أنشطة قومية

الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة عقدت اجتماعها الأسبوعي في «منتدى السفير»: التشييع المليوني للقائدين الشهيدين نصرالله وصفي الدين رسالة استراتيجية بعدة اتجاهات حاسمة تؤكد احتضان المقاومة من شعبها وقدرتها على المواجهة

 

عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في «منتدى السفير» بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي والمنسق العام للحملة معن بشور، والمنسق العام للمؤتمر العربي خالد السفياني، وأحمد طلال سلمان ومقرّر وأعضاء الحملة.

بشور

افتتح بشور الاجتماع بالوقوف دقيقة إجلالاً وإكباراً لروح الشهيدين القائدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وأرواح شهداء المقاومة في لبنان وفلسطين وكل أبناء الأمة.
وقال: لا بدّ في البداية أن نقف أمام الحدث المهيب والتشييع الكبير الذي شهده لبنان في وداع سماحة السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، ولا شك في أنه كان وداعاً مؤثراً على كل المستويات، ولكن بالمعنى السياسيّ كان حدثاً مهماً جداً لأنه أنهى الجدال الدائر حول هذه الحرب هل أضعفت المقاومة أم العكس؟ ولكن الذي ظهر أن المقاومة ما زالت قويّة وقوّتها الحقيقية هي في جمهورها بالدرجة الأولى وهذا يرتّب علينا مسؤوليات كبيرة لأن يكون الرد على العدوان الصهيوني متعدد الأهداف وأهم هدف فيه هو حماية المقاومة وحماية لبنان الذي يقوى بالمقاومة والمقاومة تقوى فيه.
وأضاف بشور: هناك أحداث كبيرة نمر بها وإن ما يجري في سورية من توغل صهيوني في الأراضي السورية، ثم من تهديدات نتنياهو هو استفزاز للكرامة العربيّة وهذا مشروع منتشر اليوم في كل المنطقة. وهناك تطوّر كبير كما التطور الذي يجري في الضفة الغربية الذي يواجه هذه الانتفاضة بوحشية بالغة لأنه يبدو أن هناك انتفاضة كبيرة وربما ستكون العائق الكبير أمام مخططات العدو الصهيونيّ.
ودعا إلى وحدة متراصة وإعادة إحياء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي تجمع كافة القوى الوطنية المناهضة والمقاتلة بوجه العدو الصهيونيّ، وإلى العمل على ترسيخ الوحدة الشعبية العربية بوجه هذا العدو المتغطرس والهيمنة الأميركيّة.

سلمان

ثم تحدّث أحمد طلال سلمان الذي رحّب بالحاضرين معتبراً أن دار «السفير» هي دار الجميع وتحدث عن جلسة مع الراحل الكبير الأستاذ طلال سلمان حول ماذا ستفعل السفير بعد إغلاقها وتحدّث عن ضرورة الإعلام وفهم ماذا جرى وماذا يجري ومحاسبة الذات وهي ضرورية حتى نستطيع أن نتقدّم.
وأضاف: لقد خسرنا في هذه الحرب قائداً كبيراً وقادة كثراً من الذين كانوا يعملون فرقاً في مسيرتنا فيجب أن نعرف ماذا جرى ولماذا حتى نستطيع أن نتقدّم إلى الأمام.

السفياني

ثم تحدّث رئيس لجنة المتابعة في المؤتمر العربي العام خالد السفياني الذي يضمّ المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربيّة ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية الذي قال إني سعيد أن أكون بينكم وفي دار السفير وكانت تربطني بالراحل الأستاذ طلال سلمان علاقة حميمة وعندما أغلقت السفير أبوابها فقط الأبواب الخارجية بينما الداخلية مفتوحة فلقد كان يوماً حزيناً في المغرب.
وأضاف السفياني: لقد أتيت إلى لبنان للمشاركة في تشييع شخصية عرفتها عن قرب وقد التقيته عدة مرات فكنت تشعر بوجوده بأشياء مغايرة لما تسمعونه في التلفزة. كنت أجلس مع موسوعة فكان ملمّاً بالشعر والحرب والمواجهة والتصدّي.
وقال السفياني: المعركة في بدايتها ولم تنتهِ حتى لو طبقت كل الاتفاقات، فمعركتنا يجب أن تبقى متواصلة.
كما كانت مداخلات لعدد من المشاركين.

وقد صدر عن المجتمعين البيان التالي:

توقف المجتمعون أمام الحشود المليونيّة التي شاركت في تشييع القائدين الشهيدين السيد حسن نصر الله، وخليفته السيد هاشم صفي الدين، ورأوا فيها رسالة بعدة اتجاهات محلية وإقليمية ودولية للتأكيد أن المقاومة ما زالت محتضنة من شعبها، وما زالت قادرة على القيام بواجبها، لا سيّما إذا استمر احتلال العدو لأجزاء من أرضنا في الجنوب اللبناني.
وحيّا المجتمعون مسيرات التشييع الرمزي لا سيّما المسيرة المليونية في المغرب والمسيرة الحاشدة في تونس وإيران وفي العديد من المدن العربية والإسلامية، ورأوا فيها أن السيدين الشهيدين لم يكونا شهيدي لبنان وفلسطين فحسب، بل هما شهيدا الأمة وأحرار العالم الذين توافدوا بالآلاف إلى بيروت للمشاركة في وداع القائدين الكبيرين.
ودعا المجتمعون الهيئات المعنية، لا سيّما في المؤتمر العربي العام إلى الانطلاق من هذه المسيرات لبناء الأطر والآليات التي تجعل من قضية القدس وفلسطين والمقاومة قضية الأمة كلها.
أدان المجتمعون الاعتداءات المتكرّرة على سورية، وتصريحات نتنياهو التي تؤكد بقاء قوات احتلاله في مئات الكيلومترات التي احتلها حتى وصلت إلى مشارف العاصمة، ودعوا إلى مواقف جدية وحاسمة من كل القوى الوطنية في سورية كما من كل الدول العربية والإسلامية للسعي لمواجهة هذه الاعتداءات والتهديدات ودعم مقاومة الشعب السوري لطرد المحتل الصهيوني من أرضه.
توقف المجتمعون أمام المعارك المتواصلة في الضفة الغربية التي تشير إلى أن كيان الاحتلال الذي لم يستطع تحقيق أهداف عدوانه في غزة وجنوب لبنان يحاول أن يعوّض فشله في جرائم جديدة تستهدف مدن الضفة ومخيماتها التي تشتعل فيها نار المقاومة حتى طرد المحتل من فلسطين.
أكد المجتمعون بعد اطلاعهم على الورقة التي أعدّها عضو الحملة المناضل فؤاد رمضان حول «المطامع الصهيونية في مياه لبنان وسد الليطاني أنموذجاً» فدعوا الحكومة اللبنانية إلى مواصلة العمل بمشروع الليطاني، كما بمشاريع السدود الأخرى من شمال لبنان إلى جنوبه، وذلك لتأمين حاجة اللبنانيين من المياه، كما لمنع استغلال كيان الاحتلال للهدر الحاصل في مياهنا من أجل وضع يده على مصادر المياه وتحويلها لصالحه.
مع اقتراب الذكرى (51) لصدور جريدة «السفير» وعلى رأسها الصحافي الكبير طلال سلمان، في 1974/3/26، أكد المجتمعون أن «السفير» كانت قنديلاً يضيء الطريق إلى الحق والحقيقة والالتزام الوطني القومي، وأكد المجتمعون الذين يعقدون اجتماعهم في منتدى «السفير» كم يفتقد لبنان والأمة وهما يعيشان هذه الأيام العصيبة صحيفة «السفير» بمقالاتها وتحقيقاتها وتلازم في أدائها مع الروح الوطنية والقومية والمقاومة التي تحملها اليوم أجيال الأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى