مقالات وآراء

يوم الوفاء… سنسير على درب اللقاء

 

 عبير حمدان

 

سنحضر في يوم الوفاء، يوم تشييع سيد الشهداء فهذا أقلّ ما لدينا لنقدّم لمن منح للأمة عزتها على مدى عقود، أقلّ ما نمتلكه نحن المحترقين من أعماق الروح والباحثين عن أمس كان لنا فيه خيمة وحصن حصين وإصبع يهز الكون ووعد صادق.
سنشارك ونسير مرفوعي الرأس فنحن عشنا في زمن السيد الذي سيبقى حياً في نبضنا وسينبت طهر الدماء مواسم نصر رغم كل ما يحيط بنا من سواد…
سنسير على درب اللقاء أشداء كما علّمتنا، وواثقين أنّ طيفك لن يتركنا وأنّ لك أخوة وأبناء لا ينحنون إلا لخالق الكون ولا يردعهم عدو الخارج و (الداخل!)، ولا يعنيهم حقد دفين ما انفكّ ينفث سمومه في وجوه من صبروا واحتسبوا ورابضوا وانعجنوا بالتراب الندي وباتوا جذوراً لا يكسرها كيد المعتدي.
سنسير معك ولن يرهبنا تهديد، ولن يثنينا وعيد ولن تردعنا عواصف وصقيع ما انفك الترويج له إعلامياً ولن ينال من عزيمتنا خوف، فكيف نخاف في حضرة اللقاء ونحن على العهد باقون.
سنسير ولن نخنق الدمع يا سيدنا بل سنجعله سيلاً يجرف الرواسب العالقة، أجل سنبكي ولكن لن نضعف، وسنجاهر بجرحنا ولكن لن ننكسر، وستسمع السماء صدى حزننا الكبير وخفقات قلوبنا التي تحبك…
أجل، نحن نحبك لأنك الصدق في كلّ زمان ومكان، لأنك سيد القول والفعل، لأنك الطفل الذي في داخلنا، ولأنك الحقيقة في عقولنا ولأنك كنت ولم تزل تنطق بما يجول في خاطرنا، وكأنك تسكن في كافة التفاصيل وتعرف ما يوجعنا وما يبكينا وما يفرحنا…
أجل، نحن نحبك لأنك قبس من نور لا يحجبه الغياب، ولأنك ذخر هذه الأرض وخيرها ولأنك الفلك والنقاء والحنو والمناضل الاستثنائي والحامي الأمين على الدماء…
أجل، نحبك لأنك الفداء في زمن المتخاذلين ولأنك اليقين في زمن تردُّد المشككين، ولأنك الحق في وجه الباطل والشفافية في وجه المتملقين.
شهيدنا الأسمى والرمز الأممي لا ينتهي حضوره بمأتم بل يزداد تجذراً فينا ويزهر من بين الركام أشجارا وأزهاراً وبنادق وبيارق عزّ وأجيال تحمل الراية وتحفظ الوصية وأمانة الدم الذي قاوم وانتصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى