أخيرة

متى تستيقظ هذه الأمة؟

 

لقد أصبح خلق كتلة عربية واحدة بأيّ صيغة كانت، اتحاداً عربياً كالاتحاد الأوروبي، أو الاتحاد الروسي، أو ولايات متحدة عربية كالولايات المتحدة الأميركية، أصبح ضرورةً وجودية، وإلاً فإننا سنشهد نهاية حزينة لهذه الأمة، حيث سنرى سقوطها واحدةً تلو الأخرى كما نشهد الآن في براثن الأطماع والتغوّل والبلطجة، حتى من قبل الكيان اللقيط الذي زرع في قلبها، لأننا لن يقيّض لنا، وفي وجود هذه الكتل العملاقة، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وديموغرافياً، من مثل الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، والصين، والاتحاد الروسي، لن يقيّض لنا ان نبقى في حالة من الوجود، ونحن مجزئين مقسّمين متباعدين متباينين…
الكتل الصغرى في هذا العالم الوحشي لن يبقى لها وجود، وسيتمّ سحق إرادتها وقرارها المستقل، لن يكون لها أمن قومي، ولن يتأتى لها أن تمارس استقلالاً سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو معنوياً أو حتى دينياً، وسترزح تحت نير الأقوياء في هذا العالم، فلا مكان للكتل الديموغرافية والجغرافية والاقتصادية الصغيرة، وستبتلع كما يُبتلع صغير السمك في المحيطات…!
كتلة ناتجها المحلي الإجمالي يقترب من الأربعة تريليونات دولار، الخامس عالمياً، مساحتها 13 مليون كيلومتر مربع، الثانية عالمياً بعد روسيا، وعدد سكانها يتجاوز الـ 450 مليون إنسان، الثالثة عالمياً بعد الهند والصين، لا تمتلك خياراً آخر سوى خلق صيغة ما للوحدة، وإلا فإنّ ما حدث لفلسطين وليبيا وسورية والسودان والعراق واليمن ولبنان سيكون مصير ما تبقى من هذه الشعوب إنْ لم تستيقظ من إغفاءتها التي طالت وأصبحت أقرب إلى الموت منها إلى الإغفاءة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى