هل يذهب نتنياهو إلى الحرب على غزة؟

– من الواضح أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة يترنّح، حيث لم تتم عملية البدء بالتفاوض على المرحلة الثانية في الموعد المحدّد في الاتفاق وهو اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى، وقد انتهت هذه المرحلة أول أمس مع نهاية اليوم 42 وهذا التفاوض لم يبدأ، بل إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح علناً أنه لن يذهب إلى المرحلة الثانية.
– من الواضح أيضاً أن البديل الذي يطرحه نتنياهو هو تمديد المرحلة الأولى وهو ما يمثل انقلاباً على الاتفاق وعرض التفاوض على اتفاق بديل. وهذا ما لا يمكن للمقاومة القبول به.
خلال أيام أو أسابيع سوف يبدو أن لا أفق قريب للتوصل الى اتفاق، فهل يعود نتنياهو إلى الحرب؟ وقد قيل مراراً إنه لم يكن يريد الاتفاق وإنه لولا ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما قبل بالاتفاق؟
– أوضحت أزمات التبادل التي تكرّرت في المرحلة الأولى، أن المقاومة تمسّكت بموقفها في الدعوة للتقيّد بالاتفاق حرفياً والدفاع عن حقوق الفلسطينيّين التي نصّ عليها الاتفاق، وأنّها أوقفت التبادل احتجاجاً على الخروق الإسرائيلية، وأن الرئيس ترامب هدّد بالجحيم ما لم تُفرج المقاومة عن كل الأسرى دفعة واحدة، ولم تستجب المقاومة، لكن المستغرب كان أن نتنياهو لم يستغلّ ذلك للعودة لحرب يفترض أنه يريدها وأنه اضطر للسير بالاتفاق خشية غضب ترامب، فلمَ لم يعُد إلى الحرب وقد منحه ترامب الغطاء؟
– الواضح أن نتنياهو جاء إلى الاتفاق لأنه أدرك الطريق المسدود الذي دخلته الحرب، في ظل العجز عن استرداد الأسرى بالقوة من جهة، والعجز عن توجيه ضربات قاضية للمقاومة من جهة مقابلة، بينما تسببت الحرب بإنهاك الجيش من جهة، وتسبب استمرار حجز الأسرى بأزمة سياسية شعبية داخلية من جهة موازية، وأن السير بالاتفاق بدا خياراً حتمياً في مواجهة هذه العناصر.
– العودة الى الحرب الآن تعني مواجهة مقاومة أقوى مما كانت عليه في 7 أكتوبر، وقد أعادت تنظيم صفوفها ولم تعد بحاجة للقتال التراجعيّ كي لا تتحمل وزر التدمير والمجازر، وهي سوف تقاتل قتالاً يشبه ما جرى على جبهة القرى الأماميّة في جنوب لبنان وتمنع الاحتلال من التقدّم وتكبّده خسائر جسيمة خلال هذه المواجهة، لأنّه ليس الجيش الذي تحرّك في 8 أكتوبر، وقد خسر الكثير من تركيبته البشرية وروحه المعنوية.
– الحرب لا تبدو خياراً على طاولة نتنياهو بل تشديد الحصار، والاستمرار بوقف إطلاق النار دون مضمون سياسي ولو دون عمليات تبادل، وإطالة الأمد إلى أبعد ما يمكن أملاً ببلوغ الانتخابات دون انفراط عقد حكومته التي يهدّد وحدتها انسحاب بتسلئيل سموتريتش إذا وافقت على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل وفقاً لما تنصّ عليه أحكام المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.