مقالات وآراء

لنا الحق أن نغضب…

 

 د. عدنان نجيب الدين

 

لقد ضاق شعبنا ذرعاً بكلّ هذا الظلم والافتراء من المنافقين الحاقدين الذين سقطوا في امتحان الوطنية والسيادة.
نعم، سقط المتقاعسون عن التضحية في سبيل الوطن وسقط الأغبياء السفلة الذين يبرّرون للعدو جرائمه ويتهجّمون على المقاومة، ويروّجون الأكاذيب ويسعون إلى تسويقها افتراء على الشرفاء في هذا الوطن الذين قدموا التضحيات الجسام باستشهاد الآلاف من أبنائهم الأبطال دفاعا عن لبنان وشعبه وعن قدسية أرضه، وكي يمنعوا العدو من احتلالها وتدنيس ترابها، هذه المقاومة التي حرّرت الأرض ودافعت عن لبنان وواجهت العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف، ستبقى سداً منيعاً لمواجهة أطماع العدو في أرضنا ومياهنا وثرواتنا ولحفظ سيادتنا الوطنية.
لنا الحق أن نغضب ممن يدّعون أنهم شركاؤنا في هذا الوطن ولكنهم يتقاعسون عن حمايته وحماية شعبه ويتكبّرون، ويفضلون اللهو والمجون وسهولة الاستسلام للعدو الطامع في أرضنا على إجهاد النفس ومقاومة الاحتلال بحجة حبهم للحياة. وايّ حياة هذه إذا كانت استسلاماً وطأطأة للرأس أمام العدو وتسليماً له بالأرض والمقدسات؟
ولنا الحق ان نغضب أكثر على هذه القلة القليلة من سفهاء القوم، من صغار النفوس والأقزام والعبيد الحقيرين الذين يعملون، مقابل أجر رخيص بقدر رخصهم، في خدمة العدو الصهيوني المجرم مغتصب المقدسات وقاتل الأطفال والنساء والشيوخ.
والحمد لله انهم قلة، لأنّ شعبنا اللبناني العظيم بغالبيته الساحقة يلفظ مثل هؤلاء التافهين. وشتان ما بينهم وبين الطيّبين من شعبنا الأصيل المضياف الذي احتضن بفخر النازحين من قراهم وبيوتهم إبان الحرب الضروس التي شنّها العدو على لبنان وشاركت فيها أميركا ودول الغرب بكلّ قوتها لتحطيم إرادة شعبنا الذي لا يُقهر.
لقد استشهد القادة العظماء من شعبنا المقاوم وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله الذي ارتفع بشهادته إلى مصاف الأنبياء والأولياء الصالحين في جنات النعيم.
رحم الله شهداءنا القديسين الذين ارتقوا وهم يواجهون المجرمين الصهاينة وداعميهم الأميركيين والغربيين لكي يبقى لبنان حراً سيداً مستقلاً…
انّ دعاة الذلّ والاستسلام والتبعية أخذوا مجدهم اليوم في ظلّ الحصار الأميركي على لبنان وعلى شعبه لمنعه من إعادة الإعمار إلا بشروط الاستسلام والتسليم للعدو الذي فشل في حربه لاحتلال الجنوب اللبناني بفضل صمود المقاومين واستشهاد الآلاف منهم دفاعاً عن لبنان العظيم. سفهاء القوم يتطاولون على الشهداء والقادة منهم وعلى شعبنا المقاوم كله من كلّ الطوائف والفئات، ولا يقيمون اعتباراً لحرمة الموت والشهادة، وكذلك يتطاولون على المهجرين من بيوتهم التي دمّرها العدو فعادوا إليها مظفرين مرفوعي الرؤوس ولو على الركام لأنهم أحرار. هؤلاء المتطاولون السفهاء الجبناء الأتباع سيلعنهم الله ويلعنهم التاريخ لأنهم وضعوا انفسهم في منزلة العبيد لدى أعداء الوطن والشعب وأعداء الحرية والكرامة الإنسانية.
لبنان لن يستسلم لا للصهاينة ولا لغطرسة أميركا وطغيانها، ولن يكون تابعاً أو مستسلماً أو بائعاً لوطنه تحت أيّ ظرف من الظروف، وشعبه لن يكون في عداد العبيد.
وقد صحّ القول: «العبيد يطلبون الحرية ولكن الأحرار وحدهم يصنعونها». والمقاومون الأبطال في بلدنا هم الذين صنعوا الحرية بتضحياتهم وبدماء شهدائهم وجرحاهم. وهم الذي حرّروا الجنوب اللبناني وتصدّوا للعدو ببسالة منقطعة النظير، هم هؤلاء الأحرار الذي منعوا العدو من التوغل في أرضنا لاحتلال الجنوب الصامد. لهم الفضل الأكبر على لبنان واللبنانيين، ولو جحد فضلهم الجبناء والمتخاذلون، ولهم تهدى كلّ التحايا، وللشهداء منهم كلّ التقديس والتعظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى