القمة العربية

– تنعقد اليوم القمة العربيّة التي يفترض أنها مخصّصة للردّ على المقترح الأميركي بتهجير غزة، ويبدو مما هو متاح للاطلاع أن الموقف العربي الرافض لمقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، سوف يتقدم بمقترح يقول بإمكانية تعمير قطاع غزة دون تهجير أهلها، والعرب يعلمون أن مشكلة أميركا هي حبها الأعمى لـ”إسرائيل” وليس جهلها بالحلول التقنية لإمكانية إعمار غزة دون تهجير أهلها.
– لأن العرب يعلمون أن ما تريده واشنطن وتل أبيب هو أن يتولى العرب القيام بالمهمة حيث تعجز أميركا و”إسرائيل”، أي القضاء على المقاومة، فإن القمة تميل للأخذ بنظرية أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط صاحب التاريخ السيئ مع غزة يوم كان وزيراً لخارجية مصر وهدّد بتكسير أقدام الغزيين إذا حاول بعضهم اللجوء إلى مصر. ونظرية أبو الغيط عنوانها أن تتنحّى حماس جانباً، لكن حماس مستعدة للتنحي جانباً لكن لصالح أي صيغة فلسطينية ينجح العرب بالتفاهم عليها مع السلطة الفلسطينية ويقبل بها الأميركي والإسرائيلي، وهنا المشكلة.
– المطلوب رأس المقاومة وسلاحها، وتهجير السكان، والبحث يدور حول المكان الذي سوف ينقلون إليه ومن يستقبلهم. والمشكلة هي مَن سوف يجرؤ على تهجيرهم، ومَن سوف يجرؤ على التقدم لنزع سلاح المقاومة، وغزة تعلن أنها سوف تعامل أي قوة عربية أو دولية كقوة احتلال.
– ما يستطيعه العرب أن يكونوا بنما لا أوكرانيا، بنما قالت لا وصمدت، وأوكرانيا قدّمت أرضها وشعبها وجيشها وقوداً لحرب أميركيّة، ولما بانت نتائج الحرب وظهرت ملامح الهزيمة المؤكدة أمام روسيا باعت أميركا أوكرانيا بأرخص الأسعار وأهانت رئيسها وطردته من البيت الأبيض.
– ما يستطيعه العرب ومطلوب منهم، ليست حرباً لن يقدموا عليها، ولا مقاطعة لن يلتزموا بها، ولا تهديداً بسلاح النفط لن يضعوه على طاولة التفاوض. فالمطلوب أقلّ بكثير وممكن التنفيذ، وهو ببساطة اعتبار اللحظة هي لحظة القضية الفلسطينية وليست حلاً منفصلاً لغزة، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض غزة كنقطة انطلاق، وإنجاز المصالحة الوطنية والفلسطينية وإقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية تبدأ من غزة، ثم إعلان فتح معبر رفح بصفته معبراً فلسطينياً عربياً يمر عبر مصر، ويحمل كل العرب مسؤوليته لا مصر وحدها.
– المطلوب أن يفعلوا وهم قادرون أن يفعلوا؟