أخيرة

المسيح وبيت لحم وأطفال الحجارة*

 

بيت لحم هادئة وجميلة،
الثلج يكتب، في أزقّتها، إسماً آخر لم يعرفه تاريخ المدن من قبلُ؛
الريح تولول تاركةً بعضاً من غضبها على نوافذ الفقراء،
الأغصان مشلّعة، كئيبة، تائهة بين سماء وأرض…
ومجموعة من الأطفال يلملمون حجراً من هنا… حجراً من هناك،
إنها بداية الولادة!

***
بيت لحم هادئة وجميلة،
المذودُ صار عرشاً،
والرعاة صاروا ملوكاً…
وأطفالٌ يخرجون…
وأطفالٌ يذبحون…
وأطفال يحملون حجارة؛
وتبدأ الثورة.

***
بيت لحم هادئة وجميلة؛
وطفل يتسلّل من مذوده، يحمل إلى الأطفال كسرة خبز، وبعض الثياب،
وبعضَ الدمى…
وكثيراً من الحجارة…
إنه يقود الثورة!

***
بيت لحم هادئة وجميلة؛
وكلُّ العصافير، وكلّ حقول الياسمين، وكلّ أشجار الليمون، حزمت حقائبها، ورحلت إلى بيت لحم،
وكلّ الفقراء، والثوّار، والأنبياء، توجّهوا إلى بيت لحم،
ففي بيت لحم يولد المسيح.

***
أيها الناس أعطوني مسيحكم، وارحلوا أنتم!
أيها الناس لم يبقَ من المسيح إلّا التاج والصولجان والثياب الفضفاضة،
أيها الناس أعيدوا المسيح إلى المسيحية.

***
بيت لحم هادئة وجميلة،
ولكنّ حجارتها كثيرة،
واليوم زمن الأطفال والحجارة…

*مهداة إلى الأطفال الستة الذين قتلهم البرد، منذ أيام، في غزّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى