حزب الله: خيارنا الدولة لكننا نريدها قوية ومقتدرة والمقاومة لا تتوانى عندما يحتاج الأمر للمواجهة

أوضحَ حزب الله أنّنا «وضعنا في عهدة هذه الدولة مسؤوليّة العمل لإخراج الاحتلال من المناطق التي ما تزال محتلّة»، مؤكّداً أنّه «عندما يحتاجُ الأمر للمواجهة لن تتوانى المقاومة عنه».
وفي هذا السياق، قالَ النائب الدكتور حسن فضل الله، خلال تشييع حزب الله وأهالي بلدة عيتا الشعب المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلّة كوكبة من شهداء المقاومة “دخلنا القرى وكان الجيشُ أمامَ الناس وفي قرى أخرى كان الناس أمامَ الجيش، لنؤكّد أنَّنا دعاة دولة وأنّنا كنّا نبحثُ عن هذه الدولة وكنّا نفتشُ عنها لتتحمّل مسؤوليّاتها، ولكن عندما غابت الدولة قام هؤلاء وإخوانهم ورفاقهم الذين قضوا شهداء، وهم الذين بقوا وأيديهم على الزناد، وعندما يأتي القرار سيتحوّلون مرّة أخرى إلى المقاومين الأشداء الذين يدافعون عن بلدهم وأرضهم”.
وأضاف “وضعنا في عهدة هذه الدولة مسؤوليّة العمل لإخراج الاحتلال من المناطق التي ما تزال محتلّة وأن تواجه الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرِّرة، وليس آخرها كان هنا في عيتا حيث قضى لنا شهيد، وقلنا للمسؤولين أمامكم فرصة لتثبتوا أنَّ الدولة هي دولة، وعليكم أن تتحمّلوا المسؤوليّة”.
وأشارَ إلى أنَّ “ما كان يجري هنا هو قتالٌ وطنيّ ودفاعٌ وطنيّ وحربٌ من أجل لبنان ومن أجل شعب لبنان ومن أجل أن يبقى لكم جمهوريّة، واليوم أنتم تتحمّلون المسؤوليّة”، مؤكّداً أنَّ “هذه المقاومة بقيادتها الحاليّة تحملُ روحَ وشجاعة وحكمة قائدنا التاريخيّ السيّد حسن نصر الله، وعندما يحتاج الأمر للمواجهة لن تتوانى عن المواجهة وعلى العدوّ ألا يظنّ أنَّنا إذا وضعنا الأمر في عهدة مؤسَّسات الدولة سنسمحُ له بالبقاء في أرضنا”.
بدوره أكد الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم “أننا نعطي الفرصة ونقول خيارنا الدولة، ونحن نريد الدولة ونريد الجيش، ولكن نريد الدولة المقتدرة وليس الدولة التي يُملى عليها من سفارة من هنا أو هناك، ونريد جيشاً مسلحاً قوياً لأنه لا تنقصه المعنويات في قيادته وضباطه وجنوده”
كلام بيرم جاء خلال تشييع حزب الله وجماهير المقاومة وأهالي بلدة عيترون المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلّة كوكبة من شهداء المقاومة وشهداء الغدر الصهيوني، بموكب حاشد وبمشاركة النائب الدكتور حسن فضل الله، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور أشرف بيضون، لفيف من العلماء، شخصيّات وفاعليّات إلى جانب عوائل الشهداء، وحشود لبّت نداء الوفاء لدماء الشهداء.
وبعد أن قدّم بيرم التعازي والتبريكات لذوي الشهداء، لفت بيرم إلى أنّ المقاومة تكتفي بالحق الطبيعي في أصل ماهية الإنسان في أن يدافع عن نفسه ووجوده ولا ينتظر بياناً ولا ينتظر حبراً، مؤكدًاً أنّ الدماء هي التي صنعت المشروعية”.
من جهّته، أكّدَ النائب الدكتور علي المقداد خلالَ حفلٍ تأبينيّ في بلدة حزين البقاعيّة، أنَّ «لجاناً صهيونيّة تدرسُ الآن أسباب فشلها في اجتياح لبنان، وذلك بفضل دماء الشهداء الذين وقفوا بوجه المخطَّطات الصهيونيّة التي لم تكن مقتصرة على جنوب الليطاني فقط، بل امتدّت إلى سورية أيضاً، بهدفِ القضاء على المقاومة ومجتمعها».
ولفتَ إلى أنَّ “المقاومة وقفت بصلابة خلال أيّام الحرب، مدعومة بحضن شعبها الذي تجاوزَ كلَّ التوقّعات، مشيراً إلى “أنَّ العدوّ الصهيونيّ يعتمدُ على سياسة قمعيّة تقوم على قتل الأسرى والمقاومين وحتّى الأطفال، باعتبار أنَّ هؤلاء الأطفال قد يكبرون ليكونوا جزءاً من حركة المقاومة في المستقبل”.
وأكّدَ أنَّ “هذه المقاومة ستستمرُّ في قتالها وستبقى بوصلتنا نحوَ القدس الشريف، وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء التي لم تذهب هدراً”.
وشدّدَ رئيس الهيئة الشرعيّة في حزب الله الشيخ محمد يزبك، خلال تلقّي قيادة حزب الله وعائلتَيّ الشهيدين السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفيّ الدين التعازي والتبريكات في منطقة البقاع في قاعة اتحاد بلديّات بعلبك – الكيّال، على “أنّ العدوّ الإرهابيّ والصهيونيّ هو أوهنُ من بيت العنكبوت” وقال “نحنُ على العهد ولن نتركك يا سيّدي يا أبا هادي (السيّد نصرالله). تركتَ أبطالاً وأسوداً كربلائيين”.
وتوجّه يزبك مجدّداً إلى السيدّ نصرالله بالقول “سيدي يا أبا هادي أنتَ الذي قلت لو قُتلنا ومزّقنا لن نرضى بالتطبيع مع الكيان، ونحنُ نردّد معك هذا الأمر كما كانت وصيتك”، لافتاً إلى أنَّ “الأمّة التي وقفت في التشييع المهيب هي أمّة وفيّة، فأنت بذلت دماءك ودماء صفيّك من أجل كرامتها وهي لبّت النداء وجاءت لتشارك على الرغمِ من كلّ الظروف وكل ما قيل، لتبقى هذه المقاومة حاضرة”.