عربيات ودوليات

المهم أن تبدأ المفاوضات

 

كتب إيفان لوشكاريوف، في «إزفيستيا»:

يتطوّر الوضع حول أوكرانيا بسرعة: بدأت المشاورات بين وزارتي الخارجية الروسية والأميركية، وتم تشكيل مجموعات تفاوضيّة مشتركة. وقد عملت المملكة العربية السعوديّة كوسيط بين موسكو وواشنطن؛ كما عُقدت قمّة غير رسميّة في باريس، حيث يحاول زعماء أوروبا الموحّدة فهم مَن هو المسؤول وماذا سيفعلون. ورغم أن التقويمات المتفائلة بشأن حلّ الصراع تُسمع بشكل متزايد، فمن الضروري أن ندرك أن الطريق إلى السلام وبناء السلام نفسه سيكون صعبًا للغاية.
السؤال الرئيس في هذه المفاوضات، هو: مِمَ سيتكوّن السلام بالضبط؟ فإنهاء الأعمال القتاليّة على خط المواجهة ليس سوى جزء من مسألة تفاوضيّة معقدة. هناك حاجة إلى آليات لمراقبة الامتثال للاتفاقيات. والضمانات الأمنية التي يجب أن تحصل عليها روسيا هي تلك التي تمنع أو تحدّ بشكل كبير من نشر القواعد العسكريّة لحلف شمال الأطلسي والمختبرات البيولوجية العسكرية وغيرها من البنية التحتية التي تشكّل تهديدًا في البلد المجاور. والتحوّل الذي ستشهده أوكرانيا بعد الحرب أمر ضروري، وينبغي أن يستبعد الخطط الانتقاميّة لاحتلال دونباس وشبه جزيرة القرم، التي أصبحت جزءاً من روسيا.
وفي الردّ على هذه الطلبات الواضحة، قد تطلب الولايات المتحدة تنازلات أكبر في ملفات الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، وبخصوص بريكس، والأشكال القانونية التي قد تغطي الاعتراف الدولي بالحدود الحديثة لروسيا. وأما موسكو فليست ملزمة بالتنازل، لأن المبادرة في ساحة المعركة بيد قواتنا المسلحة، وليس من عادتنا التخلي بسهولة عن الأصدقاء والحلفاء. ولكن، في سياق التغيّرات السريعة في الغرب، تعتزم روسيا محاولة استغلال الفرص الناشئة للتوصل إلى اتفاقات أساسيّة مع الولايات المتحدة بشأن القضية الأوكرانيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى