الوطن

ردودُ فعلٍ مستنكرة للغارات الصهيونيّة: للبنانيّين حقُّ الدفاع عن النفس

 

أثارت الغارات الصهيونيّة العنيفة على لبنان ردودَ فعلٍ مستنكرة ومؤكّدة أنّ “المنطق السياديّ كما شرعة الأمم المتحدة يمنحان اللبنانيّين حقَّ الدفاع عن النفس”
وفي هذا السياق، اعتبرَ الرئيسُ السابق العماد إميل لحّود، أنّنا “شهدنا أمس (الجمعة) ذروة فشل اللجنة الخماسيّة والحلول الديبلوماسيّة الكاذبة التي فُرضت على لبنان من قبل الإسرائيليّ وحلفائه، إذ نفّذ العدوّ الإسرائيليّ عشرين غارة على جنوب لبنان، بالإضافة الى الاغتيالات التي نفّذها في الأيّام الأخيرة ودخول عشرات المستوطنين اليهود إلى الأراضي اللبنانيّة، في مؤشرٍ واضح على نيّات العدوّ المستقبليّة”.
وأكّد أنّ “المنطقَ السياديّ كما شرعة الأمم المتحدة يمنحان اللبنانيّين حقَّ الدفاع عن النفس، في حين يتلهّى جزءٌ من الداخل اللبنانيّ بالحسابات السياسيّة فيرى أنّ ما يحصل يعزّز قوّته في مواجهة شريكه في الوطن، بينما الحقيقة أنّ ذلكَ سيجرُّ الوطن إلى ويلاتٍ أردنا أن نتجاوزها وننساها بعد أن أقفلنا ملفَّ الحرب الأهليّة”.
ولفتَ إلى أنّه “بدل العمل على إعادة الإعمار وعودة الناس إلى قراهم والسعي إلى توحيد الوطن وبلسمة جراحه، يُمعنُ البعضُ في تقسيمه وزرع بذور الفتنة”، منبّهاً “إلى ما من أحدٍ سينتصرُ إن استمرّت الأمور على ما هي عليه، بل سيغرقُ الوطن بما ومن فيه”.
وختمَ “يبقى الحلّ لزيادة المناعة الوطنيّة أمام هذه المؤامرة وما يحصل حولنا في الإقليم، هو إقرار قانونٍ انتخابيّ ينبثق من روحيّة اتفاق الطائف، ويتضمّن توسيع الدوائر لجمع اللبنانيّين بدل تفريقهم في الزواريب الطائفيّة والمناطقيّة، خصوصاً أنّنا على بُعدِ عامٍ ونيّف من الانتخابات النيابيّة التي قد تكون مناسبةً لزيادة الشرخ الداخليّ”.
بدوره، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم في بيان، أنّ “تصعيد العدوّ الإسرائيليّ من اعتداءاته الجويّة والبريّة يؤكد استمرار الكيان الصهيونيّ بعدوانيّته وعدم التزامه اتفاق وقف الأعمال العدوانيّة وقضمه أجزاء جديدة من الأراضي اللبنانيّة واستفزازات وصلت إلى دخول المستوطنين والسيّاح الدينيين إلى الأراضي اللبنانيّة، ثم إقدام العدوّ على ضمّ ما وصلت إليه أقدامه إلى الأجزاء المحتلّة، وعلى الرغمِ من كلّ ذلكَ لاذ الكثيرون بالصمت بل لم نسمع بأيّ تحرُّك سريع بعد أن توسعت مساحة الاعتداءات الجويّة ليلاً”.
ورأى أنَّ “السؤال الطبيعيّ بعد هذه التطوّرات والتي تزدادُ وتيرتها يوماً بعد يوم، هو أيّ دور لجنة الإشراف تقومُ به لوضع حدّ للعدوانيّة الإسرائيليّة أم أنَّها تكتفي بتأمين الغطاء والذرائع للإسرائيليّ ليستهدفَ لبنان تمهيداً لإملاءات وشروط تتوافق مع مستجدّات وتطوّرات تجري في سورية والمنطقة؟”.
وأكّدَ أنّه “لا يجوز أن تكتفي الحكومة اللبنانيّة بالتفرُّج وكأنَّ ما يحصل خارج حدود الوطن ولا يعني البعض لأكثر من سببٍ بعد أن سمعنا من البعض في الحكومة ما يبرّر للعدوّ اعتداءاته وهذا مؤسف ويستدعي الإقلاع عنه”، مشدّداً على أنَّ “السيادة والوطنية تبدأ من آخر حبّة تراب من حدود الجنوب ومنها تشعُّ علامات الكرامة الوطنيّة”.
من جهتّه، قالَ الرئيسُ المؤسِّس لـ”المنتدى القوميّ العربيّ” معن بشور، تعليقاً على الغارات الصهيونيّة على الأراضي اللبنانيّة “لا يمكن أن نفهم سبباً للغارات الصهيونيّة العنيفة على لبنان إلاّ كتعبيرٍ عن إحساس العدو بالفشل مرتين، أولهما فشله في مواجهة المقاومة اللبنانيّة في الحافّة الحدوديّة للبنان مع فلسطين المحتلّة، على الرغمِ من استمرار محاولات التقدُّم الصهيونيّ سبعين يوماً، ومرّة حين فشل في استدراج المقاومة إلى الحرب مجدَّداً بعد اتفاق 27-11-2024 وما تلاه من مهل أرادها العدوّ لاستكمالِ عدوانه”.
وأضاف “من حقّنا أن نسأل أينَ هي اللجنة الخُماسيّة المكلَّفة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار؟ أينَ الموقف الأميركيّ والموقف الفرنسيّ بل الموقف الدوليّ من هذا العدوان المتجدِّد؟. ومن حقّنا أن نسأل أين الموقف الرسميّ اللبنانيّ من هذا العدوان، أين التحرُّك السياسيّ عربيّاً ودوليّاً، أين مواجهة الضغوط الكبيرة على لبنان للتضييق على المقاومة اللبنانيّة، والتي لا نفهم الغارات الصهيونيّة الجديدة إلاّ إسهاماً في هذه الضغوط وتشجيعاً ​ للأصوات المناهضة للمقاومة والداعية إلى سحبِ سلاحها؟”.
ورأى أنّه “في الاجابة على هذه التساؤلات، ليس أمام اللبنانيين حكومةً وشعباً وقوى سياسيّة، سوى التمسُّك بمعادلة القوّة التي ساهمت في حماية لبنان منذ حرب تمّوز عام 2006، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، والإسراع في تبنّي إستراتجيّة دفاعيّة تمكّن لبنان عبر جيشه ومقاومته من الردّ على كلّ عدوان وردع كلّ اعتداء. كما أنَّ لبنان الدولة مدعو للتحرُّك ولا سيَّما مع الجهّات الدوليّة والإقليميّة التي تمارسُ ضغوطاً عليه لمحاصرة المقاومة لدعوتها إلى اتخاذ موقف يضع حدّاً للانتهاكات الصهيونيّة، وإلاّ من حقّ لبنان والجيش والمقاومة أن يمارسوا دورهم في حماية نفسهما”.
وأكّدَ “أنَّ هذا العدوان لا ينفصل عما تشهده سورية من تمددٍّ صهيونيّ في أرضها ومن نجاح صهيونيّ في إشعالِ حربٍ أهليّة يذهبُ ضحاياها آلاف السوريين في مجازر غير مسبوقة تسعى للانتقام من شعب سورية. وضرب وحدتها وإنهاء دور سورية التاريخيّ في مقاومة العدوّ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى