مانشيت

غزة مستعدة لكل الاحتمالات ونتنياهو حائر بين الرغبات والقدرات وجحيم ترامب / انفجار الساحل السوري والنظام أنتج مناخ حرب أهلية بعد زوال الآمال بالانفراج / الحكومة أقرّت الموازنة بمرسوم وطعون مرتقبة… والإصلاحات والتعيينات قريباً

 

كتب المحرّر السياسيّ

 

أعلن الناطق في قوات عزالدين القسام أبو عبيدة أن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات في غزة، محذراً حكومة الاحتلال من مغامرة العودة إلى الحرب، لأن المقاومة قد أعدّت الكثير من المفاجآت التي سوف تُسقط ما تبقى من هيبة لجيش الاحتلال، وقال أبو عبيدة إن عودة الحرب تعني تعريض حياة الكثير من الأسرى للخطر، وإن المقاومة لن تسمح للاحتلال بتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الحرب عبر أساليب التهديد والتهويل، مشيراً إلى أن المخرج الوحيد الواقعي هو العودة الى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار دون تعديل وإضافة شروط جديدة تهدّد بنسفه، وإن الذهاب إلى المرحلة الثانية لا يزال ممكناً والمقاومة ملتزمة بما وقعت عليه؛ بالمقابل بدا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مرتبكاً بعدما تحوّل تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمقاومة بالجحيم ما لم تفرج عن كل الأسرى فوراً، بعدما أوضح ترامب أنه زوّد نتنياهو بكل ما يلزم لتنفيذ المهمة، ونتنياهو حائر بين خيار العودة إلى حرب لا يملك ضمانات الفوز بها ولا ضمانات عدم مقتل الأسرى خلالها، وخيار العودة إلى اتفاق يتضمّن إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة وهي شروط تتكفّل بإطاحة حكومته.
في سورية انفجر الوضع في منطقة الساحل السوري واندلعت اشتباكات ضارية في اغلب مدن وأرياف الساحل، وشهدت مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة اشتباكات امتدّت لساعات بين مجموعات تطلق على نفسها «المقاومة الشعبية السورية»، وقوات هيئة تحرير الشام والفصائل المساندة لها، وسقط للهيئة العشرات بين قتلى وجرحى في هذه المواجهات التي تنقلت بين عدة مواقع واستمرّت حتى ما بعد منتصف الليل، رغم بيانات الهيئة عن السيطرة على الموقف، ولجأت الهيئة إلى إعلان الجهاد في مكبّرات الصوت في مساجد حلب وإدلب وحمص وحماة بما يشير إلى شعورها بعجزها عن السيطرة على الموقف باستخدام المقدرات العسكرية المخصّصة لبسط سيطرتها على الساحل. وتحدّث معارضون للنظام السابق ومؤيّدون للسلطة الجديدة فقالوا إن سوء تصرّف الحكم الجديد لهيئة تحرير الشام أخذ سورية نحو الحرب الأهلية، بعدما أبدت كل مكوّنات الشعب السوري انفتاحها للتعاون مع حكم الهيئة وحالة التفاؤل برفع العقوبات الأميركيّة واندماج مناطق قسد مع مناطق الحكم الجديد وما يعنيه ذلك من تأمين النفط والغاز وإعادة تأمين الكهرباء، إضافة إلى الآمال بتوقف الغارات والاعتداءات الإسرائيلية على قاعدة أن خروج إيران وحزب الله سوف يتكفّل بذلك. وقال هؤلاء المعارضون إن شيئاً من كل ذلك لم يتحقق، بل جاءت فوقه ممارسات طائفيّة دفعت بأبناء الساحل الذين لحقهم أعلى منسوب من الأذى الطائفي وأعلى نسبة من تسريح أبنائه من الوظائف المدنية والعسكرية وتركهم وعائلاتهم للمجهول دون مصدر دخل، واعتبر هؤلاء المعارضون أن الانفجار كان متوقعاً، بينما خصصت قناة الجزيرة وقناة العربية ساعات لخبراء يتحدّثون عن حرب مع فلول النظام السابق الذين اتهموا إيران وأحياناً روسيا بتحريكهم.
لبنانياً، أقرّت الحكومة الموازنة العامة لعام 2025 وأصدرتها بمرسوم، وهو ما توقعت مصادر نيابيّة أن يتسبّب بتقديم العديد من الطعون النيابيّة أمام المجلس الدستوري، كما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أن الحكومة وضعت الإصلاحات التي ينص عليها اتفاق الطائف والتعيينات لملء الشواغر في الملاك العام للدولة على نار حامية.

وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، حيث ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين على منطقة تل نحاس – برج الملوك، لإبعاد بعض العمال الذين يقومون بمهام مختلفة في المنطقة. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية على أحد رعاة الماشية عند أطراف بلدة رميش مما أدى إلى إصابته بيده. هذا وحلق الطيران الاستطلاعي والمسّير الإسرائيلي بشكل كثيف في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى مشارف مدينة صور والساحل البحري.
في المقابل أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنّ «العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على سيادة لبنان برًّا وبحرًا وجوًّا، وآخرها سلسلة عمليّات استهداف مواطنين في الجنوب والبقاع، إلى جانب استمرار احتلاله أراضيَ لبنانيّة، وخروقه المتمادية للحدود البرّيّة».
وشدّدت في بيان، على أنّ «إمعان العدو الإسرائيلي في اعتداءاته يهدّد استقرار لبنان، وينعكس سلبًا على الاستقرار في المنطقة، كما يتنافى تمامًا مع اتفاق وقف إطلاق النّار».
وأشارت القيادة إلى أنّ «في موازاة ذلك، تستمر الوحدات العسكريّة في مواكبة عودة الأهالي إلى المناطق الجنوبيّة، من خلال معالجة الذّخائر غير المنفجرة وإزالة الرّكام وفتح الطّرقات، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع، وتتّخذ الإجراءات اللّازمة بالتّنسيق مع اللّجنة الخماسيّة للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النّار وقوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان- اليونيفيل».
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن الجهود الدبلوماسية التي بذلها رئيسا الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام لم تتوقف مع الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي لا سيما مع فرنسا والسعودية وقطر ومصر للضغط على الحكومة الإسرائيلية لسحب قواتها من النقاط الخمس من لبنان، لكن حتى الآن لم تثمر بسبب المراعاة الأميركية لـ»إسرائيل» التي تريد تحقيق أهداف أمنية وعسكرية في لبنان في حربها على حزب الله ما لم تستطع تحقيقه خلال فترة الحرب، ولذلك تستكمل ما بدأته من عمليات نسف وتدمير للقرى وعمليات اغتيال خلال فترة التمديدين لاتفاق الهدنة، والآن تريد البقاء في مناطق متعددة على الحدود بالتنسيق مع الولايات المتحدة لأهداف أمنية وعسكرية وسياسية تتعلق بالضغط على الحكومة اللبنانية لحل مسألة سلاح حزب الله وتقويض نفوذه السياسي في لبنان، إضافة الى أهداف إعلامية نفسية داخلية إسرائيلية تتعلق برسائل طمأنة للمستوطنين لحثهم على العودة إلى المستعمرات». وتوقعت المصادر بقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة في ظل وجود نيات عدوانية إسرائيليّة بتنفيذ المزيد من الأهداف الأمنية والعسكرية وربما شنّ حرب جديدة على لبنان في أي فرصة تراها مناسبة».
وتشير جهات مطلعة في المقاومة لـ»البناء» الى أن «المقاومة بكافة تشكيلاتها على أهبة الاستعداد لردع أي عدوان واسع على لبنان، وهي تقف خلف الدولة والجيش اللبناني في تحرير الأرض المحتلة لكن أهالي القرى سيتحولون مقاومة شعبية للدفاع عن قراهم وأرضهم وكرامتهم ولن يسمحوا باستباحة قراهم»، ولفتت الجهات الى أن «بقاء قوات الاحتلال في الجنوب لوقت طويل واستمرار الاعتداء على القرى والأهالي سيمنح المقاومة وأهالي القرى المشروعية الكاملة للدفاع عن قراهم وعن الجنوب».
في غضون ذلك، يطلّ الأمين العام لحزب الله الشيخ الشيخ نعيم قاسم الأحد المقبل الساعة (20:30) عبر شاشة قناة المنار في مقابلة للحديث عن بطولات المجاهدين وإيمانهم بالنصر الحتميّ، وعن المرحلة المقبلة، وذلك في أول مقابلة إعلامية منذ انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله، ولفتت قناة المنار إلى أن المقابلة ستتطرّق إلى «أبرز المحطات في معركة إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته وما تلاها في معركة أولي البأس، وعن الشهيدين المقدّسين سماحة السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين، وأبرز التحديات والمخاطر التي واجهتها المقاومة، وكيف استطاعت أن تمنع الاحتلال من التقدم في قرى الحافة الأمامية للجبهة».
وستتطرّق إليها المقابلة أيضًا وفق القناة «إطلاقه عنوان الشراكة للنهوض بلبنان، وعن الاستحقاقات المقبلة، الانتخابات البلدية والنيابية، والتحالفات».
وبالنسبة لمشروع «وعد والتزام»، سيتحدث الشيخ نعيم قاسم، بحسب قناة المنار، عن «ما تم إنجازه وما يُنتظر، وإذا ما كانت هناك من محاولات عرقلة إعادة الإعمار، ونظرته لدور الدولة المسؤولة عن جميع أبنائها في الدفاع عن سيادة الوطن، وعن خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني وعن مسؤوليات الأمة».
الى ذلك، عقد مجلس الوزراء أمس، جلسة في قصر بعبدا وأصدر جملة قرارات أهمها يتعلق بالإصلاحات والوضع المالي والتعيينات. واقرّ بمرسوم مشروع موازنة 2025. كما طلب من خمسة سفراء الاستمرار في تسيير أعمال سفاراتهم بعد 9 الحالي إلى حين البتّ بأوضاعهم.
وخلال الجلسة، قال رئيس الجمهورية جوزيف عون «مجلس الوزراء يملك مرجعية القرار وليس الأحزاب ولا الطوائف ونحن هنا لاتخاذ القرارات وليس للتعطيل ونحن تحت أنظار الجميع وأتمنى على الوزراء الالتزام بسرية المداولات داخل الجلسة». أضاف: طلبتُ من ولي العهد السعودي العمل على رفع الحظر عن سفر السعوديين الى لبنان، وتسهيل تصدير المنتجات اللبنانية إلى المملكة، والطلبان حالياً قيد الدرس وفق ما ورد في البيان المشترك الذي صدر بعد الزيارة.
وبعد الجلسة، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، أنّ القرار اتّخذ بالعودة إلى عقد الجلسات في مكان مستقلّ تطبيقًا لاتفاق الطائف، موضحًا أنّه سوف يعلن عن المكان في الأسبوع المقبل. وتابع «تم الاتفاق على اعتماد آلية شفافة بشأن ملف التعيينات». وأضاف سلام «تمّ البحث بلائحة تفصيلية للأمور المطلوبة من قبل كل وزارة وما هو المطلوب لتنفيذها». وأردف «اتفقنا على إعادة العمل بآلية شفافة للتعيينات الإدارية والهيئات الناظمة مع وزارة التنمية ومجلس الخدمة المدنية».
وخلال الجلسة، تمّ إقرار موازنة 2025 بمرسوم، وتم تكليف وزير المالية بإعداد مشروع خلال أسبوع لإعادة النظر بالرسوم الواردة في الموازنة. كما أقرّ مجلس الوزراء آلية تنفيذ الإصلاحات وفق الأولويّات. وقال وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي «نعمل على التشكيلات الدبلوماسية ونأمل أن تصدر قريباً وتم التمديد لـ6 سفراء ريثما يتم البت بوضعهم».
وقال وزير الإعلام بول مرقص بعد انتهاء الجلسة «الرئيس عون وضع المجلس في أجواء زيارته السعوديّة وشدّد على أنّ هناك استعداداً سعودياً للمساعدة في حال قام لبنان بالإصلاحات». وأعلن عن «إقرار مشروع قانون للمتضرّرين من الحرب الإسرائيلية لإعفائهم من بعض الضرائب والرسوم». وأضاف مرقص «الموافقة على تعيين 63 ضابط اختصاص في قوى الأمن الداخلي».
وقبيل الجلسة، عقد اجتماع بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
وعلّق عضو كتلة «لبنان القوي» النائب سليم عون على إقرار مجلس الوزراء موازنة 2025. فكتب في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»: «حكومة «الإصلاح والإنقاذ» تقرّ موازنة حكومة تصريف الأعمال السابقة، ومضافًا إلى أنها ليست موازنتها، فهي وهمية، غير واقعية، ومن دون أي رؤية اقتصادية». وأضاف عون، «يا عين على هيك إصلاح، ويا سلام على هيك إنقاذ!».
على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار، أن «الانتخابات البلدية في موعدها ويمكن إجراؤها في الجنوب إما وفق الـmegacenter أو في مراكز جاهزة في المناطق المتضرّرة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى