مقالات وآراء

سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله

 

 ميرنا لحود

 

كتابٌ مفتوحٌ ما علينا إلاَّ التَبحّر في صفحاته المُفعَمة بالمعاني، وتتقطّر منها القيمُ الأخلاقية العاليةِ الدّقة، وتفحُّ منها رائحة القداسة. كلُّ فكرةٍ تلفظتَ بها هي مغزى بحدّ ذاته، اشتقنا إلى خطاباتك وأقوالك ونبرة صوتك ومواعيدك التي كانت تقسّم أوقاتنا في أيامنا وأسابيعنا لنصطّف بعدها بشغف في صفوف التحليل والتعليل وتفكيك الرموز، ماضين مردّدين المقصود والمبطّن البّناء منها.
اليومَ، غاب كلُّ ذلك لكنَّك لن تغيبَ عن ذاكرتنا وتصوّرنا وقراءتِنا. أنت يا سماحة السيد تركت لنا أقوالاً وأقوالاً ارتفعت كلُّها إلى الأثير وها نحن نستحضرها حيث يجب ووقتما يجب وكما يجب كمن يستعيدُ أرفع الكتب وما أغلى من كتاب الله! فنتساءل اليومَ: ألم تكن بيننا حتى نهتمَّ بهذا الكتاب العظيم؟ ألم تكن بيننا رسولاً من رُسل الله في زمن فقد فيه الإنسانُ الإيمانَ والقيمَ والتربية المدنية والولاءَ ذاهباً إلى أبعد الحدود في الخداع والمطالبة بحقوقٍ مرةً للمرأة ومرةً للمساواة بين الجنسين ومرةً بديمقراطية الـ USAID أو الـ NED حتى تغيبَ مطلقاً حقوق الإنسان من صغارهم إلى كبارهم.
أيقظت الضمير النائم بـ «نصرة المستضعفين»، فكرة ورثتها مِنْ الذين سبقوك في مسيرة النضال وحوّلتها إلى «أشرف الناس وأطهر الناس وأغلى الناس».
البلد الذي يُعطي رسولاً كسماحتك كيف به إبراز حكوماتٍ ورؤساءَ بعضهم يفتقدون إلى أدنى حدّ من الوطنية رغم ما يشاهدونه عبر العدسات وبشكلٍ مباشرٍ من احتلالٍ وتجريف وتدمير والإطباق على الأجواء اللبنانية والسيطرة المذلّة إلى أنْ تنطبق عليهم عبارةُ «صمٌّ بُكمٌ عُميٌ» ونضيف عليها «ويلٌ لأمةٍ تحكمها الصبية» أي الجهلة.
المقاومة لم تكن يوماً جاذبة الغالبية، وكتاب الله أولُ ما يُنبئنا ويُعلمُنا عن ذلك. إنَّ المقاومة لا تطلب إلاَّ الاستثنائيين، وأنت في الطليعة، جِئتَ في زمن استثنائي وفي مكانٍ استثنائي ومن بيئةٍ جعلتَها استثنائية. لا تستقيم القيم إلاَّ عند قلةِ الأقلية، وأنتَ في مقدمتهم يا سماحة السيد.
السلام عليك والسلام على روحك يا من نصرك الله بالصفي والهاشمي والموسوي والراغب في الإيمان والحق وبقافلةٍ من القادة والمجاهدين البواسل الذين قلَّ نظيرهم. السلام عليكم جميعاً وعلى أرواحكم الطاهرة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى