكشف وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي مطالبة الحكومة اللبنانية “بتسليم النقاط الخمس لليونيفيل إنما أتى الرفض في هذا الموضوع”.
الى ذلك، انتهت فجر اليوم مهلة تمديد اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وبدأ جيش الاحتلال بالانسحاب من الأراضي اللبنانية منذ مساء أمس، لكنه سيبقى على خمس تلال ومرتفعات وفق ما أعلن جيش الاحتلال، وأفاد مصدر أمني لبناني لوكالة “فرانس برس” مساء أمس، بأن “القوات الإسرائيلية بدأت بالانسحاب من قرى حدوديّة”.
وأفادت مصادر صحافية عن دخول فرق من فوجَي الهندسة والأشغال في الجيش اللبناني إلى بلدتي بليدا وميس الجبل بعد تراجع قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو أطرافها الشرقية.
وعشية الانسحاب واصل العدو اعتداءاته، فاستهدفت غارة إسرائيلية سيارة عند الملعب البلدي في صيدا أفيد أنها من نوع هيونداي النترا رصاصية اللون تحمل الرقم 270568، كانت تقطع سيرها على الطريق البحريّ مدخل صيدا الشمالي باتجاه بيروت قبل مطعم العربي. وقد حوّلتها النيران إلى بقايا الكبير في حماس محمد شاهين، قبل أن يتأكد النبأ مع نعي الجماعة الإسلامية شاهين. وزعم جيش العدو “اننا قتلنا قائد عمليات حماس في لبنان بعملية مشتركة مع الشاباك وأن شاهين كان متورطاً في إطلاق الصواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي”.
كما توغلت قوة عسكرية إسرائيلية، في بلدة كفرشوبا الواقعة جنوب لبنان، مدعومة بدبابات وجرافات عسكرية، قبل أن تعود وتنسحب نحو أطراف البلدة. وألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية بالقرب من رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري والأهالي خلال مراقبتهم توغّل قوة إسرائيلية إلى وسط البلدة. وقامت القوات الإسرائيلية منذ ساعات الصباح الأولى (صباح الثلاثاء) بحرق منازل المواطنين في بلدة عديسة الحدودية، ونفذت تفجيراً في بلدة يارون وعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في منطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل مع توغل لآليات ودبابات في منطقة حوشين.
في المقابل تداعى الأهالي الى العودة الى القرى اليوم، وتجمع أهالي بلدة حولا في انتظار الجيش اللبناني وسيارات الصليب الأحمر للدخول وإجلاء جثة الشهيدة خديجة عطوي التي قضت أمس، برصاص قوات الاحتلال مع ستة مواطنين حوصروا داخل البلدة بعد رفض “إسرائيل” السماح بإجلائهم.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الصليب الأحمر دخل الى بلدة حولا وعثر على جثمان المواطنة خديجة عطوي.
في المواقف، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله: “إننا حريصون على السلم الأهلي والاستقرار، ولا نريد مواجهة مع أحد ونريد للجيش اللبناني أن يأخذ دوره في حماية السلم الأهلي وأيضًا في التصدّي للعدو الصهيوني”.
وأضاف: “دائمًا ما كان يطرح مطلب بسط سلطة الدولة على جميع أراضيها والفرصة مؤاتية للحكومة لتطبيق هذا المطلب في جنوب الليطاني، والسؤال اليوم كيف تريد هذه الحكومة مواجهة احتلال الأرض؟ أما الذين لا يريدون مقاومة فما خطتهم لطرد الاحتلال؟ وبمعزل عمّا سيرد في البيان الوزاري كيف سيتعامل هؤلاء مع واقع وجود احتلال؟”.
ولفت فضل الله إلى أننا “نريد لهذه الحكومة أن تنجح، ونريد لهذا العهد أن ينجح، ولكن ليس على حساب سيادة بلدنا ولا على حساب كرامة شعبنا وحريته في أن يعبّر عن رأيه بالطريقة السلمية المناسبة، ونحن ننصح الحكومة ورئيسها أن لا يبدؤوا مسيرتهم بارتكاب الأخطاء مع الناس، لأن كلّ الذين بدؤوا بالخطأ في الماضي سقطوا، وما نريده هو الدولة العادلة التي تتصرّف مع الناس بمساواة وبحكمة ووفق مقتضيات القانون، وليس السلطة التي تواجه شعبها أو تعتدي على حقوقه. فمثل هذه السلطة ستسقط لا محال والتجارب في لبنان شاهدة على ذلك”.
بدوره، أكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، في حديث عبر قناة “الميادين”، أن “قوة حزب الله سترجع أكثر مما كانت وسيكون التركيز الآن على الداخل وإنما شعلة الإقليم لم تنطفئ بعد”. ولفت صفا، الى أن “السيد حسن نصر الله كان يقول دائماً إن حزب الله لا يتوقف على شخص فالحزب نهج ومشروع وتنظيم وأمة، وانتقال الأمانة العامة كان سلساً جداً بعد استشهاد نصر الله”. ورأى أن “الاحتلال صعّد أهدافه بعد اغتياله السيد نصر الله وللأسف نتنياهو وآخرون خاطبوا بعض الداخل اللبناني بـ”لاقونا”.
وكان وفد حزب الله ضمّ الوزير السابق محمد فنيش والنائب أمين شري سلّم الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط دعوة لحضور تشييع الأمينين العامين السابقين للحزب السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين في الثالث والعشرين من الشهر الحالي.
على صعيد آخر، أدان حزب الله في بيان الاعتداء على نصب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في منطقة الجرمق – ‏العيشية، ورأى فيه اعتداءً مشبوهًا وعملًا فتنويًا.‏ داعيًا إلى تفويت الفرصة على كل المحاولات المشبوهة لزعزعة الاستقرار الداخلي.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى