الوزير غسان سلامة يفتتح معرض الكتاب – انطلياس

افتتح المهرجان اللبناني للكتاب في الحركة الثقافية أنطلياس في سنته الـ 42، بحضور وزير الثقافة غسان سلامة ممثلاً رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وزيرة البيئة تمارا الزين ممثلة رئيس الحكومة القاضي نواف سلام، قائممقام المتن مارلين حداد ممثلة وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وزير العدل عادل نصار، السفير البابوي باولو بورجيا، راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران طوني بو نجم، الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الأباتي جوزف بو رعد، الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم روجيه هاني، رئيس دير مار الياس – انطلياس والحركة الثقافية الأباتي أنطوان راجح وفاعليات.
وتحدث أمين معرض الكتاب الدكتور منير سلامة وأكد أن هذا المهرجان تشارك فيه معظم الجامعات الخاصة الكبرى، بإلإضافة إلى الجامعة اللبنانية، أما دور النشر فقد فاق عددها الخمسين، وبعضها يعرض لأكثر من ناشر، وهي كلها لبنانية”.
ثم تحدّث الأباتي راجح وقال: “على الرغم من القفزات الهائلة في الابتكارات التكنولوجية، وظهور التحول الرقمي، ومفاجآت توليد مهارات الذكاء الاصطناعي المذهلة في إنشاء المحتويات، بكل كفاءته وتبعاته وتحدياته، تتمسك الحركة الثقافية في دير مار الياس انطلياس، بتنظيم مهرجان الكتاب السنوي، فتتكرس ساحة تلاق، تكرم فيها أعلام ثقافة وإنتاج في أكثر من مجال واختصاص، بلا تمييز طائفي أو مذهبي. وتقيم الندوات الحوارية التي تعزّز تفوق الوحدة على الصراع، وتفتح منابرها لترويج الكتب الجديدة، وصالاتها، لشتى أنواع الحوارات وتشارك الكلمة”.
تابع: “فهي تريد من مهرجانها الثاني والأربعين، التأكيد على جملة أمور، أبرزها أولاً، الكتاب، وليس عفا عليه الزمن. ثانياً، أهمية شعلة الوعي، والرؤية بكم وافر من العيون، لإعادة التفكير في الفكر. وثالثاً، التأكيد على سعة فسحات التلاقي، لوضع رقصات ومحفزات حياتية جديدة وجديرة”.
وأعلن أنه “بقراءة النصوص المكتملة، يصير القارئ آلاف البشر، وفي الوقت نفسه، يبقى هو. يرى بعدد لا يحصى من العيون الصافية، لكنه هو دائماً الذي يرى. ذلك كما في الحب والعمل الأخلاقي والمعرفة، فإن الإنسان يتجاوز نفسه، ومع ذلك، يكون هو أكثر من أي وقت مضى”.
من جهته أكد أبي صالح ان “الحركة الثقافية تحرص على أن توجّه للرأي العام عبر هذه التظاهرة السنوية بضع رسائل ثقافية ووطنية وتربوية”.
واشار الى ان لبنان بحاجة ماسّة الى ورشة كبرى ليس فقط لإعادة هيكلة بناه التحتية المادية، إنما أيضاً وبخاصة لإعادة هيكلة بناه الفوقية، كمنهجية التفكير، والأنماط السلوكية لدى الأفراد والجماعات”.
لافتاً إلى أن “من محاور هذه الورشة، التنشئة المدنية والوطنية الرامية الى تعزيز مفهوم المواطنة، على مستوى الفرد، ومفهوم دولة القانون، على مستوى المجتمع”.
من جهته قال الوزير سلامة: “لقد شرفني فخامة الرئيس بأن أمثله وأرسلني إلى ملتقى عمره 42 عاماً قدّم فيه الكثير للثقافة في هذا البلد، كما أشكره لعودة اللقاء بعد أكثر من عقدين من الغياب والغربة مع وجوه اليفة صديقة صدوقة أحن اليها منذ زمن طويل كما أشكره على جعلي التقي بزملاء لي في جو أكثر دافئاً من قاعة مجلس الوزراء”.
أضاف: “أتكلم اليوم باسمي الشخصي لقد تم انتخاب فخامة الرئيس، وتمّ تأليف هذه الحكومة التي أتشرف بعضويتها في زمن نحن ننظر إليه بقدر كبير من الواقعية. نحن في زمن أصبح فيه القانون الدولي يداس بالأقدام من قبل الدول الكبرى، نحن في زمن تقوم دولة كبرى بالاعتداء على جارتها وتحتل جزءاً منها. نحن في زمن يقوم رئيس دولة كبرى أخرى بفرض عقوبات على محكمة جنائيّة دوليّة تجرأت ولاحقت رئيس وزراء دولة إلى جنوب بلدنا أو رئيس دولة إلى شمالها، نحن في زمن نطالب فيه بتنفيذ قرار دولي صادر عن مجلس الأمن هو حالياً في حال من الشلل الأكيد، الفيتويات فيه متقابلة وإنتاجيته تقارب الصفر، نحن في زمن لا يهتم فيه كبار قادة هذا العالم بالقانون الدولي وبالمنظمات الدولية”.
وتابع: “أما اذا نظرت الى منطقتنا من العالم، فالصورة ليست أفضل بكثير، لم تتوقف الحرب على لبنان حتى اليوم، هناك أسرى لبنانيون في “إسرائيل”، هناك خمس تلال تمّ احتلالها والتمركز فيها من قبل العدو، هناك هجمات شبه يومية شمالي الليطاني كما جنوبه. أقول هذا لأكرّر بأن الحرب لم تنته على الرغم من تفاهمات 27 تشرين الثاني الماضي التي تم تمديدها والتي يتم حتى الساعة خرقها بصورة شبه يومية”.
وتابع: “علينا أن نعمل لان يكون هناك سقف فوق كل رأس، مما يعني المباشرة بإعادة الإعمار حيث حصل الهدم رغم استمرار الأخطار على بلادنا وعلى حدودنا وأرضنا، ويقتضي أيضاً منا أن نخرج من نزاعاتنا ونفهم تماماً ألا مستقبل لنا خارج دولتنا، لقد تعودنا بأن نلد في مشفى خاص وأن نتعلم في مدرسة خاصة ونذهب إلى جامعة خاصة، ونتمسك بالاقتصاد الحر الذي لا دور للدولة فيه. كل هذا أعطى هذا البلد مناعة في ظروف التأميمات الفاشلة التي جرت في محيطنا ولكننا بالغنا في إدارة الظهر لمسألة بناء دولتنا، بالغنا وعلينا اليوم إعادة بناء هذه الدولة”.
وختم: “نحن واقعيون، ولكننا أيضاً عاملون متضامنون مصرّون على إنجاز ما يمكن إنجازه لأن التاريخ أحياناً يسير بخطى وئيدة، وفي أحيان أخرى إن انتشى بعاطفة الحب للوطن فإن بإمكانه أن يسير بخطى سريعة تفوق توقعات الكثيرين”.
ثم قام سلامة والحضور بقص الشريط وافتتاح قاعات المعرض بشكل رسمي.