مواقف لافتة

الموقف الأول
قبل ثلاثين عاماً من اقتراح الرئيس الأميركي ترامپ شراء غزّةَ، صدر كتابي السياسي الأول «وطن للبيع… فمن يشتري؟». كنتُ أشعر، في قرارة نفسي، أنه سيأتي زمن رديء يتنطّح به رجل ما ويجرؤ على شرائه!
ملاحظة: لمن يتساءل: لمَ غزّةَ اسم مبنيٌّ على الفتح؟ الجواب:
لأنها أولاً ممنوعة من الصرف لغةً، ولأنها ثانياً ممنوع «التصرفُ» بها إلا بإرادة من أبطالها، ولأنها ثالثاً لا تقبل «الجرّ» بل «النصب» لتبقى مرفوعة الرأس، منتصبة القامة!
*****
الموقف الثاني
أثبت الرئيس العماد إميل لحود، والوزير والنائب سليمان فرنجية، في مشاركتهما مأتم التشييع للأمينين العامين لحزب الله السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، أنهما ينتميان إلى بيتين عريقين في الوفاء، والوطنية، والأصالة، وأنّ المواقف السياسية النظيفة، واحترام الآخر، هما الوجه المعاكس للكيدية والتشفي اللذين كانا، وما زالا، علامة فارقة عند بعض الأفرقاء.
*****
الموقف الثالث
تحليق طائرات العدو الصهيوني في أثناء تشييع الأمينين العامين لحزب الله، في سماء بيروت، كشف، بكلّ بساطة، تفاهة هذا العدوّ، وسطحيته، وهشاشته، وعقده النفسية، وتخبطه في اتخاذ المواقف الشجاعة في اللحظات الحرجة.
ولكنّ هذا التحليق أثبت أيضاً أنّ مليوناً ونيّفاً من المشيّعين، لم يأبهوا للطائرات وهي تعربد فوق رؤوسهم المرفوعة، ولم تستطع بزئيرها أن تغطي أصوات المشيّعين وهم يملأون سماء لبنان بأصواتهم، وبالشعارات التي صارت أناشيد يوم قالها السيد حسن…