«تعا تفرّج تعا شوف… تعا تفرّج ع المكشوف»

يقولون إنّ التلفزيون (هذا الاختراع المذهل والعجيب) قد حلّ محل «صندوق الفرجة».
أصحاب هذه المقولة، على ما يبدو، لا يشاهدون أقنية البثّ العربية، ولا صفحات التواصل الاجتماعي، ولو فعلوا لغيّروا قناعاتِهم، وسلّموا بأنّ «صندوق الفرجة» عاد ليفرض حضوره ليلَ نهارَ!
«تعا تفرّج… تعا شوف… تعا تفرّج عالمكشوف»!
الفريق المعارض يهاجم الحكومات، والمسؤولين، مستغلّاً كلّ أدوات الجزم، و»النصب»، والتأكيد، معتمداً على «الفصاحة»، متّكئاً على «البلاغة»، متهماً «الفاعل»، مطالباً بإعادة الاعتبار إلى «المفعول به» أي إلى «الناس»!
والفريق الآخر المتربّع على كراسي السلطة، وأزلامه، يدافعون عن «المفعول لأجله»، مرسّخين كلّ أدوات التأكيد، علّهم يعيدون الاعتبار إلى المواطن بعد «تجويعه» و «إنهاكه» بجدول الضرب (نسبة إلى الضرائب).
إنه «صندوق الفرجة « بامتياز! «نتفرّج عليه» ولا نفهم شيئاً! لدرجة بتنا نحلم بالعودة إلى «عنتر وعبلة»، وإلى «المهلل». على الأقلّ… كنّا صغاراً، وكنّا ننتظر مرور «صندوق الفرجة» لنتفرج على المكشوف… ونرتاح.
اليوم… صرنا كباراً، وما زالت أحلام الوطن صغيرة، بدءاً من هدير الطائرات وهي تدمّر الجنوب، وغزّة، والشام، وانتهاءً بالهرولة نحو التطبيع…