مقالات وآراء

بعد التشييع المهيب حكواتيون يفتشون عن دور…

 

 عمر عبد القادر غندور*

 

شيّع لبنان بالأمس الأمينين العامي لحزب الله السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، الأول في ضريح أقيم له على طريق المطار، والثاني إلى مسقط رأسه في دير قانون النهر، بحضور جماهيري لم يشهد له لبنان مثيلاً في تاريخه انطلاقاً من المدينة الرياضية على مشارف عاصمتنا الحبيبة بيروت.
وشاءت الصدف أن تشارك الشمس الساطعة بحرارتها الدافئة على نقيض الطقس البارد جدا، ما خفف الكثير على أكثر من مليون ونصف المليون مشيّع من البرودة والصقيع…
ومن المؤسف جداً في مناسبة تفترض الاحترام والمواساة حتى بين المتخاصمين، وهذه عادة شائعة في المجتمع اللبناني، طلع علينا بعض الحكواتية منن يفتشون عن أدوار لهم، أو عن وسيلة للارتزاق، على بعض الإذاعات وفي مزبلة «التواصل الاجتماعي» ويقولون ما معناه انّ خسارة قائدين وغيرهما ما كان ليحصل لولا جرّ لبنان الى حرب لا علاقة له بها، وهو ما يجب تداركه في المستقبل وخاصة لطائفة كانت بغنى عنها !
ولا نجد أنفسنا مضطرين للتوضيح انّ الأمر الذي يتعلق بقداسة الواجب الوطني والشرعي والتصدّي لعدو ظالم ومحتلّ وقاتل لا يشعر به مَن لا يملك حساً وطنياً ولا نخوة ولا رجولة !!
وما ذاك التشييع المليوني لسماحة السيدين الشهيدين إلا نتيجة لتربية ودين وثقافة وإحياء للكرامة الوطنية والحمية. أما التلميح الى انّ الطائفة الشيعية هي التي شنّت حرب الإسناد لغزة وضعت نفسها في حرج يهدّد وجودها ومثل هؤلاء الضالّين لا ينطقون إلا بما يوحى اليهم، ويجهلون ان من يخشى على بقاء غيره، فهو من يُخشى عليه وعلى أمثاله، ولعله فاته انّ المسلمين الشيعة هم الجناح الثاني للمكون الإسلامي الكبير في لبنان جغرافياً على مساحة الوطن، وهو ما أكده الفريق الإسلامي بضرورة العيش الى جانب جميع المكونات اللبنانية في كنف الدولة اللبنانية الراعية لجميع أبنائها وهي المسؤولة عن حمايتهم وتطبيق القرار 1701 والقرارات الدولية وهو ما توافق عليه الرؤساء الثلاثة.
أما الرهان على العدو فهو محض عربدة وتضليل وضياع الحرية والكرامة.
ويخبرنا قرآننا المجيد «لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)المائدة»…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى